الخميس ٢٤ نيسان (أبريل) ٢٠٠٨
بقلم عادل الأسطة

خيبة الثوري وتراجعه

تساءلت في الكراس الذي أصدرته عام 1993، وكان عنوانه "الأدب الفلسطيني واتفاقية السلام" عن مستقبل الادب الفلسطيني في مرحلة السلام، ووقفت عند نصوصه التي أنجزت من قبل، اذ لم تكتب بعد مؤتمر مدريد سوى نصوص قليلة، خلافا لما هو عليه الأمر الان - أي بعد مرور ما يقارب خمسة أعوام أو يزيد قليلا-، فقد صدرت العديد من النصوص الشعرية والروائية التي مست هذه الفترة من قريب أو من بعيد.

ولقد صدرت خلال الاشهر الاخيرة العديد من الروايات التي امتد زمنها الروائي الى عامي 95 و 1996 تقريبا، ومست بذلك مرحلة ما بعد (أوسلو) ، والروايات هي "بقايا" (1996) للدكتور احمد حرب، "ونهر يستحم في البحيرة" (1997) للروائي يحيى يخلف، و "مقامات العشاق والتجار" (1997) للروائي احمد رفيق عوض. ويمكن الوقوف قليلا عند رواية "العين المعتمة" (1996) للشاعر زكريا محمد، على الرغم من أن زمنها الروائي، خلافا للروايات السابقة، زمن عائم لا يتحدد في النص، وجل ما نعرفه عنه ما أورده الروائي في احدى المقابلات التي اجريت معه، وتحديدا تلك التي نشرت في جريدة "فصل المقال" الصادرة في الناصرة في 7/2/1997.

ينهي زكريا محمد روايته بالفقرة التالية :

"ومع انتهاء الهجوم - أي هجوم الضباع - سكتت الوزغات وأوقفن عزيفهن. لكن أحدا لن يستطيع ان يضمن أيامه القادمات. فسوف يستدير البدر بلا موعد ويطلع في الافق الشرقي. وحين يطلع فلن يضمن أحد أن الكوارث لن تأتي. فالحرب لم تنته بعد، وما زال البدر قادرا على بعث مسوخه، ودفعها في الطريق الاسود.

لقد عقدت الهدنة. وقد تكون هدنة طويلة اولا تكون . لكنها ستنتهي يوما لتستأنف الحرب من جديد " (ص 111).

ويصدر النص السابق عن سارد كلي المعرفة يعرف خبايا عالمه وما يظهر منه، ويلم بماضي مخلوقاته ومستقبلها ايضا- او هكذا يفهم من العبارة الاخيرة، وان كانت الجملة التي سبقتها تدل على استشراف غير متأكد منه. ويوقن السارد ان الهدنة ستنتهي لتستأنف الحرب من جديد، فالحرب لم تنته على الرغم من الهدنة التي عقدت، وان كان السارد غير متأكد من امكانية صمودها وزمنه - أي الصمود - طويلا سيكون أم قصيرا !

وقد يعترض قاريء النص وكاتبه ايضا حين ندرس “العين المعتمة” تحت العنوان المدرج اعلاه، ذاهبيْن الى أنها لم تلامس الواقع الفلسطيني ملامسة مباشرة، وأن روح الرواية لا تشير من قريب أو من بعيد الى التعبير، ولو من خلال الايحاء، عن مرحلة السلام. ولربما يحيل الكاتب الناقد الى النصوص الموازية - أعني الى تلك المقابلات التي اجريت معه وأضاء من خلالها عالم النص، وعليه فقد يرى زكريا محمد في تأويل النص وتفسيره تفسيرا رمزيا، ضربا من التعسف واسقاط ما في ذهن الناقد على النص، وهكذا يقرأ الناقد أفكاره اكثر مما يقرأ النص أو مما يستنطقه استنطاقا صحيحا.

ولكننا ونحن نحاكم نص “العين المعتمة” الذي خلا زمنه الروائي من تحديد واضح، لا نستطيع ان نغفل تأثير الزمن الكتابي، ولربما كتب الكاتب العبارة الاخيرة التي اوردها على لسان السارد، معبرا حقيقة عما يعتمل في نفسه ازاء ما يجري. وكأني بمحمد زكريا يقول : لقد عقدنا الهدنة مع الاسرائيليين، وقد تكون هدنة طويلة اولا تكون “لكنها ستنتهي يوما، لتستأنف الحرب من جديد" والسبب في ذلك يعود الى أن الذين عقدوا الهدنة يدركون أن اتفاقات (اوسلو) لا تلبي أدنى طموح للشعب الفلسطيني. وزكريا محمد واحد من هؤلاء. (انظر : الأيام 5/6/1997 ص 18).

ولا يختلف يحيى يخلف في روايته “ نهر يستحم في البحيرة” كثيرا. لقد عاد يحيى، مثل زكريا، الى الوطن إثر اتفاقات (أوسلو)، وفي الوطن كتب نصه متمثلا تجربة العودة وزيارة قريته سمخ التي تقع قرب بحيرة طبرية. وكان يحيى غادرها عام 1948 طفلا صغيرا، ولكنه، من خلال قص الكبار عنها، حن اليها حنينا جارفا، وخلق لها في الذاكرة صورة بهية دفعته الى الالتحاق بالثورة من أجل استرجاعها، ولكنه عاد بعد أن سمح له الاسرائيليون بالعودة، مثله مثل سعيد . س بطل رواية غسان كنفاني “ عائد الى حيفا” (1969) الذي لم يكن قبل هزيمة حزيران 1967 يتوقع ان يراها بعد اذن الاسرائيليين له بدخولها. وينهي كنفاني الحوار بين سعيد . س وابنه خلدون الذي اصبح (دوف)، دون ان يتوصلا الى حل مرض، وهكذا يخاطب الاول الثاني، وقد اصبح الثاني يهوديا، : "تستطيعان البقاء مؤقتا في بيتنا، فذلك أمر تحتاج تسويته الى حرب".

ولا نرى في رؤية سارد يخلف ما يغاير ذلك. لا يستوعب انا السارد ما رأى يوم زار سمخ، ويصاب بالدهشة يوم يزور القرية بصحبة الفتاة المقدسية مجد والفلسطيني المغترب الذي يقيم في امريكا - أي السيد اكرم - ، ويعود الثلاثة بعد ان ينفقوا يومين في طبرية، ونفوسهم ممتلئة بمشاعر المرارة والخيبة. ويبدو أنا المتكلم مثل الجندي الياباني (أونودو) الذي لم يصدق ان اليابان خسرت الحرب العالمية الثانية، ولذلك يظل يحمل سلاحه منتظرا رأي الضابط الذي يقود كتيبته. وحين يعثر عليه، بعد فترة طويلة، يحاولون تأهيله حتى يتكيف مع الوضع.

ينهي يخلف روايته بالفقرة التالية على لسان السارد:

“اقتربنا من نقطة العبور الاسرائيلية قرب (بيت سيرا). أشار الجندي لنا بالتوقف. أوقف السيد أكرم سيارته بمحاذاة الجندي. طلب الجندي أوراقنا ليفحصها. وعندما انحنى ليدقق في وجوهنا، لاحظ الدم الذي يسيل من جبيني.

- معكم جريح.

تساءل الجندي يتحفز، فأجابه السيد أكرم :

- لا شأن لك بذلك، وأوراقنا صحيحة.

تساءل الجندي مرة اخرى، وقد ابتعد خطوة :

- هل تحملون سلاحا ؟

ارتسم القلق على وجه مجد، أما السيد أكرم فقد صاح بغيظ :

- أجل معنا قنبلة .

رفع الجندي سلاحه

- أين هي ؟

صرخ السيد أكرم في وجهه قائلا : القنبلة موجودة داخل صدري ... في أعماقي.. حذار من الاقتراب فقد تنفجر بين لحظة وأخرى". (ص 144).

وهكذا نجد الفلسطيني الذي عاش في المخيمات وانتمى للثورة وقاتل من اجل العودة، والفلسطيني الذي أقام في أمريكا وأيد السلام والحوار مع الاسرائيليين، هكذا نجدهما، وهما في فلسطين، يشعران بالخيبة وبالمرارة. لقد توقعا أن معاهدة (أوسلو) ستحقق لهما ما حلما به، وستجعل من حياتهما في الوطن حياة هانئة سعيدة، غير انهما لاحظا العكس.

يمكن أن يقف المرء، هنا، عند نصوص اخرى أنجزها أديبان من أدباء الداخل لهما، منذ زمن، حضور بارز في الساحة الثقافية، وهما أحمد حرب وأحمد رفيق عوض.

والدكتور أحمد حرب هو استاذ الادب الانجليزي في جامعة بيرزيت، وكان، من قبل، يحرر الصفحة الادبية في جريدة القدس المقدسية. وقد اصدر، من قبل، قصة طويلة هي "حكاية عائد" (1981) وروايتين هما "اسماعيل" " (1987) و “الجانب الاخر لأرض المعاد” (1990)، وتشكل “بقايا” الجزء الثالث لهما. ويرصد حرب في رواياته الواقع الفلسطيني في الضفة تحت الاحتلال، وتتجاوز بقايا فترة الاحتلال بقليل.

تنتهي الرواية - أي بقايا - في اللحظة التي تصادر فيها جماعة من السلطة الوطنية الفلسطينية، تحت امرة هادي صديق وحيد الاستاذ الجامعي، "الكنف" الذي ظل وحيد، وهو شخصية رئيسة في الرواية، يحتفظ به، وذلك لكي يضعه هادي في متحف التراث الشعبي. وحين تحتج طفلة وحيد على سلوك هادي، يخاطبها ابوها قائلا:

“دعيهم يأخذونه. دعيهم يأخذونه، فهوس الماضي كهوس التبرير قاتل يا ابنتي . لقد حلمنا كثيرا وكان حلمنا طويلا كطول ليلنا وجاءنا في أمواج متلاطمة أغرقتنا وحطمت شراعنا. لا تندمي لأننا حلمنا، فلا يزال للحلم بقايا، ولا يزال في الكنف حكايا، لكن شهرذاد غالبها النعاس عند الفجر وتريد قسطا من الراحة...فاحلمي يا وردتي الصغيرة حتى أحتفل بعيد ميلادك تحت السدرة وتصحو شهرزاد ثانية... فلا يزال للحلم بقايا " (ص 187).

ولكن بقايا الحلم مثل بقايا الارض التي صودرت ولم يبق من دونماتها الالف سوى دونم لا يستطيع صاحبه وحيد أن يصل اليه، ومثل بقايا المناضلين الذين بصق العملاء في وجه واحد منهم.

ولكي لا يكون الكلام ضربا من الرؤية المسبقة، أو نوعا من اسقاط رؤية ذات القاريء على النص، فسأقف أمام شخصيتين من شخصيات الرواية، يوضح لنا مصيرهما ان النضال الفلسطيني، كما تقول روح الرواية، قد وصل، مع اتفاقية السلام الى مأزق حقيقي، والى مرحلة محزنة فرض فيها الاسرائيليون شروطهم التي وجب على القيادة الفلسطينية التعامل معها. وما يصغي اليه المرء في هذه الأيام فيما يمس موضوع سماسرة الارض، حيث تحشر السلطة الاسرائيلية أنفها فيما لا يخصها، لهو دليل بين.

يعبر شخوص رواية "بقايا" عن أنفسهم، وهم شخوص متنوعون، فمنهم المناضل ومنهم العميل. منهم محمد "اسد العين” الذي كان في بداية الانتفاضة عنصرا فاعلا، وأصيب، من ثم، ليصبح بقايا انسان، ومنهم محمد الوهدان الذي يتعامل مع سلطات الاحتلال.

لقد كان الاول في بداية الانتفاضة قادرا على تصفية الثاني، غير ان قيادة التنظيم رفضت ذلك، وكان ان انتهت الامور بأن بصق الثاني في وجه الاول :

“وهكذا عاش محمد الوهدان ليقتص مني ويبصق في وجهي، بين عيني، ولا أقدر أن انظف بقايا بصقته على وجهي، ويبدو اننا تآمرنا جميعا ليرث محمد الوهدان مجهود الانتفاضة". (ص 124)

ويعبر محمد اسد العين عن شريحة فلسطينية شعرت، حين آلت الامور الى ما آلت اليه، بالخيبة. ويصبح الوهدان، في مرحلة ما بعد (اوسلو)، محط انظار الكثيرين ممن يريدون تصريحا من الاحتلال، ويكون وحيد واحدا منهم، وتصل الامور الى ما هو ابعد من ذلك، ليتحدى الوهدان ابطال الانتفاضة باسم "السلطة الشرعية” (ص 174). والطريف في الأمر ان والده كان، من قبل عام 1967، جاسوسا للاسرائيليين. لقد جاءت الثورة و "مرت من هنا"، ولكنها "كانت مسرعة فأخذت الشهداء وتركت محمد الوهدان". كما أخذت حرف الزاي من عمارة خراز”. والله آخرتها آخرة". ( ص 177)

ويلح على قاريء الرواية بعد ان يفرغ من قراءتها سؤال مهم هو :

أي بقايا البقايا يثبت في الذاكرة ؟ بقايا المناضل المقعد ام بقايا جثة الشهيد ماجد أم بقايا حلم وحيد أم بقايا وطن البقايا ؟

حقا إن وحيدا - ومن ورائه احمد حرب - يبدو من خلال عبارته الاخيرة شخصا لم يفقد الامل كليا” فما زال للحلم بقايا"، ولكن روح الرواية تشعر المرء بالخيبة والمرارة، الخيبة مما آلت الامور اليه. وهكذا فان شهرزاد لن تقوى، حين تصحو، على انقاذ بقايا الوطن، كما انقذت شهرزاد الف ليلة وليلة بنات جنسها، من خلال القص، من سيف شهريار. واذا كان منطق وحيد لم يعد له من دونماته الالف سوى واحد، فهل سيستطيع احمد حرب من خلال القص ان يجعل بقايا الحلم مفرحة ؟

الكاتب الثاني من كتاب الضفة هو احمد رفيق عوض. ولقد انجز هذا، حتى الان، مجموعة قصصية وروايتين هما "العذراء والقرية" (1992) و "قدرون" (1995)، وأثارت الاولى، يوم صدورها ، ضجة كبيرة في القرية التي يقيم فيها، واضطر صاحبها ، على اثر ذلك، أن يختفي لمدة اشهر، وسويت الامور بمنع توزيع الرواية. وصورت “قدرون” واقع قرية فلسطينية اختار الكاتب لها اسما وهميا، تلافيا لأي اشكال قد ينجم. وأتى فيها على تصوير حياة الناس اثر هزيمة حزيران، وبدت صورة الذات فيها سلبية الى ابعد الحدود، وهذا ما توصل اليه احد شخوص “مقامات العشاق والتجار" الذي ولد في قدرون وعاش فيها.

يكتب أحمد رفيق عوض روايته عن اللحظة الراهنة، وهناك تطابق بين الزمنين الروائي والكتابي :

"نحن نعيش في فلسطين المحتلة. والزمن هو العام 1996" ( ص9).

وقد صدرت الرواية في آذار 1997، وهذا دليل بيّن على أن الفرق بين الزمنين ضئيل للغاية. وإن كان راوي الكلام لا يروي عما يجري في عام 1996 وحسب، اذ يقص - أويترك الشخوص يقصون- عن ماضي الشخصيات التي عرفها أو سمع عنها.

وعلى الرغم من أن الراوي شخص يبدو غير ثقة، فهو يحب الشائعات عدا انه اتهم من الناس بالعمالة (انظر مقالتي في الحياة الجديدة الصادرة في رام الله في 15/5/1997) الا أنه ليس الصوت الوحيد الذي يعبر عن خيبته ازاء ما جرى ويجري. ثمة شخصيات اخرى يلحظ المرء انها تشعر بالمرارة وبالخيبة مما آلت اليه الاوضاع. وتعتبر شخصية كمال ناجي المناضل الفلسطيني مثالا واضحا على ذلك. يبدأ كمال الكلام على النحو التالي:

"رأيت كل شيء، ومن المزعج جدا ان يرى المرء كل شيء. قدرون حبيبتي ولكن
لا احتمل كل هذا. في سجن جنين اشتقت كثيرا الى جبل الذيب وخلة الشنانير وكأنهما صديقاي. قدرون حبيبتي حقا. ولكن رأيت اكثر من اللازم. هل يعاقبونني الان؟ من يعرف الاحتلال؟ حان وقت الاسئلة، والاسئلة أكرهها. أنا لا أسأل. راوي هذا الكلام يجيب عن اسئلتي بلغة عجيبة". (ص 69)

ويثق كمال في الراوي، ويرى فيه شخصا يرغب في الموت على طريقة الشهداء القدماء، غير أن الراوي نفسه يصرح بأنه غير ثقة، وأنه يؤمن بالاشاعة ويرددها، وإن كان حزينا جدا للاشاعات التي اطلقها رجال المخابرات الاسرائيلية حوله، حين رفض التعاون معهم. ولا يشعر كمال ناجي، ويكاد يكون الشخصية الوحيدة النقية من شخصيات الرواية - اذا غضضنا الطرف عن شخصية عبد الرحمن الصوفي - لا يشعر بأن (اوسلو) وما نجم عنه قد أدخلت الفرح الى قلبه، على الرغم من أنه يعمل في مؤسسات السلطة التي انجزت الاتفاقية:

"الان .. وبالقرب من الغرفة التي سجنت فيها أعمل في احدى الأجهزة الأمنية...أعمل في ذات المكان الذي رأيت فيه كل العذاب.. ولكن ... لماذا لا أشعر بالسعادة او نشوة النصر؟!" (ص 76).

وتجيب الرواية، كما يجيب الواقع، عن هذا السؤال. تتبدل أحوال الضفة وتتغير، ويصبح، في الرواية، الانتهازيون أسياد المرحلة الجديدة، فيما يمسي الذين ضحوا موظفين صغارا، وفوق هذا كله لا يحصل الفلسطينيون الا على جزء ضئيل جدا من أرض الضفة والقطاع التي تحولت مدنها الى جزر معزولة يغلق الاحتلال ابوابها متى أراد. ولربما تكون هناك اسباب اخرى تخص الراوي نفسه، فالراوي من الريف، ويقيم الان في رام الله التي بدأت تكبر وتكبر وتزداد فيها البارات ورواد البارات، رام الله التي اصبح حديث الناس فيها مختلفا عما كان عليه من قبل، رام الله التي ما زال جيش العدو ومستوطناته على مرمى العصا منها.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى