
حوار خاص مع شبكة ناصر الإخبارية
عمرو صابح: كاسترو وتشي جيفارا ومانديلا كانوا يعتبرون الرئيس جمال عبد الناصر أستاذهم ومثلهم الأعلى
– حال الناصريين فى مصر لايسر وصراعات بلا طائل أو داع
– قيادات التيار الناصري فى الأربعين عاما الماضية هى المسئولة عن حالة التيار
– لدى مشروع فكري لإعادة كتابة تاريخ جمال عبد الناصر بالرد على النقاط الخلافية فى تاريخه
– قمنا بإنشاء حركة الطليعة الناصرية لإعادة إحياء التيار الناصري فى مصر
عمرو صابح في تعريف بسيط: كاتب وباحث وناشط سياسي ناصري وأحد مؤسسى حركة الطليعة الناصرية المهتمة بإعادة إحياء التيار الناصري عبر الشباب العربي له العديد من المقالات والدراسات التى تتناول تاريخنا العربي المعاصر .. صدر له كتاب مطبوع بعنوان"معارك ناصرية .. قراءة جديدة فى تاريخنا العربي المعاصر" كما صدر له كتاب ألكترونى بعنوان "جمال عبد الناصر"
نص المقابلة
– منذ أيام جاءت الذكرى الحادية و الأربعين لوفاة القائد جمال عبد الناصر ... هل تجد إن الفكر الناصري ما زال صالحا للتطبيق في الواقع الراهن؟
– بالطبع الفكر الناصري ما زال صالحا حتى الأن بعد مرور 41 سنة من استشهاد جمال عبد الناصر .. نحن كناصريين لا نريد إستنساخ الحقبة الناصرية ولكن هناك
ثوابت ناصرية تندرج تحتها عشرات الموضوعات صالحة لكل زمان هى:
- أمة عربية واحدة ينبغى أن تتوحد
- استقلال سياسى كامل لهذه الأمة
- استقلال اقتصادى كامل لهذه الأمة
- توازن اجتماعى بين طبقات الأمة
- مشاركة حرة فعالة من الأمة العربية فى قضايا العالم
تلك الثوابت هى أساس منهجنا السياسي الأن كناصريين مع إدراكنا بالطبع للتغيرات الإقليمية والدولية.
– سكيف تجد حال الناصريين في مصر؟ وما هي أهمية وحدة الناصريين في مصر خصوصاً وفي الوطن العربي عموماً؟
– حال الناصريين فى مصر لايسر بالطبع منازعات وصراعات بلا طائل أو داع .. تيار هو الأضخم على الأرض وكل ما ينادى به تطالب به الجماهير ورغم ذلك تمثيله السياسي محدود
وقيادات التيار الناصري فى الأربعين عاما الماضية هى المسئولة عن حالة التيار الأن لا أستثنى منهم أحدا.
يكفى أن تعلم أنه لا يوجد منبر إعلامى ناصري قوى حتى الأن لا توجد مؤسسة ناصرية فاعلة حتى الأحزاب الناصرية كلها طاردة للشباب وبالطبع تلك الأوضاع فى مصر الإقليم القاعدة انعكست على أوضاع التيار الناصرى فى الوطن العربي كله
– مصر ما بعد الثورة ما هي أوجه الشبه بين الثورتين يوليو ويناير ؟ وما الفوارق في الحالتين?
– هناك تشابه فى الأهداف ثورة يوليو نادت بالحرية والإشتراكية والوحدة وثورة يناير نادت بالتغيير والحرية والعدالة الإجتماعية
ثورة يوليو فجرها شباب الضباط بالجيش المصري وثورة يناير فجرها شباب الطبقة المتوسطة بمصر ثم أنضم لها الشعب بمختلف طبقاته
ثورة يوليو جاءت ردا على مظالم الحقبة الليبرالية قبلها وفشلها الذريع فى كل المجالات اقتصادية سياسية اجتماعية عسكرية
ثورة يناير جاءت ردا على مظالم عهد السادات-مبارك الذى طبق سياسات الليبرالية المتوحشة فى الاقتصاد منذ الانفتاح اللعين فى منتصف السبعينيات وحتى تنحى مبارك مجبرا عن السلطة
ثورة يناير تمثل رد اعتبار لثورة يوليو لأنها أسقطت النظام الذى مثل النقيض المتطرف لكل مبادئ ثورة يوليو والذى قاد مصر 4 عقود كاملة
كل تلك الأمور تجمع بين الثورتين ولكن نجاح ثورة يناير مازال مرهونا بتحقيقها لأهدافها كاملة وليس بما تحقق حتى الأن وهو أقل القليل
فالثورة تغيير جذرى سياسى واقتصادى واجتماعى وثقافى شامل يعم كل ما كان موجودا قبل الثورة بينما الانقلاب إطاحة بنظام الحكم القائم واستبداله بنظام حكم جديد دون تغيير جذرى يعم المجتمع . إذا طبقنا تلك المقاييس على التغيير الذى تم فى فجر 23 يوليو 1952 فلن نجد أمامنا إلا ثورة شاملة غيرت كل أشكال الحياة فى مصر فى كل الاتجاهات ولم ينعكس تأثيرها على مصر فقط بل أمتد إلى الوطن العربى الذى تغير تاريخه ومجتمعاته بفضل إشعاع الثورة المصرية فى 23 يوليو 1952 ، وليس الوطن العربى بل والعالم الثالث كله فقد وصلت أصداء ثورة 23 يوليو 1952 حتى أسيا وأمريكا اللاتينية والذى لا يعرفه الكثيرون أن كلا من كاسترو وتشي جيفارا ومانديلا كانوا يعتبرون الرئيس جمال عبد الناصر أستاذهم ومثلهم الأعلى ، وحتى اليوم ما زال هوجو تشافيز يفخر بكونه ناصري
بينما ثورة يناير حتى الأن لم تطح سوى برأس النظام وأسرته وكبار رموز حكمه فقط فمازال أمامها الكثير لتتجذر وتصبح ثورة كاملة كثورة يوليو
– علمنا منذ فترة بتحضيرك لإطلاق حركة شبابية ناصرية في مصر ..أين أصبحتم .. وما هي خطواتكم؟
– التيار الناصري بمصر لا يوجد به رموز أو قيادات إلا جمال عبد الناصر فقط الذى رحل من 41 عاما
و الحركة الناصرية حركة شابة رمزنا جمال عبد الناصر ذاته فجر الثورة فى الرابعة والثلاثين من عمره وحقق كل أعماله الفذة شابا ورحل عن عالمنا قبل أن يكمل عامه الثالث والخمسين فى عز شبابه .. الأمل موكول بالشباب الناصرى الذى ولد بعد وفاة القائد والذى أصبح ناصريا عبر قراءاته وقناعاته و هؤلاء الشباب هم دليل صحة وحياة التيار الناصري وتواجدهم بكثافة خلال ثورة يناير ورفعهم لصور الزعيم الخالد كان لافتا وواضحا للجميع
وبعد الثورة بالإشتراك مع أصدقائي محمد فاروق فهيم وهشام حبارير قمنا بإنشاء حركة الطليعة الناصرية لإعادة إحياء التيار الناصري فى مصر ثم فى الوطن العربي كله بواسطة الشباب لأن قناعتنا راسخة أن الناصرية حركة شابة لابد أن يقودها شباب
نحن لا نريد زعامات وقيادات جديدة نريد تحويل الناصرية لتنظيم شاب فاعل على الأرض والحمد لله قطعنا عدة خطوات فى تأسيس الحركة ولكن مازال المشوار طويلا خاصة أنك تعمل بإمكانياتك فقط وتؤسس من تحت الصفر .
– وما أخر أخبار مشروعك الفكرى لكتابة تاريخ الرئيس جمال عبد الناصر للشباب العربي؟
– لدى مشروع فكري لإعادة كتابة تاريخ جمال عبد الناصر بالرد على النقاط الخلافية فى تاريخه وقد بدأته منذ ثلاثة أعوام وأوشك على الانتهاء منه وهدفى منه بالأساس كان الشباب فى مصر أولا ثم فى الوطن العربي كله فلكى تقنع شابا بالناصرية فى ظل حرب شعواء مورست بمنهجية وبتخطيط محكم يجب أن ترد على كل ما تم اتهامه به وقد قطعت شوطا كبيرا فى مشروعى وأتمنى ان أكمله لكى أؤدى جزء من دورى تجاه الزعيم الذى أحبه وأؤمن بفكره ومن أجل توصيل تلك الحقائق لأكبر قطاع من الشباب العربي.
– شهدنا في مصر الكثير من الشد والرد في المرحلة الأخيرة .. حول عدة أمور .. ما رؤيتك للخروج من الأزمة ( الإنتخابات، قانون الطوارئ ، الدستور ...)
– كنت أتمنى أن يكون الدستور أولا ثم انتخاب رئيس للجمهورية قبل الانتخابات البرلمانية وأن يتم تفعيل قانون الغدر وأن يحاكم مبارك وأسرته ورموز حكمه أمام محكمة الثورة وليس القضاء العادى
فمن خرب حاضر ومستقبل بلده ودمر حياة أجيال من المصريين يجب أن يحاكم على ما اقترف وليس فلل وعمولات وكأنه رئيس شركة فاسد
– ما رأيك في دور الإعلام .. والشخصيات الناصرية الإعلامية ..؟
– الحمد لله القوى الناعمة للناصريين مازالت بخير فى الثقافة والإعلام
– بماذا تفسر الهجوم الدائم على الرئيس جمال عبد الناصر حتى الآن؟
– الهجوم على جمال عبد الناصر وثورته حتى الآن دليل على صحة أفكاره وخطورتها على أعداء أمتنا وهناك أموال طائلة تم صرفها على كتب وصحف وقنوات تليفزيونية لتشويه جمال عبد الناصر و أفكاره لخطرها على المصالح الغربية فى الوطن العربي .
– بماذا تفسر اتهام بعض الناصريين لك فى مصر بالراديكالية والحدة فى التعبير عن أفكارك وأراءك؟
– بالطبع أنا راديكالى وأى ناصري حقيقى هو راديكالى لأنى أنتمى إلى أكثر الزعماء العرب راديكالية فى التاريخ الحديث ، الرئيس عبد الناصر قال بنفسه قبل وفاته أنه راديكالى متطرف هذه ليست تهمة وبخصوص حدتى فهذا ليس صحيحا أنا حرصت فى كل كتاباتى على التوثيق والإشارة لمصادر المعلومات دون أن أنجرف لكتابات انشائية أو حكايات.
– ما رأيك في شبكة ناصر الإخبارية ؟وبماذا تحب أن تختم حديثك؟
– خطوة ممتازة منكم كشباب قومى عربي ناصري ومنبر إعلامى مهم لنا جميعا كقوميين عرب وأتمنى لكم التوفيق فيها وكما قلت لك أمل الناصرية مرهون بشباب الأمة العربية
وأحب أن أختم بالتأكيد أن الناصرية ليست دروشة وبكائية على بطل عظيم راحل وليست مجرد احتفاليات بمناسبات تخص الثورة وقائدها بل هى عمل على الأرض معنى بالطبقات الفقيرة والمتوسطة الناصرية ليست خطب فى القاعات المكيفة وليست صور فى ضريح الزعيم. الناصرى الحقيقى هو من يسعى لوحدة التيار ،هو من ينقل الفكر الناصرى لأكبر قطاع ممكن من الطبقات التى عاش ومات جمال عبد الناصر من أجلها.
الناصرية هى تحويل الزعيم لتنظيم متمسك بالثوابت الناصرية المعروفة للجميع
وكل تلك المهام موكولة للشباب الناصري