داود سلمان خطاط عراقي بالفطرة

كان في الخامسة من عمره عندما اكتشف قدراته على الخط والزخرفة ورسم الأشياء من حوله من دون أن يعرف ماهيتها، وشجعه استاذه حسين سالم افندي خاصة عندما اكتشف عنده موهبة رسم الحروف، فاستطاع ان يتميز على أقرانه في المعرض المدرسي الذي اقامته مديرية المعارف ليحصل على “بنطلون وقميص” هي أول هدية، فتشكل عنده حافز مهم لمواصلة ابداعه ولظروف عائلية قاهرة وقاسية ترك المدرسة مرغما لكنه لم يترك هوايته فاستعان بكراس الخطاط العراقي الكبير هاشم الخطاط معتبره معلمه الأول، وتعلم من عبدالرحيم البياتي قواعد الخط العربي انه “الخطاط داود” هكذا كنيته في مدينة العمارة هذا الاسم الذي يلاحظه الزائر في محافظة ميسان كثيراً وهو يذيل يافطات أغلب المحال التجارية في مركز المدينة.

الخطاط داود سلمان من مواليد العمارة (1930) عضو جمعية الخطاطين العراقيين وعضو نقابة الفنانين العراقيين وفي عام 1960 اشترك في مسابقة معرض التخريم على الخشب التي اقيمت في بغداد وقدم صورة في المسابقة للزعيم الراحل عبدالكريم قاسم (محفورة على الخشب) فحصل على جائزة الزعيم البالغة “15 ديناراً وبدلة رجالية أنيقة”.

توالت بعد ذلك مساهماته في بعض المسابقات الفنية، ثم اشترك في معارض فنية مع الفنانين الكبار مثل عبدالرحيم البياتي والرسام صبيح عبود وشوكت الربيعي وعبدالباقي رمضان وحربي السوداني والفنان نايف القزويني إلى أن أقام أول معرض شخصي له في قاعة نقابات العمال في المدينة ويقول: “لا زلت اتذكر ردود الأفعال الطيبة للناس حول أعمال هذا المعرض”.

ويقول الخطاط داود سلمان: توالت معارضي ولكن ليس بمستوى التجربة الأولى لأن ظروف الحياة وتشعباتها كانت تمنعني من التفكير والانشغال في فكرة المعارض لأن الاستعدادات للمعارض تتطلب جهوداً استثنائية وتفرغاً طويلاً للعمل، ولكن وبعد هذه السنوات سأقيم معرضاً شخصياً على أرض حدائق دجلة خاصة وان اغلب المتتبعين لعملي يطالبونني بتجربة جديدة بعد صقل مواهبي التي تأصلت من سنوات طويلة.

ويضيف: “هناك الكثير من الخطاطين وصناع اليافطات الضوئية في المدينة، ولكل واحد في هذه المهنة بصمة خاصة به، لكن أغلب ابناء المحافظة القدماء يعرفونني اكثر من غيري في هذه الحرفة ذلك لأنني أجيد عملي بشكل سريع”.