حِينَ نمضِي ..
حِينَ نمضِي ..
لن تموتَ الشّمسُ حُزنا
سوف نَفنى
دونَ صوتٍ .. دونَ معنى
مثلَ خُطواتٍ خَجولاتٍ مَشيناها على وجهِ الرّمالِ،
فبَعثَرَتها الرّيحُ لَحنا
مِثلَ صوتٍ ضائعٍ في أبحُرِ الكَونِ الأصمِّ
ليس بالأمرِ المُهِمِّ ..
إنْ خَبَتْ أضواءُ نجمٍ باهتٍ من ألفِ نجمِ
ليسَ بالأمرِ المُهِمِّ ..
أنْ يعودَ الطِّينُ طِينا
حينَ نَمضِي ..
سوفَ يَمحو ضِحكَنا صمتُ الطّريقْ
وسَتَذوي شمعةُ الحُبِّ الرّقيقْ
وحِكاياتُ اللّيالِي الماطِراتْ
وجِراحٌ ودُموعٌ حائِراتْ
وعُيونٌ سارِحاتْ ..
جدَّدَت في بُؤسِ دُنيانا البَريقْ
هل سنَأسى؟
أنّ آلاماً وأفراحاً وأيّاماً قَضيناها ستُنسى
وانّ دربَ العُمرِ أَمسى ..
في يَدِ اللّيلِ السّحيقْ؟
حينَ نَمضِي ..
سوف نُطوى بين صفحاتِ السِّنينْ
دونَما لحنٍ حزِينْ ..
هل سنبقى خائفِينْ؟
نُحرِقُ الأيّامَ في الأوهامِ،
نَقتاتُ الحَنِينْ؟
وظُنونُ الخوفِ تغفو فوقَ أجفانِ السّكينهْ وظلامُ الموتِ يطغى فوق أضواءِ المدينهْ
وأيادِي القبرِ تدنُو مِن بَقايانا الحزينهْ
تسرِقُ العُمرَ الثّمينْ!
هل سنبقى مُتعَبينَ من الحِكايهْ؟
هارِبِينَ من الزّمانِ إلى النّهايهْ
هل سنبقى نقتَفِي الذّكرى ونَشتاقُ البِدايهْ؟
مِثلَما يَحيا السّجين!
هل سنُلقى في صفوفِ الرّاحِلينْ
قبلَ أنْ نَحيا لِغايهْ!