الخميس ١٣ آذار (مارس) ٢٠١٤
بقلم
ذاكرة من مطر
رحل شاعر الثورة الفلسطينية أبو عرب الذي غنّى لفلسطين طوال سبعين عاماً حتى اللحظات الأخيرة التي أمضاها بيننا على فراش الموت ، فلسطين التي قال عنها "لكل الناس وطن يعيشون فيه... الا نحن فلنا وطن يعيش فينا."
هو خال جميع الفلسطينيين ، أبو عرب موّال مفتوح على السماء ، نبت خارج من دم الوطن
أبو عرب الحبق النازف طهراً
كما على الصوت المولود يزهر اللّوز والصنوبركما في جوف المعاني العتيقةينموالربيع مواسم من مطريضيق القصيد على مزامير الناييتوهّج الفراغ خواءكسلال الريحالوطن مناجل عمياءالروائح بنفسج القبورالنوافذ غبار الفصدوالأسماء وريد الخبز يقرض أكف الصغاريطوف الرمل شوك وبارودأبسط زندي وسادة لأوجاع الطريقلتغفو الوجوه العابرةلاشيء سوى ملامح محمومةوسواد يتوسّد نافذة الفصولنتلوّى كي نقطف عشب العيونفكيف نوقظ رعش الموجوأناملنا عمياءوالرؤية في انكسارأيّها الموشوم على النبض العتيقباق أنت كزيتون متمردأيّها المبعوث نرجساًمن رحم التهجدقادماً من سبعون طعنةأيّها المتدثر بضفائر الحكاياتباقون نحن في جذع المواويلأيّها الراحل سيلا من ريح وغضبسلاما لأكف تمطر جمراسلاما لوريد مبتل بالنارلو أن الأرض تمتشق الوجوه الزرقاءلو أن هذا المخاض يقبض على يقظتيأو يموتلو أن المكتوبون في جوف الحرقةنور ينسدلفاي بحر يمطر بارودواي ظلال تبتر النسماتوكيف لك أيها الجاثم في الوجع المكتومأن تمتطي رائحة قلبيدون أن تمضغ لحميوقت الإحتضارأيها الباسق تشرّع جناحيكصوب وطنيا سرّ الغيمات الناعمةرائحة التعب تقطف لون عينيكيا بسمة المخيمباكورة الشغفكنت أشواقنا تطير حد سنابل الوجعكان المطر يلسع عظامناوالدروب تعري قاماتناأيّها الفارس ثوباّ ينتفضمسبّل الجسدحيث ارتعاش الضوءفوق الدمار