رسالة إلى السماء
أغرقَ الدَّمعُ عيوني
عندما كنتُ أصلي
وأطلتْ
روعةُ الفجرِ من الأشجارِ كنسرينٍ.. وفُلِّ
فتوجهتُ إلى اللهِ
وفي القلبِ تباشيرُ التجلي
يا إلهَ الرافدين
أيها الواهبُ للبحرِ غيوماً يمتطيها
فوق شطآنٍ ورملِ
يا إله الشهداء
حرَّكَ الأطفالُ قلبي
كلما أينعتِ الأرضُ استجابوا
لنداءِ العشق.. قبلي
أغرق الدمعُ عيوني
عندما أحرقت النيرانُ أحلامي وخيلي
واستفاقتْ
زهرةٌ خضَّبَها القصفُ
على صوتِ هدوءٍ.. جاء بعد العاصفة
فأحستْ.. ساقَها تهربُ منها..
ليس فيها غيرُ آلامِ عروقٍ راجفة
خضَّبَ الدمعُ عيوني
عندما ماتتْ على صدر الترابْ
قبل أن يفهم عقلي
كيف للرضَّعِ أن تنهشهم هذي الذئابْ؟
يا إله الكون قل لي
هل لها أن تحتمي كاللعبة في أحزان ليلي؟
إنها قمح القوافي..
هل لها أن تحتمي كالهمسِ في أرجاءِ ظلي؟
***
كنتُ قد قابلتُ نفسي
عندَ بوابة قانا
كانت الأحزانُ طيراً فوق رأسي
ودماءُ الأبرياءِ
تنعشُ الأرضَ كعطر الأنبياءِ
كانت الأجسادُ حبلى
بالذي يوصل صوتَ فلسطينَ إلى أعلى السماءِ
كل شيءٍ كان يدعو كلماتي للعشاءِ
هذه قانا العربْ
إنها فعل العربْ
كل من قال بخبثٍ
"هذه فعلة صهيونَ" كذبْ!
***
كنتُ قد قابلتُ نفسي
عند بوابة بغدادَ
وكانت ضحكاتُ الموت تجري
بجنونٍ فوق رأسي
وابنةُ الأعيادِ كانت
تتسلى بالأماني
وأخوها.. يرسم الفجرَ على وجهِ المكانِ
جثثُ الأطفالِ ماتت مرةً أخرى
عندما صُبت عليها كُلُّ أهوالِ الزمانِ..!!
***
كنتُ قد قابلتُ نفسي
عندما اغتيلت جنينْ
عندما انهالوا عليها بالسواطير صباحاً
وبغايا زمن الذل تغني..
تقرعُ الكأس بكأس
عهرها يضرب آلامي.. بفأسِ
كانتْ الأحزانُ طيراً
فوقَ رأسي
فتسليتُ بما يَفطُرُ قلبي
ثم أطرقتُ ليأسي
يا إلهَ الكون قل لي
كيف صار الذل يسري في عروقي؟
لم تعد تشرق شمسي
لم تعد صورة طفلِ
جعلته النار يبكي بجنونْ
تُخرج الدمعة من عمق العيونْ
لم تعد صورة أشلاء الضحايا
تخرج الحزنَ الدفينْ
لم تعد تشرقُ شمسٌ في عيون عربية
يا إله العالمينْ
إنني الان أصلي
"يا إلهي..
اجعل الموتَ رحيماً
مثلَ نسرينٍ وفلِّ
يأخذ الخافق من صدري..
ولا يأخذ طفلي..!"
مشاركة منتدى
1 تموز (يوليو) 2004, 12:13, بقلم كمال محمود علي اليماني
شكرا لك قصيدة جد رائعة اتابع أعمالك على الدوام وتعجبني كثيرا كتاباتك عزيزي ناصر أنت شاعر بحق
لك تحياتي
9 تموز (يوليو) 2004, 10:19
very nice