الخميس ٢٧ تموز (يوليو) ٢٠٠٦
بقلم سها جلال جودت

حلب تحتفل بالكواكبي

خاص بديوان العرب

نظراً للاهتمام الكبير بفكر الكواكبي ورؤاه النهضوية ولأن حلب عاصمة للثقافة الإسلامية عام 2006فقد أقيمت ندوة خاصة على مدى ثلاثة أيام عن هذا الإصلاحي السياسي الكبير.

واختيار حلب عاصمة للثقافة الإسلامية لم يأت من جرّاء فراغ وإنما لأسباب عديدة منها لأنها أقدم مدينة مأهولة بالسكان وهذا يعطيها الطابع التاريخي لأنها تجسد حياة تلك الشعوب والقبائل التي عاشت على أرضها، ولأن الكواكبي هو من مواليد هذه المدينة العريقة بتراثها وفنها وأدبها وإبداعها فقد جاء موضوع الكواكبي متزامناً مع الأحداث السياسية التي يعيشها كل من شعب لبنان والعراق وفلسطين.
من هوالكواكبي ؟

هو عبد الرحمن بن أحمد بهائي بن محمد بن مسعود الكواكبي ، ولد في 23 شوال سنة 1271 ه – 1855 م ، من أسرة عربية قديمة . قيل إن جذورها تمتد من جهة الأب إلأى علي بن أبي طالب، ومن جهة أمه عفيفة بنت مسعود آل نقيب إلى محمد بن الباقر بن علي زين العابدين بن الإمام الحسين الشهيد.
بعد وفاة أمه اصطحبته خالته صفية آل نقيب إلى إنطاكية وهو ابن خمس سنين وهناك تعلم القراءة والكتابة والتركية وحفظ شيئاً من القرآن الكريم، ثم عاد إلى حلب وأكمل تعليمه مع شيء من الفارسية مدة عام تقريباً.

دراسته :

درس الكواكبي في المدرسة الكواكبية التي كانت تتبع تعاليم الأزهر في منهج التعليم وكان أبوه مديراً لها.

درس الشريعة والأدب والفارسية، كما درس بعض علوم الطبيعة والرياضة، ولم يكتف بذلك بل راح يعبّ من علوم السياسة والمجتمع والتاريخ والفلسفة.

حياته العملية

عُين سنة 1289ه- 1872 م محرراً في صحيفة "فرات" الرسمية الناطقة بلسان الحكومة العثمانية وكانت تصدر باللغتين العربية والتركية، ثم هجرها وأصدر صحيفة الشهباء الخاصة بالاشتراك الصوري مع هاشم العطار سنة 1294ه -1877 م . وكانت أول صحيفة عربية تصدر في حلب ولم يصدر منها سوى 16 عدداً فقط لأن السلطة العثمانية منعته ووقفت ضده.

وحين شعرت السلطة بخطر فكر الكواكبي وما أصدره في أعداده الستة عشر فلقد أرادت إشغاله عن توعية الناس بتعيينه سنة 1295ه- 1878 م عضواً فخرياً في لجنتي المعارف والمالية، لكنه لم يُغر بالمنصب فسعى سنة 1296ه 1879 م إلى إنشاء صحيفة اعتدال باللغتين العربية والتركية صدر منها عشرة أعداد ثم أوقفتها الحكومة لجرأة الكواكبي في انتقاد السياسة.

مما تقدم ذكره وبعد مضي قرابة مئة عام على وفاته فلقد أقيمت هذه الندوة التي شارك فيه أكثر من خمسة وثلاثين باحث ومفكر كانوا من لبنان والأردن والعراق وسورية وإيران. قدم هؤلاء الباحثون جلّ فكرهم في نهضة هذا المفكر الإصلاحي الكبير مما دعا سماحة الشيخ الدكتور أحمد بدر الدين حسون بطباعة كتاب للدكتور جمال طحان حول حياة المفكر الثائر وأعماله كما جاء تحت العنوان العريض / عودة الكواكبي / هذا ما يؤكد على أن الكواكبي حي بفكره ، حي بكتبه، حي بكل ما يقدم من دراسات عنه ما تزال شغل الشاغلين من المفكرين والبحاثين.
ما يستحق أن أقف عنده
كان من أهم ما قدم في هذه الندوة حسب تقديري الشخصي البسيط دراسة المطران إبراهيم يوحنا للسريان الأرثوذكس التي حملت عنوان / الكواكبي المفكر المنفتح على الآخر –الأخ-
جاءت كلمة الأخ مرادفة للآخر ورئيس اللجنة محمد آذرشب من إيران قد أكدّ على كلمة الأخ ولن أغفل عن تقديم شكره لحلب عاصمة للثقافة الإسلامية وإلى المطران يوحنا الأخ.

هذا ما يؤكد على ربط أواصر الألفة والمحبة مع باقي الطوائف التي تقطن في الوطن العربي وهذا ما يجب أن يكون عليه حال الناس في كل بقعة من بقاع الوطن العربي.

أما الدكتور أسعد السحمراني فقد تحدث عن المقاومة وعن المجعية وعن العقد المجتمعية الذي قصده بالعقد المجتمعية التحام الطرف الآخر / الأخ ، لأن ما تسعى نحوه أمريكا وطفلها المنغولي المدلل بدا واضحاً جداً لذلك أكد على ضرورة التمسك بثوابت مرجعية الأمة مرجعية النقد الصحيح لا البحث عن الفضائح والشللية.
والدكتور حسين جمعة رئيس اتحاد الكتاب العرب في سورية حالّ دون قدومه حضور وفد تركي لكنه في اليوم الثالث حضر وقدم مداخلته التي كانت قيمة ، قيمتها جاءت من حديثه عن التنوع في إطار الوحدة والانسجام وقال إن ما كتب عن شكسبير أكثر من خمسة وستين ألفاً ، أفلا يجدر بنا أن نكتب عن هذا النهضوي الكبير عبد الرحمن الكواكبي، كما تحدث عن الحرية وهي فكرة إنسانية متجددة واستشهد بولادة امرأة في خيمة أثناء جولته مع الوفد التركي الذي كان يضم نخبة من مفكري وأدباء وباحثي تركيا ليطلعهم على حالة أهل لبنان وما جرته عليهم من ظلم ولجوء إلى سورية حرب إسرائيل الغاشمة.

سيدة وضعت ثلاثة توائم أسمتهم ، هادي، حسن ، نصر الله .
مؤكداً على الوعي الروحي والنفسي والنظام الاجتماعي في الانتقال من المنظور النظري إلى المنظور الفعلي .

كما استشهد السحمراني بامرأة غاضبة على نفسها وحزينة لأنها لم تحظ بشرف شهادة زوجها أو أحد أولادها.

وطبعاً كانت هناك كلمات عديدة حول وضع المقاومة ووضع جنوب لبنان وفلسطين والعراق على هامش الندوة مما يؤكد على وعي المثقف العربي لدوره القيادي حين تُمتحن الأمة كما صدرت توصيات بحق الكواكبي كان أهمها العمل على إقامة تمثال يجسد شخصية هذا البطل الحي تلا التوصيات برقية شكر إلى سيادة رئيس الجمهورية العربية السورية الدكتور بشار الأسد.

ملحوظة : سوف يتم نشر كل دراسة على حدة تباعاً على موقع ديوان العرب بعد الحصول على الدراسات البحثية الفكرية من قبل الدارسين.

خاص بديوان العرب

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى