

خلل
كان ينظر إلى الشارع الموحش، القذر... كان حزينا لأن بلادهم نظيفة ومنظمة وبلده حقير ومتسخ. نادته ليشرب الشاي. إقترب منها وهو يقول:
ـ" علينا أن نغادر وأن نذهب جميعا إلى النرويج!"
ـ ألم تقل أنها بلاد الانتحار والضياع؟
أجابها:
ـ" ولله إن ما نحن عليه هو الانتحار والموت بعينه، شوارعنا خراب ومدننا مزبلة ومدارسنا كارثة، عقولنا أصابها التلف، وقلوبنا غل ومرض، وجوهنا مكفهرة... هنالك خلل ما يحيط بنا ولله إنه أشد فظاعة من الانتحار والموت..."
أقبل أحمد وهو يبتسم:
ـ" هل سنذهب إلى النرويج يا أبي؟"
ـ "نعم." أجاب الأب.
أسرع أحمد إلى أخته وهو يصرخ:
ـ" مها، مها! سنذهب مع أبي إلى النرويج، لكي لا يصيبنا الخلل!"