الاثنين ٣٠ كانون الثاني (يناير) ٢٠٠٦

حوار مع الفنان المصري خالد الصاوي

في البداية نرحب بالفنان التمثيلي الشامل خالد الصاوي الذي عمل في الدراما التليفزيونية والأفلام السينمائية لكنه لمع وتألق علي خشبة المسرح ونال لقب الممثل والمخرج المسرحي بجدارة واستحقاق لما يقدمه من أعمال ورؤى مسرحية جريئة تعالج مشكلات وقضايا العصر، وها هو معكم وعلى أتم استعداد للإجابة على أسئلتكم واستفساراتكم بكل صراحة...

محيط: ما هي آخر أخبارك الفنية وآخر أعمالك ومشاريعك المستقبلية؟

انتهيت مؤخرا من تصوير فيلم "ظرف طارق" بطولة أحمد حلمي الذي بدأ عرضه بدور السينما مع عيد الأضحى المبارك، بالإضافة إلي فيلم "عمارة يعقوبيان" بطولة عدد كبير من النجوم علي رأسهم الفنان عادل أمام ونور الشريف وإخراج المخرج الشاب مروان وحيد حامد والمنتظر عرضه الصيف القادم، وسوف ابدأ خلال أسبوع أو اثنين بتصوير فيلم سينمائي جديد، كذلك يوجد الكثير من السيناريوهات المعروضة علىسواء تليفزيونية أو سينمائية لكنها ليست جادة أو لم تدخل في حيز التنفيذ بعد.

محيط: لماذا فشل فيلم "جمال عبد الناصر" تجاريا وهو الفيلم الذي كان بمثابة انطلاقتك في عالم الشهرة وبداية معرفة الناس بك؟

هناك فرق بين الفشل والإفشال، فقد تعرض الفيلم لحملة تشويه قادها أعلى المستويات قبل أن يعرض وحتى عندما كان مجرد سيناريو منذ يوليو 1997 وحتى يوليو 1998 موعد عرضه في دور السينما، وتمثلت هذه الحملة في عدة سخافات وانتقاص من قدر المخرج أنور القوادري والممثلين سواء من القيادات الإعلامية أو من عائلات الرئيس عبد الناصر وباقي رموز الحكم في ذلك الوقت، حتى أن الدكتورة هدي جمال عبد الناصر حاولت بشتى الطرق وقف عرض الفيلم بدعوى انه كيف يظهر الزعيم الراحل بالبيجامة!!

ولا أنسي إنني والمخرج تعرضنا لقطع لقاءات علي الهواء معنا علي التليفزيون المصري لثلاث مرات بأوامر مباشرة من يف، ولم يقتصر الأمر عند هذا الحد، بل تم تغيير الإعلان التليفزيوني الخاص بالفيلم وحولوه لبيان خطابي وصورا الفيلم على انه فيلم "تربية قومية" وكان من الطبيعي أن ينفر الناس منه في ظل بداية صعود عدد من نجوم الكوميديا وقتها ومنهم محمد هنيدي وعلاء ولي الدين وأحمد أدم وغيرهم ، وبالنسبة لي فأنا قمت بكل جهدي في أداء دور الزعيم عبد الناصر وذاكرت حياته بشكل جيد منذ طفولته وحتى وفاته هذا من جهة، الأمر الثاني انه لم يمكن لي بأي حال من الأحوال أن ارفض هذا الدور ولو حتى عرض علي بدون أجر فقد اختارني المخرج من بين عدد من الوجوه التي كانت تمثل في مسرح الهناجر وكان ترتيبي السابع بين الفرقة ولم أكن معروفا فكيف أرفضه، ورأيي الشخصي أن الفيلم عظيم وناجح.

محيط: لم يلمع خالد الصاوي في السينما كما هو الحال في المسرح والدليل على ذلك اختيارك في الأدوار الثانوية كدورك في فيلم "الباشا تلميذ" و"غاوي حب" وغيرها.. لماذا؟

ليس لي دور في ذلك لكني أحد ضحايا النظرية القائلة بأن الذي لم يبدأ نجم سيبقي كما هو أو علية الانتظار في الطابور الطويل حتى يحالفه الحظ وأنا ما زلت أقف في الصف واقبل القيام بدور "بلية" أو الدور الصغير طالما انه غير تافه أو هامشي علي أمل التقدم والخروج من طور البلية لطور النجومية، والحمد لله بدأت في جني خطي صبري وبدأت تتزايد الأدوار السينمائية التي تعرض علي ويزيد حجم الدور وربما يتحقق الهدف وأصبح نجم الشباك.
ولهذا أسباب عديدة أهمها الإنتاج الذي دائما ما يفضل الطريق السهل لتحقيق هامش ربح ضئيل في وقت قصير دون التفكير في تحقيق ربح أكبر لكن على المدى البعيد، فإذا نجح فيلم كوميدي يذهب الجميع وراء الموجة الكوميدية أو نجح فيلم غنائي يلجأ جميع المنتجين للمطربين للقيام بأدوار البطولة وهكذا . وعلي جانب أخر يلجأ المنتج غالبا للوسائل التقليدية للتربح ويقلل جدا هامش المخاطرة فينتج للنجم المعروف ولا يحاول المخاطرة بممثل جيد لكنه لم ينل الشهرة الكافية بعد.

وأحب أن أوضح وجهة نظري الرافضة لمقولة "الجمهور عايز كدة" التي دائما ما يرددها المنتجين لأنكم وأنا غير راضون عن معظم الأعمال السينمائية التي تقدم حاليا وإن كان هناك فن جاد ما زال يقاوم التيار، وعدد من لاقيتهم وينادون بتقديم فن جيد يفوقون عشرة أضعاف من يدعمون الفن الهزيل، لكن المسألة كما سبق وقلت استسهال للتربح وان كان أحيانا يثبت فسله فكم من عمل فني توافرت فيه توابل النجاح السريع من مايوهات ورقصات وهلس كوميدي وفشل في النهاية.
خالد الصاوى مع محررى محيط

محيط: أين خالد الصاوي من التليفزيون؟

آخر أدواري التيفزيونية التي رسخت في أذهان الناس وترك انطباعا جيدا لديهم كان دور الصحفي الكبير الراحل مصطفي أمين في مسلسل "أم كلثوم"، وقد قمت بعدة أدوار بعدها علي مدار السنوات الماضية كالمشاركة في مسلسل" قاسم أمين " و"محمود المصري"، لكنى اعتقد إنها لم تترك آثرا في الناس ويعتقد الكثيرون إنني مبتعد عن التليفزيون منذ مسلسل "أم كلثوم" وهذا خطأ.

محيط: أثيرت حولك موجة من الانتقادات والهجوم الحاد مؤخرا لاختيارك القيام بدور الشاذ جنسيا في فيلم "عمارة يعقوبيان" فيما رفضه نجوم كبار علي رأسهم فاروق الفيشاوي .. ما تعليقك؟

من رأيي أن نؤجل الحديث عن الفيلم إلى ما بعد عرضه حتى يكون الحكم موضوعي ومنطقين فلا يجوز أن نهاجم دور درامي قبل أن نراه ونري كيف تناوله المخرج والممثل ، وعموماً الفيلم يتناول تلك الشخصية أو النموذج في المجتمع برؤية فنية مغايرة تماماً لما قد ينتظره أو يتوقعه البعض، حيث لا يدافع عن ذلك النموذج أو ينتقده . ولا أعرف لماذا ننكر حقيقة وجود "شواذ" في المجتمع بالرغم من أن الغالبية العظمي من الناس تدرك وجود تلك الشخصية الشاذة جنسياً بل هناك من وصل منهم لمناصب مرموقة في المجتمع! وبعضهم معروفين بالاسم .

محيط : ماذا عن اختيار أشرف ذكي وقائمته لمجلس إدارة نقابة المهن التمثيلية؟

أشرف ذكي هو النقابي الأول في نقابة المهن التمثيلية وأعتقد انه ومن معه أفضل من مثلوا المهنة وهم قادرين علي تحقيق طموحات أبناء المهنة وتطهير الوسط من الدخلاء، إلا انه يبقي بيني وبين اشرف ذكي إشكال واحد وهو انه في الوقت نفسه رئيس البيت الفني للمسرح التابع للدولة، فهو مسئول ورقيب في آن واحد وأتمني أن يتفرغ للعمل النقابي فحسب حتى لا يجد نفسه في صدام أو حسبة برما قد تعوقه عن السير في الطريق الصحيح ، وعلي العموم أنا من أشد المناصرين لأشرف كنقيب للممثلين لتاريخه المشرف في العمل النقابي ويكفي انه عضو النقابة الوحيد الذي جاء واعتصم معنا بعد مأساة حريق قصر ثقافة بني سويف.

محيط: ما هي الأدوار التي حققت طموح الصاوي في عالم التمثيل وأقربها إلى قلبك؟

لم يحدث حتى الآن أن وجدت الدور الذي أستطيع أن أقول إنني حققت فيه نفسي ووجدت فيه ضالتي، لكنني أعتز جدا بأدوار مصطفي أمين في مسلسل "أم كلثوم" ودور الزعيم جمال عبد الناصر ودوري الأخير في فيلم "عمارة يعقوبيان" وأتمنى أن ينال إعجابكم وإعجاب المشاهدين عندما يعرض في السينما، بالإضافة إلي دور الجنرال الأمريكي "توم فرانكس" في مسرحية اللعب في الدماغ.

محيط: ماذا تقول عن العام المنصرم 2005 وما هي أمنياتك للعام الجديد علي الصعيدين العام والفني؟

بشكل عام العام الماضي كان مؤسفا للغاية علي الصعيد العربي في فلسطين والعراق وتطورات الأزمة السورية اللبنانية بعد اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري، وكذلك البلطجة والأحداث المؤسفة التي شهدتها الانتخابات البرلمانية الأخيرة في مصر وراح ضحيتها العديد من الأبرياء وحريق قصر ثقافة بني سويف، حتى أن آخر أيامه كانت دموية بمقتل ما يزيد علي 20 لاجئ سوداني في ميدان مصطفي محمود بالمهندسين عندما قامت الشرطة المصرية بمحاولة فض اعتصامهم، وأتمنى أن أري بلادنا حرة وديموقراطية بحق وليس صوريا وأن تتحرر كافة الأراضي العربية المحتلة ، وبالنسبة لي شخصيا فالحمد لله اعتبر إنني كنت محظوظا بقدر كبير عام 2005 فقد شاركت في عدة أدوار سينمائية بأفلام "غاوي حب" مع محمد فؤاد و"ظرف طارق" مع أحمد حمي و"عمارة يعقوبيان" مع نخبة كبيرة من النجوم وآمل أن أكون وفقت في هذه الأعمال وان تزيد هذه الأعمال مع العام المقبل لأخرج من طور "بلية" إلي طور النجومية والبطولة.

محيط: في إطار الحديث عن علاقة الفن بالسياسة .. قدمت العديد من الأعمال الفنية ذات الاسقاطات السياسية أهمها مسرحية "اللعب في الدماغ" التي قمت بتأليفها وإخراجها وتمثيلها، حدثنا عنها وعن المشاكل التي صحبتها ؟
يتناول العرض الذي قمت ببطولته مع أعضاء فرقة "الحركة" المسرحية المستقلة التي أسسناها عام 1989الأحداث التي تمر بها الأمة العربية الآن، من احتلال للأراضي العربية، وتوحش للدور الأمريكي وسيطرته علي العرب، وذلك من خلال فضح صور الفساد المتكررة في كل الوطن العربي، سواء فساد إعلامي أو فساد اجتماعي، أو سياسي، مما أدي إلي ضعفه وهوانه أمام الغطرسة الأمريكية، كما يكشف العرض حيل أمريكا ومزاعمها الكاذبة حول الديمقراطية وحقوق الإنسان ، وتوقعنا أن نلقى هجوما على العرض من قبل السفارة الأمريكية ومن قبل الرقابة فضلنا لقيام بحملة هجومية للدفاع عن العرض اعتبارا للمبدأ القائل "الهجوم خير وسيلة للدفاع" ودعونا لفيف من المثقفين والكتاب والسياسيين والطلاب والفنانين وعلى رأسهم السيدة نادية لطفي في اليوم الأول للعرض وكانوا جبهة دفاع لنا أبقت العرض لأول مرة في تاريخ الهناجر لمدة أربعة شهور متواصلة وهو يحمل لافتة "كامل العدد" ، وتعرضنا بسبب المسرحية لضغوط شديدة دفعت مسرح الهناجر لاستفزازنا لكي ننهى العرض وعندما فشلت كل المحاولات حتى قررت د. هدى وصفى رئيس المسرح إنهاء العرض على الرغم من عدم وجود أي منطق مسرحي في الكون يسمح بإنهاء عرض كامل العدد، والكارثة أنها "أعدمت العرض" بحرماننا من تصوير العرض الأخير ليكون وثيقة تاريخية في مسرحنا المعاصر.

والأمر من ذلك أن العرض الذي تلانا كان لمسرحية أمريكية لكاتب ومخرج أمريكيان بممثلين مصريين تمجد في المجتمع الرأسمالي الأمريكي وأنا لا اعتبر هذه الخطوة سوى صفقة ثقافية يريد الهناجر من خلالها التبرؤ من خالد الصاوى وتجربته ، وعلي أية حال فقد تصالحت أنا والدكتورة هدي وصفي ومن الممكن أن يعاد عرض المسرحية في أي وقت أو أن نقوم أنا وفرقتي بعرض مسرحية جديدة ولا مانع لدي من العودة إلي بيتي الأول "الهناجر".
خالد الصاوى وسط مجموعة من قراء محيط

محيط: نعود للوراء كثيراً لنتذكر بدايتك مع عالم التمثيل .

أنا واحد من أبناء مدينة القاهرة وتخرجت من كلية الحقوق ثم التحقت بالمعهد العالي للسينما بعد التخرج وكان لي العديد من الزملاء في هذه الدفعة أصبحوا نجوما كبار في الوقت الراهن كخالد صالح وأحمد السقا ومحمد هنيدي ومحمد سعد. بدأ مشواري الفني من المدرسة والفرق المسرحية المدرسية ثم التحقت بمسرح الجامعة والذي واجهت فيه وزملائي هجمة شرسة من التيار الديني المتشدد في نهاية الثمانينيات ومطلع التسعينات لكننا تصدينا لهم ونجحنا في تقديم عروضنا، ثم جاءت مرحلة المعهد وبعدها التحقت بعدة أعمال في مسح الهناجر ومنه تمكنت من الظهور في السينما عام 1993 في عدة أدوار ثانوية لم تتخطى المشهد أو المشهدين علي أقصي تقدير، وبقيت في المسرح حتى عام 1997 عندما اخترت للقيام بدور جمال عبد الناصر ومن هنا كانت انطلاقتي ومعرفة الناس بخالد الصاوي.

محيط: أثرت جدلا حولك مؤخرا بسبب علاقتك بالسياسة ومواقفك الجريئة والمشاكسة من تعديل المادة 76 من الدستور وما تلاها من أحداث .. فهل أنت غاوي سياسة و "وجع قلب" ؟

الفنان يقدم رسالة سياسية من خلال ما يقدمه من أعمال فنية سواء بشكل مباشر أو غير مباشر.. وفى الأوقات التي تمر بها البلاد بأزمات ومراحل تاريخية هامة يجب على الفنان أن يكون علي قدر المسئولية ، حيث أن الإصرار على تقديم أعمال للتسلية حتى بدون قصد إنما هو مشاركة في تضليل الجمهور وإلهائهم عن مشكلاتهم.. ومن وجهة نظري لا يمكن رؤية الفنان بعيدا عن مجتمعه أو أن يكون يوما مخدرا للناس ، واخترنا وبعض زملائي إنشاء حركة أسميناها "فنانون وأدباء من اجل التغيير" لأننا جزء من التحركات الشعبية المطالبة من بالتغيير والتي تشمل الكثير من الأوساط المهنية والتي تنتمي كلها أساسا إلى حركة "كفاية"، ونحن ضد كل شيء لا يصب في مصلحة الشعب المصري. نمتلك وجهة نظر ويجب أن نطرحها في هذه المرحلة والمنعطف التاريخي التي تمر به مصر، وكل من ينتمي إلى هذا المجتمع يجب أن يعطى الاقتراحات الملائمة للخروج من الأزمات المركبة التي تعانى منها مصر سواء الاقتصادية أو السياسية أو الاجتماعية ، وقد اخترنا الشارع لتوصيل هذه الأفكار.. فنحن حركة شعبية ولسنا حركة صالونات أو نخب معزولة عن الجماهير ولا ندور بمساومات أو صفقات معينة لكننا من قلب الشارع ونحاول إبراز فكرتنا ورفع صوتنا لتسمعه الجماهير فربما نستطيع أحداث بعض التغيير الحقيقي.

محيط: هل اهتمامك بالسياسة جاء وليد اللحظة مع التعديل الدستوري الأخير؟

إطلاقا ، فبشكل عام أنا مشاكس منذ الصغر، وعلاقتي بالسياسة بدأت منذ الجامعة في كلية الحقوق ثم المعهد العالي للسينما، وكنت أشارك في النشاط العام بشكل دائم وتقلبت بين اكتر من تيار يساري داخل الجامعة باعتبار أنني مناصر لحقوق الشعوب ، وكانت مرحلة صعبة حيث كنت ورفاقي بين مطرقة إدارة الجامعة الرافضة لمناقشة السياسة في مسرح الجامعة وبين سندان الجماعات الدينية المتشددة التي تحارب الفن، لكننا بذلنا كل ما في وسعنا لنقدم أفكارنا وأعمالنا.

كما خضت الكثير من المعارك الطلابية حيث قمت مع زملائي بجامعة القاهرة عام 1984 و1985 بمظاهرات طالبت بتغيير اللائحة الطلابية المعمول بها حتى يومنا هذا واستبدالها بواحدة أخرى اكثر ديموقراطية وللأسف انهزمت الفكرة نتيجة للقمع ، وكانت أول مشاركة سياسية لي في المظاهرات المنددة بالاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982، وتطورت حتى مظاهرات الانتفاضة الأولى والثانية نهاية بمظاهرات ميدان التحرير عام 2003 احتجاجا على الغزو الأمريكي للعراق وضد العولمه الرأسمالية ، ومهنيا شاركت في نقابة المحامين وكنت عضوا بلجنة مراقبة الحريات وحقوق الإنسان التابعة لها، وكان هناك سلسلة من المشاغبات داخلها للدفاع عن الديموقراطية وانتهاك الحريات.

وفوق ذلك فأنا عضو بـ"مركز دراسات وابحاث الماركسية واليسار" ، وأنا افضل منحي لقب الاشتراكي بكل ما تحمله هذه الكلمة من معاني سامية ولا أعنى بها على الإطلاق كل التجارب السيئة والفاشلة في أوروبا الشرقية والاتحاد السوفيتي وكوبا والصين وحتى ما رأيناها من تجارب في مصر والوطن العربي ، وعندما أقول أنني اشتراكي فآنا استمد الاشتراكية من كل التجارب الجماهيرية القوية المؤثرة التي تقرن الحرية بالعدل في حركاتها وكذا كل الثورات الهامة والمؤثرة التي تقوم بها الطبقات العاملة وأمثالها وأشباهها من الطبقات الكادحة.

محيط: ما رأيك في الأفلام المعروضة بدور السينما حاليا؟ وما تقييمك للدراما السورية في الآونة الأخيرة مقارنة بالدراما المصرية؟

بالنسبة للأفلام المعروضة حاليا لا يمكنني ابدأ رأي جزافي فيها لأنني لم أتمكن من مشاهدة الكثير منها لانشغالي مؤخرا بعدة ظروف أسرية خاصة أخذت كل وقتي، لكنني أستطيع أن أقول أن الفترة الأخيرة من عمر السينما المصرية تشهد تقدما ملحوظا وهناك فعلا عروض جادة وأعمل قيمة تستحق التقدير، أما بالنسبة للدراما فأنا أرفض مبدأ مقارنة الدراما المصرية والسورية بالشكل الذي يتم تناوله في وسائل الإعلام المختلفة فالمسألة ليست سوري أو مصري بل أن كافة جنسيات الدراما العربية تصب كلها في صالح بعضها، لكن السؤال الذي يجب أن نسأله هو لماذا تتراجع الدراما المصرية؟ والجواب يكمن في الفساد الذي بدأت تتكشف ملفاته مؤخرا وأتمني أن تسير حتى نصل إلي الرءوس الكبرى أو أباطرة الفساد.

محيط: تعليقك علي نجاحات الأخوان المسلمين الأخيرة في مجلس الشعب وهل ستحدث تغييرا في واقع السياسة المصرية؟

بصفة عامة اعتقد أن نجاح الأخوان المسلمين في صالح تغيير واقع السياسة المصرية المؤسف لحال افضل مما هو عليه وذلك في حال الإبقاء علي تعهداتهم بالعمل لصالح خدمة المواطن العادي وتحسين مستوي معيشته، أما في حال تطلعاتهم للحكم فآنا ارفض أن يكون النظام المعمول به في مصر قائما علي أساس الجمهورية الإسلامية كما هو في إيران مثلا لأنني مع مبدأ فصل الدين عن السياسة، ليس لأن الدين أل إسلامي لم يوفر حلول لكافة أنماط الحياة بل خشية من أن يحتكر البعض الدين ويفسروه طبقا لأهوائهم وآرائهم مما يغيب الحريات اكثر من الوقت الراهن.

محيط: لماذا هذأت العاصفة التي أتبعت حريق بنى سويف؟ وماذا عن اختيار فاروق حسني مرة أخرى وزيرا للثقافة؟

لم تهدأ العاصفة بعد ولازلنا نتحدث في تلك القضية وردود الأفعال مستمرة، أما عن استمرار فاروق حسني فذلك يعبر عن حالة الفساد المنتشرة في الحكومة .

محيط: لما اخترت العذوبية والعيش بمفردك بعيدا عن الاهل !

ببساطة كنت مشغولاً جداً بعملي وبدنيا الفن، ولم أكن محظوظاً في إيجاد شريكة الحياة المناسبة والتي تستطيع أن تتحمل طبيعة عملي وانشغالي الدائم ، وأنا حالياً أعيش بمفردي لأن ظروف عملي تتطلب ذلك أيضاً ، حيث أريد أن يكون لي بيت مستقل عن منزل العائلة به مكتبي وتتوفر فيه نوعاً من الخصوصية الضرورية للفنان .

هدية محيط

وفي نهاية الندوة قامت الشركة المتحدة للبرمجيات الشركة الأم لـ"محيط" بتكريم الفنان خالد الصاوي، حيث سلم الأستاذ/ محمد عليوة رئيس مجلس إدارة الشركة أرشيف وثائقي يتضمن كل ما نشر من أخبار ومقالات عنه في مختلف المطبوعات والدوريات العربية على مدار العام الماضي كهدية من خدمة "أسك زاد".

أدار اللقاء وأعده للنشر: محمود مـراد / محمود التركي

عن محيط


مشاركة منتدى

  • انا شايف ان اللقاء في وقته الفنان خالد الصاوي جامد جدا والدور حلو لكن ما يكررش وهو يعتبر ادي شهادة تقدير لنفسه وبيتحدي نفسه في الدور ده جرئة منه ووعي وجميل قوي برافو هيثم فؤاد

  • إلى السيد خالد الصاوي أولا نشكر الله بأنه وهينا ممثلا بارع و صادق و متمياز أنك تذكرني بالمرحوم أحمد زكي أطال الله في عمرك وأتمنى من كل قلبي لك التوفيق حتى تنال مل ماتريده وكما أرجو منك بأن تبقى على نفس المنوال و بدون غرور لفد فرأت بعض قاصائدك و أعجبتني فصيدة السيجارة و لكن لم أفهم قصة المكنسة. دورك في فليم عمارة يعقوبيان جمبل جدا و في مسلسل نور الصباح و كذلك عيون و رماد في كل دور أراك متميز و يارب تكون بخير و انشاء الله في تكون في صحة جيدة على فكرةأشوف فيك حاجة موش نرمال ما هي ماأعرفش أنا أول مرة أكتب لي فنان .سلامي الى العائلة و ألى مصر و كل الشعب المصري وأرجو بأن تحفظ على صحتك و يارب تكون تسمع الكلام وتنام بدري وتأكل كويس باي باي
    من حمامة بيضاء تونس الخضراء

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى