الأحد ٧ أيار (مايو) ٢٠٠٦
بقلم مريم الراوي

حكايته

هنالك حيث الأزقة تحتضن ألمي

سرت بتعب وسجائري بيدي

أتأوه من كثره الهم

في رأسي ألف حكاية

حتى دخان سجائري

يرسم لي دروبا ومدن

ينساب بعيدا

يثور ولعا بالحرية

يتركني لوحدى

في طرقات

ما زالت تزينها خطوتي

في الطريق أرى بائع الجرائد

يدندن أغاني قديمه

ما عادت تفهم

القي التحية وقبل أن امضي

بود يسألني:

ألا تريد أن تشرب القهوة معي؟

ألا تريد أن تشتري جريدة؟؟

فأنا لم أرك يوما تحمل صحيفة بيديك!!

لا ولا حتى رفيقا يمسح دموعك

التي أراها دائما في عينيك!!

فضحكت حتى البكاء

يا عزيزي

حتى ظلي فارقني أنا

لم يعد في جعبتي سوى السجائر

وأخالها ستمضي يوما

فالدخان يودعني

بلا رحمه

بلا رجوع

يرتحل بلا وداع

فتتابع عيونه الدخان وهو يتعالى في الفضاء

أرأيت حتى الدخان يخونني

ويهجرني

أحاول أن امسكه بكلتا يداي

فيهرب مني

فما شأنك بي؟؟

ولم تقلق علي؟؟

كل ما يقال في الجرائد كذب

كل من يصدقها غبي

كل من يشتريها مترف

وكل من يبيعها قاتل

أنا غريب

مغيب

لكني اعترف

إن انكساراتي تطاول أعالي السماء

بأني احتضر

بأني لا شئ

اقبع وحيدا في زاوية غرفتي

أطفأ النور

واتجه إلى الشرفة

فأختلس النظر للمارة

أعيش معهم

احلم حلمهم

وما إن انهار من الحزن

أرجع لكتبي العزيزة

رفاقي الأوفياء

فهم وحدهم يجعلوني أعيش الحياة

مرة أنا طبيب

وأخرى مهندس

والأخرى عشيق

وملك

وطالب

ومرة سعيد ومرة شقي

وووووووووووو

عشت جميع الأزمان والأزمات

فلا حاجه لي بأخباركم

فأنا أعايش تفاصيل هزيمتكم كل يوم

أراها بعيون الصغار

المحها في اكف العاملين

اسمعها في صوت الفقراء

فنظر لي باستغراب واندهاش

وهنا

ودعته ومضيت إلى دربي

الذي لا اعلم إلى أين يتجه

فحيثما سمعت صرخة طفل اهرع إليه

وحيثما رأيت فقيرا" أسرعت أضمه

كل يوم اخرج من نفس الزقاق

وهي ذات المحلة التي اسكن بها

وأعيش في نفس الغرفة

التي أعدمت بها يوما ما

لكني لا أزال اجهل عنواني.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى