الثلاثاء ١٦ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠١٤

رثاء د رضوى عاشور

محمد عبد الوهاب أبو يوسف
في مثل تلك الأمّ دمعُكَ جاري
تَبكي عليها ناثرَ الأشعارِ
أمُّ الفنونِ بمصرِها قد عُلِّمتْ
فنَّ الرّوايةِ و الخطابِ الجاري
و رُقِيّها لِرئاسةِ القسْمِ الّذي
زانتْه قبلُ بِنقدِها المدرارِ
هي أمُّ شاعرنا و زوجةُ شاعرٍ
ملَّ المنافي بعد طولِ سِفارِ
حازتْ لسانًا أعجميًّا يُوحِدُ
و يُغرِّبُ العربيْ هنا في الدارِ
تُوِّجتِ زهرةَ نقدِنا بجوائزٍ
والناسُ قد عرفتْكِ في الأمصارِ
رضوى مترجمةٌ أكاديميّةٌ
تروي لنا التاريخَ كالأحبارِ
أمريدُ تذكرُ وقتما لِذكائِها
لمعتْ بِعينِكَ نجمةً بمدارِ
زوجانِ كلُّ منهما أسطورةٌ
فاحكيهما يا مصرُ في السُّمَّارِ
بِسراجِ غرناطهْ رأيتِ نخيلَها
و رحلْتِ طيفًا دافئًا لِمَنارِ
قلمٌ بكاكِ و قد بكتْكِ روايةٌ
صوّرتِها لحنًا على الأوتارِ
كيف انهزمنا في البلادِ بِفُرقةٍ
كنّا و كانتْ غيرَ ذاتِ قرارِ
و الأمّ حضنُ أمانِنا يا خائفُ
و الأمّ نورٌ فاقدَ الإبصارِ
لو لم يكنْ لكِ في العروبةِ مفخرًا
إلا تميمًا كنتِ خيرَ مُزارِ
ما أوْرثتْكَ يا تميمُ دراهمًا
لكنَّها تركتْكَ في الثوّارِ
ما أرضعتْك مِنْ لِبانٍ سائغٍ
لكنْ غذتْكَ بِصائبِ الأفكارِ
أتميمُ يا ابْنَ القدْسِ أمُّك أمُّنا
نبكي نَدَارتَها بِجفنٍ عاري
بابٌ من الخيراتِ أُغلقَ دونكَ
فابحثْ لِنفسِكَ عن جديدِ مسارِ
الموتُ يسحبُنا فُرادَى أوْ معًا
لِقبورِنا منْ جنَّةٍ أوْ نارِ
بعضُ النّفوسِ تموتُ لا يُعبا بها
و لِموتِ بعْضٍ قد تنوحُ جواري
مِنْ مسجدٍ كان اسمهُ لِناصرٍ
شُيّعتِ يا أُختَ الصّلاحِ لِدارِ
لو كان شوقي في المجامعِ حاضرًا
لرثى الفقيدةَ سابق الأشعارِ
لا تغضبنَّ إذا الجموعُ بِغفلةٍ
شَغَلَ الجميعَ براءةُ الفجّارِ
رضوى المدينةِ قام مَرضِيًّا عليه
و حيَّتِ الرّضوى كَنجْمٍ ساري
إنْ يسْألاكِ في الثّرى مَنْ ربُّكِ
رضوى فقولي مالِكُ الأقدارِ
صلِّي لها يا ابنَ الأكابرِ و اعتمرْ
و احجُجْ لها لِتصيرَ في الأبرارِ
ربّتْ على كتفيْ أبيكَ مؤنسًا
ندعو لها اللهَ رعاكَ الباري
محمد عبد الوهاب أبو يوسف

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى