الأحد ١٢ شباط (فبراير) ٢٠١٢
بقلم عبد الله بن أحمد الفيفي

راقصةُ التَّـنْـغُـو!

أَغْمِــضْ عَيْنَيْــكَ، تَعَــالَ نَطِـيْـــرْ! فــــي غَـــيْـمٍ في إغْـمَــــاءِ حَــرِيْــــرْ
شَــــــــــــــلاَّلٍ مِــنْ عِـطْــــــرٍ غـــــــــــافٍ .. لا شَــيْءَ لَـــــــهُ بِـرُؤَايَ نَظِــــــــــيْـــرْ
هَتَفَتْ.. أَخَـذَتْ بِيَدِيْ.. هَـيَّا، هَــلاَّ للــرَّقْــصَ دَعَــــوْتَ أَثِــــــيْـــرْ؟!
كَـــــبَـقـــايـــــا مِـــــنْ فُــــــرْسَــــــــانٍ فـــي صَـدْرِيْ وعلـى كَـــتِــــــفَـيَّ تَـسِــــيْـرْ
ضَــجَّــــــتُ، كَـــلاَّ ! لا أَلْـــــــــوَانَ، لا مُوْسِـــــيْقَــى.. اغْتِيْلَ التَعْـبِيْـرْ!
لا أُحْــسِـــنُ هـــذا الـرَّقْـــــصَ أنـــــــا ومَـــعَــــــارِكُ فـــي قَــدَمَـــــــيَّ تَـــــــدُوْرْ
لا أَدْرِيْ مــــا رَقْـــــصُ "الـتَّـنْغُـــــــــــــوْ"، أو حـــتى مـــــــا رَقْـــصُ الـعُـصْفُـــــــوْرْ!
يـــــا سَــــــيِّـدَتِــيْ، مُـــــــوْرِيْ فِــــــيْـــكِ، والأَرْضُ دَعِــــيْـهـــــــا فِــيَّ تَــمُـــــــــوْرْ
هـذا القَـصْــــرُ الكِــيْرِسْـــــتَــالِـــيُّ [م فَـــــــرَاغٌ فَـــــــــنـّـــــيٌّ وخُـــصُـــــــــــــــــــــــــوْرْ
ونُــهُـــــوْدُ "السِّـــيْـلِــــيْــكُــــــــوْنَ" جِـــــــرَا رٌ ، لا تُرْوِيْ ظَــمَــــــــــأَ الجُمْــهُــــوْرْ
وقــــــواريـــــرُ الشَّـــــــــــبَـــقِ الــعـــــــــــاريْ تَنْـــداحُ عـــلى شَـــفَــــــةِ المَخْــمُــــوْرْ
حَـمَــلَـتْ نُـطَــــفَ الـزَّيْــــتِ الأُوْلَــــــى مِــنْ قَــلْبِ النِّفْـــطِ إلــــــى التَّـــــنُّــوْرْ
لَــهَــــبٌ، بُـــرْكـــــــــــــــانٌ، لا عَــقْـــــلَ، فالعَــقْـــلُ كُــــــوًى والـنــاسُ طُــــيُـــوْرْ
والإنـــســــــــــــانُ الأَعْـــــــدَى أَبَــــــــــــدًا لــلإنـــســـــــانِ ، الأَدْعَــــــى لـلــــزُّوْرْ!
يــا لَـلأُنْـــثَــى، كَــــمْ شَــــادَتْ مِـــنْ مُـــدُنٍ، ولَـكَـمْ هَـــــدَّتْ مِــــــنْ دُوْرْ!
يالَلأُنْثَـى، الأُمِّ، الأُخْــتِ، الـــــــ ــحُبِّ، الكَنْزِ، المَعْنَى المَـــــهْــدُوْرْ
كَــمْ عَـــــزَّتْ مِــنْ أُمَــــمٍ بـــالأُنْــــــــــ ـــــثَى/ كَــــــمْ ذَلَّـتْ حِقَـبٌ وعُصُـــوْرْ
يـــا راقــصــتــيْ، الأُنْـــثَــــــــى: أَمْــــــنٌ وسَــــــــــلامٌ، أو جَــــــيْـــشٌ وعُـــــــبُـــوْرْ
كُـــلُّ الدُّنــيـــا الأُنْــثَــــــــى، وعَـلَـيْـــــــــ ـــــــــها كُـلُّ الأُخْـرَى سَـوْفَ تَــدُوْرْ!
مَــنْ قـــال: "الأُنْــثَـــى شــيـطـــانٌ"، فـابـــــنُ الشــيطــانِ هُـوَ المَـــغْـرُوْرْ!
مَـنْ قـــالَ: "المــرأةُ عــــارٌ"، فــهْـــــ ــــــــــــوَ وَلِـيْـدُ العَـــارِ أتـاك يَخُـــوْرْ!
الـــمــــــرأةُ مَــــــــنْــزِلَــــــــةٌ عُـــــلْـــيـــــــــــــــــا بَـيْــــــنَ الإنــــســـــانِ وبَـيْـــــــنَ الـنُّــــوْرْ
وُئِـــــدَتْ في بَحْــرِ غِـــيَـابٍ، وابْــــــــــــــ ــــتُزَّتْ- دَجَـــلاً- في بَـــرِّ حُضُــــــوْرْ!
سَـــــــــلْ (لَيْـلَى) / (لُو أندريـــاسَ): مـــــا ذنبُهُـمــــــا إنْ جُـــنَّ صُقُــــوْرْ؟!
مَـــــــنْ كُـــلُّ الــمــــرأةِ صـــــيــدُهُــــــمُ: جِنْــــــسًا، أو مُلْــكَ يَـــــدٍ، وبَـخُــــوْرْ
مُـذْ (قَــيْسٍ) حتى (نِتْشَــةَ) والـسَّــــــ ــــــــوْطُ الضَّــــارِيْ بَـــــــرْقٌ مَسْطُـــــوْرْ
وكـــــذا يــحــكــــــــــــيْ (زارادشـــــــــتُ) فــي جَــــهْـــلٍ نِــسْــــــبِـيٍّ مَـــشْــــــــهُــــوْرْ
كَتَـبُـــوا: هِــيَ حَــــــيَّـــــةُ آدمَ، أو قالُــــــوا: مَـوْتُ الرَّجُــــلِ المَـــغْـــدُوْرْ!
أ ذُكُــــــــوْرَةُ هـــذا الــكَـــوْنِ بِــــنـــــــَا؟ أمْ أنَّ الأُنْـــــــثَـــــى داءُ ذُكُــــــــوْرْ؟
هَـمَـــسَــــتْ، فـــارْتَــــفَّ نَـوارِسُــهــــا، وتَكَـســـــــَّـرَ صَـــمْــتٌ مِــنْ بَــلــُّــــوْرْ:
أُنْـــثَــى.. ذَكَـــــرٌ.. ذَكَــــــرٌ.. أُنْـثَــــى، لا فَــــــرْقَ، ضَحــايــــا هُــــمْ ونُــذُوْرْ
تَــــئِــدُ الأُنْــثَـــــى الأُنْثَـــــى، وتُــمَـــــــزِّ قُ شَــرْنَــقَـــــــةً أُنْــــثَــى الــزَّنْــــبُـــــــــوْرْ!
وسَـــيَـلْــتَـهِــمُ الـجُـــــبُّ يُــوْســـُــــــــفَـــــهُ ويُـحَـمْــــــلِقُ فـي وَجْـهِـــيْ كـالـعُــــــوْرْ!
لا تُـغْـمِــضْ عَــيْــنًـا، وافْـتَـحْ بِـــــــيْ في الشمسِ نَهــارًا.. جَنــَّـــةَ حُـــــوْرْ!
وارقُصْ- قالتْ- رَقْصَ "التَّنْغُوْ"، بِــــــيْ مُـلْـتَـحِـمًــا وبِــــلا مَـحْــظُـــــــوْرْ
تَـــرَ (مَرْيَــمَ) في عَيْـنِـــيْ تَصْحُـــــــوْ و(خَــديــجــــــــةَ) مِــنْ شَـــــفَــتَيَّ تَفُــوْرْ
فــالـمــرأةُ مَـــــعْـــدِنــُــــكَ الأَرْقَـــــــــــــــــى وبِـمَـعْـدِنِـــــــكَ الأَرْقَـــــى سَــتَـــثُـــــــــــوْ

المألوف في بحر الخَبب أنه لم يُستعمل مذيَّلاً إلاّ في المجزوء منه. وهذه القصيدة- بلا قصد- تكسر المألوف.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى