رؤية السلام
رأيتُ النهار مرتدياً عباءة الليل السوداء
مع ترتر [1] النجوم اللمّاع
بنفحات نيران الفضاء
رأيتُ النهار مرتدياً عباءة الليل السوداء
مبكلةًً حول رقبة قمر البهجة
بأزرار مدن تحت السماء
عَلَناً
سارق النور
(والمنام)
هلوسةُ آلام الرصيف الجائعة
تثقب فراغ السمع
غسق النبيذ المندلق
في كؤوس بِرَك الوحل
(والدموع)
رأيتُ
كيف تُشرب معرفة الأوهام المنكسرة
بيانات السلام
صدى خطوات الرخام
صمّاء
قِفْ!
تمرّدْ!
بفراغ الروح المتشرد
في مرآة الحكايات الكاذبة منعكس
جَناح مقطوع
لملاك النضال والرحمة
رأيتُ
أفكاره المغطاة بدماء بيضاء
بلحن السريناد
تتساقط
فوق قبر حمامة الموت
رأيتُ النهار مرتدياً عباءة الليل السوداء
اسمنت البيوت المقصوص
أحلام
مغطاة بالخراب والهَدْم
(والسكون)
سمعتُ صوت المؤذن
ينادي الصقر المجروح
كي يأتي بشَجاعة جديدة
كي تُملِّس الجبال ظلالها
كي تحمل الأرض بخصوبة أنهارها
تُشبع فخوذ حقولها الجائعة بالملذة المتأرجحة
كي تلد فاكهة الأفكار والإيمان
طرية، غَضّة، كاعب **
برتقالات صدر الأمل
دافئة مثل نَفََس الغزال
ولكنني أرى
النهار يرتدي عباءة الليل السوداء
وطفلاً
حاملاً على كتفه بندقية اليأس الناضج
طفلاً مرمياً في دوارة الأحداث
رصاصة من حجارة ورمل
ليست له
ولا من أجله
يده النحاسية تخفق في هواء يختنق
قذيفة قبضة اليد الهشة
قلب يتجمد في حنجرة من صخر
ذلك الطفل
أراه فجأة
ببكاء
انتحاري
ينفجر