الثلاثاء ١١ آب (أغسطس) ٢٠٢٠
بقلم عبد الله المتقي

حوار مع الفنان التشكيلي المغربي عبدالعزيز العلمي

عبدالعزيز العلمي، فنان تشكيلي مغربي، وكائن أطلسي مهووس بالألوان، ومن يتابع تجربته التشكيلية يلفت انتباهه إيمانه جماليا محبة الحياة ونبذ العنف، كما يثير للفرس العربي و البربري حضورا في لوحات هذا الفنان، الذي يركز على الجمالية و الرشاقة التي يتميز بها هذا الفرس، واقترابا من تجربته كان لنا معه هذا الحوار:

1-من أين أتيت بالتشكيل؟

 إذا عدت بذاكرتي إلى الخمس سنوات الطفولة الأولى، كنت أجد ضالتي ومتعتي بالتخطيط و التشكيل على الأرض لأشياء بسيطة. حيث كنت أعتبر الأرض سندا للاشتغال والخطوة الثانية هي الثقة وقناعتي بأنني أملك شيئا من مهارات الرسم و التشكيل

2-وما حكاية هذا الهوس بالألوان؟

 إن هوسي وشغفي بالألوان راجع إلى مجموعة من المؤثرات أذكر من بينها:

 ألوان الطبيعة الأطلسية الخلابة و ألوان الزربية الزاياني. و مسقط رأسي بمدينة خنيفرة المغربية جعلني أنهل و أتأثر بطبيعتها الخلابة، وألوانها الزاهية، أما الزربية فقد تعلقت بها وبألوانها وتشكيلاتها كما أتفاعل معها حينما تكون أمي تنسج الزربية بألوان مختلفة، منسجمة و زرعها لأشكال زخرفية متناغمة، ذات دلالات و رسائل متجدرة في القيم الأطلسية.

3- من الذي يحفزك إلى الدخول إلى مرسمك؟

 إن المتعة التي تنتابني وأنا بمرسمي ليس لها حدود لأنني أعتبر نفسي موجودا في وسط أو مكان تولد فيه مجموعة من الأعمال الشخصية ذات رسالة فنية راقية، وإن ما يشجعني ويحفزني على قضاء وقت ممتع وطويل بمرسمي هو إبراز شخصية الفنان والتي تظهر من خلال أعماله والرسائل الثقافية والفتية التي يزرعها في المجتمع.

4- لكل فنان رسالة يؤمن بها و قضية يناضل من من أجلها، بالمناسبة ما رسالتك و ما قضيتك التي تؤمن بها؟

 صحيح أن لكل فنان رسالة يؤمن بها وقضية يناضل من أجلها، فأنا رسالتي تظهر للعيان، من يتابع تجربتي التشكيلية و التي مفادها زراعة الجمال وحب الحياة ونبذ العنف، وغرس أبجديات الفن التشكيلي في نساء ورجال الغد. كما أعمل على تنمية الذوق الفني والرقي بثقافة اللون و الشكل

5-من يرسم لوحتك هي من ترسم نفسها، أم هو عبد العزيز الفنان التشكيلي الكامن بداخلها؟

 نعلم أن الفنان التشكيلي تربطه علاقة وطيدة و حميمية بجميع لوحاته التي يبدعها حيث أنه يهبها كثيرا من الحب و الحنان الأمر الذي جعلها تبادلة نفس الإحساس و من هنا تتضح العلاقة الوطيدة التي تبنى وتتوطد بينهما، مما يجعل الفنان يحس بنوع من الألم عند فراق أحدها. وهذا ما يوضح أن رسم وإبداع لوحة تشكيلية تدخل فيه شخصية وبصمة الفنان وبناء علاقة متينة بينهما.

6- هل للخيول حضور في لوحتك؟

 للفرس العربي و البربري حضور في لوحاتي، حيث أركز على الجمالية و الرشاقة التي يتميز بها، زيادة على إعطاء أهميته لحركاته وهذا يتضح في مجموعة من اللوحات التي كان موضوعها التبوريدة التي عبارة عن استعراض لمجموعة من الخيول و الخيلة....

7-ما حكاية التحول بين الواقعية الشخصية و السريالية و أين تجد نفسك؟

 بطبيعة تكويني الأكاديمي بالفن التشكيلي، اشتغلت على مدارس تشكيلية كثيرة كالسريالية، حيث اشتغلت على بعض أعمال الفنان التشكيلي سلبدور دالي ثم اشتغلت على مواضع استشراقية. ثم المدرسة الواقعية الشخصية، كالإشتغال على مواضيع الطبيعة والطبيعة الميتة، كما أبحث وأشتغل على مواضع شخصية تعبيرية و تجريدية و أجد نفسي بين المدرسة الشخصية والتجريدية وزاوجتهما أحيانا.

8- مالذي منحتك اللوحة وما منحتها أنت بعد كل هذه السنوات؟

 إن اللوحة التشكيلية منحتني أشياء كثيرة كانت سببا في حب الناس، و خلق شخصية متميزة و قوية و جريءة، زيادة على أنها ملأت كل أوقات فراغي بأشياء جميلة و ذات رسالة نبيلة كما أنها منحتني السند الذي من خلاله أرسل مجموعة من الرسائل الجمالية للمجتمع كغرس مجموعة من القيم (السلم، الحياة، الحب، نبذ العنف، التعايش....) وفي المقابل منحت للوحة أشياء ثمينة في حياتي كالحب و العطف و الوقت.

9- هل من لون يغريك أم هي ألوان مركبة وكلها لغتك؟

 بالطبع نجد أن الفنان ميال لون أو مجموعة ألوان و التي تكون وسيلته ولغته في التعبير، فأنا أرتاح و أشتغل على ألوان الرمادي والرماديات الملونة و مجموعة التدرجات اللونية....

10- ختاما ما هي الكلمة التي توجهها للعالم، للوطن، للأصدقاء في زمن كورونا؟

 إن سنة 2020 دخلت التاريخ بسب وباء كورونا القاتل حيث إخترق أعتد وأغنى وأفقر دول العالم، حيث سقط واتوفي فيه ملايين الأشخاص و من هنا و جب التصدي لها بمجموعة من الأسلحة من بينها:

(الوقاية، الحفاظ على مسافة الأمان ْو تجنب الإزدحام بين الناس....).


مشاركة منتدى

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى