

رباعيةُ الربيع
يَا أنْتَ رُدَّ الصَوتَ مِن ألحانِ | |
قيِــثاري صدى فيفُورُ منه حَنينِي | |
أُرْكضْ برجلِكَ نحو مُغْتَسلي | |
طهِّر ذنوبك إثْرَ نزْفِ سنيني | |
أَسقيكَ منْ نهرِ مغْفِرَتي سنَا | |
يربو سماءَك من هديلِ جفونِي | |
هيّا استفزَّ الطيرَ من أوْكارِهِ | |
فتُحلِّقُ النَّشْوَى بفيضِ جنوني |
** **
يا أنتَ قبِّلْ غُرَّةَ الإِصْباحِ حيــنَ | |
سماعِ نقرِ شعاعِ شمسِ شروقِهْ | |
وارْشُفْ نَدَا غصنِ القرنفلِ لَذَّةً | |
ترنولها عند الْتِماعِ بريقِهْ | |
واشْعل منَ الروحِ الجمالَ، فراشةً | |
لتهيمَ بينَ دَخانِهِ وحريقِهْ | |
لتعودَ للغصنِ المَوَاتِ حياتُهُ | |
ويسيلُ عطْرٌ من لهيبِ عروقِهْ |
** **
يا أنتَ خُذْنِيَ كالنسيمِ لبحرِكَ | |
أو طائرٍ يعتادُ نقرَ سحابِكَ | |
أو قطعةٍ مِنْ ثلجِ خمْرِكَ أعْشقُ | |
الـــــــــــذّوبان في كأسٍ يبلُّ رِضابَكَ | |
أو ظبْيَةٍ تصطادُها بِفلاتِك | |
أدنو إليكَ بدونِ خوفِ سرابِكَ | |
فلْتنْظُمِ الأشعارَ في حُوريّةٍ | |
تهوَى مراقصَةَ الخيالَ بِبابِكَ |
** **
يا أنتَ، نورُك حاملٌ أُسْطورتِي | |
تروِي هنا ماضٍ يُعاقِرُ وصفَها | |
والحاضرُ الممْلُؤُ ضوْءَ سطورِها | |
وغداً نُفصِّلُ ثوْبَنا من حُلْمِها | |
أسطورةٌ نرجو انتِهاءَ فصُولِها | |
ونعيدُها، للبَدءِ في تمثِيلِها | |
يا أيُّها الرَّاوي مسيرُكَ مُتعِبٌ | |
فتمهَّلْ، الصبحُ البعيدُ يُتمُّها |