رواية التساؤلات .. من باب صدق أو لا تصدق
التعبير بشكل رمزي غير مباشر عن الأحداث السياسية وقضايا الأمة كقضايا مصيرية أمرٌ يلجأ إليه المعتقلون السياسيون مثلا.. بينما لا يفعل البعض ذلك خوفا من عدم وصول الفكرة بشكل جيد للناس.. فيما يظل اللجوء للرمز كحيلة يحتاج إلى قدر من الشجاعة الأدبية.. لأن الكاتب لا يضمن أن يصيب الهدف بسرعة..
كما أن الكتابة عن الأساطير وعالم الأشباح.. أمرٌ ليس بجديد .. لكنه عالم له جاذبية خاصة لدى الشباب.. لأنه عالم ما وراء الطبيعة، عالم غامض.. مليء بالأسرار.. والأحلام والهلاوس.. يثير الانتباه، ويستثير الكثير من التساؤلات حول: ما هي الأشباح ؟ ولماذا يدور حولها نقاش وجدل لا حدود لهما..؟ وهل هناك أدلة على وجودها..؟ ثم هو عالم يدعو للتفكير في مدى الإيمان بوجوده أصلا...
لذلك أرى أن رواية (مستعمرة القمر) التي تنطوي على فكرة الهجرة الجماعية للأشباح... ترمز إلى الهجرة الجماعية لليهود إلى فلسطين....!
فهل من الوارد أن تتحول الهجرة الجماعية للأشباح والمخلوقات الفضائية إلى حرب مع بني البشر؟ وإلى أي مدًى ستصل هذه الحرب.. التي لا نعرف الإمكانيات الخفية للمتحاربين فيها؟ لأنها بالطبع ستختلف عند كل منهما. وما دور الصدفة والأقدار هنا؟. إسلام فتحي يقرر ويؤكد منذ البداية:
(كان ساعي البريد شبحا بالفعـل.. وقد نجح في مهمته المرسل من أجلها.. فقد سلم الطرد الكبير إلي السيد شوكت، ونصحه بألا يفتحه أحد سوى ابنتاه الجميلتان سارة وهديل، كما لم يتعرف الأب على هيئته أيضا على الرغم من فزعه منه..)
من هنا يأتي الكاتب الشاب إسلام فتحي بروايته الأولى (مستعمرة القمر) ليقود سفينتها ممسكا بكلا الاتجاهين؛ الرمز الفني وعالم الأشباح المشوق من خلال الحكي الروائي.. فهل نجح في التعبير عن قضية فلسطين وغزة والقدس السليبة، باستخدام تلك الإشارات والتلميحات من خلال عالم الأشباح..؟
ثمة عناصر في الرواية تلقي الضوء على واقع الشخصية العربية كاشفة عن بعض جوانب أزمتها، ومفصحة عن الدلالات الفكرية للبناء الفني للنص بأسره. بحيث كانت الاستعارات والكنايات هي السلاح الوحيد للدفاع عن القضية.
فالرواية تعالج الصراع العربي الفلسطيني، وتحمل رؤية المؤلف عن هذا الصراع بشكل بسيط .. من خلال أحداث خيالية لا تحرم القارئ من الاستمتاع بالقصة كخيال علمي يدور في عالم الأساطير والأشباح.
والأشباح في الرواية ترمز إلى الصهاينة، اليهود، فالأشباح من صفاتها أنها تدخل لعوالم الآخرين من غير أن يشعر بها أحد... وفي حديث جانبي حول الرواية قال الكاتب: ( لما قريت قوائم المقاطعة لمنتجات الأعداء لقيت إن 90% من بضايع السوق العربي أمريكية ودانماركية وإسرائيلية يعني أشباح حقيقية.. وده شيء خلاني شايف كل قطرة دم عربي على ورق روايتي)
والبشر في الرواية رمز للعرب بكل تخاذلهم وصمتهم أمام الاحتلال الإسرائيلي البيِّن، ويتجسد ذلك في سارة وهديل كوجهين لعملة واحدة... أما الأرامل- أنثى العنكبوت من النوع الأسود السام جدا- فهنَّ قوتنا الخفية دائما.. والتي يتم تطويعها من أجل الحصول على النصر باستخدامها/ وقت ازدياد سمومها في موسم التزاوج، حيث يتدفق السُم بغزارة بجسمها وبصورة تلقائية استعدادًا للقتل بشراهة، وبإبعاد الذكر عنها في هذه المرحلة فتقوم بقتل الأشباح، كوسيلة لمحاربتهم والقضاء عليهم، إلى أن ينتهي سُمها وتموت. إضافة إلى استخدام مشابك شعر سارة وهديل للتخلص من قفص القرود.
فيما كان سلاح الأشباح مثلا آبار البترونيز ونوبات حراسة صارمة وأبراج عالية للمراقبة، وإحاطة الحقول بسياج متصل بدوائر كهربائية عالية وملعونة أيضا، حتى لا يستطيع أيٌّ من البشر الفرار...الخ
فيما يحاول الكاتب أن يبدو الصراع صراعا على فكرة الخير في الكون عموما..
استفاد الكاتب من دراسته لعالم الحشرات في كلية العلوم.. فجعل سارة وهديل طالبتين في كلية العلوم تدرسان علم الحشرات، هديل تحمل كُرها شديدًا لليهود وخوفا منهم، فيما يخاف الشبح أيضا إذا نظر في وجهي سارة وهديل دلالة على رعب اليهودي من العربي إذا كان في مواجهته بحلبة القتال.. أما سارة فهي الوجه الآخر لهديل نوع من التمرد وكأنهما شخصية واحدة منقسمة إلى شخصيتين، فهديل نوع ضعيف من البشر يمثل حالة العرب باستسلامهم وضعفهم أمام الوضع العربي الراهن.. فيما تمثل سارة ذلك النوع القوي وهو يرثي لحالنا لكنه ضمير مستتر تقديره العرب. تقول سارة:
(لا خيار لنا سوى محاربة هؤلاء الأشباح والقضاء عليهم للهرب من هذه المدينة وتحرير أبينا من لعنته)
فانفعلت هديل قائلة: (نقضي على مَن أيتها المجنونة... إنهم أشباح، ألم تري قوتهم التي تفوقنا بمراحل وقدرتهم على التخفي التي استعرضوها لنا منذ قليل... إنها أقل ما يجب ليروننا مدى قوتهم فلا نفكر مجرد التفكير حتى في الوقوف أمامهم.. لتنظري حولك وتري هذا الفراغ الشاسع والذي نتيقن تماما بأنه ليس موجودا.. إني أحذرك يا سارة من مجرد عدم الانصياع لأوامرهم سيقودنا إلي نفس مصير أبينا ولن نخرج من هذا المكان أبدا.....)
حوار من أروع الحوارات المكتوبة بوعي مقصود, المعبرة عن الموقف العربي المنشق..
وفي حوار آخر: هديل: هل تقصدين إن نقطه ضعفهم ربما تكون في الصراخ.
سارة : وربما تكون في صدي الصوت.. والكاتب يقصد بالصراخ الانتفاضة الفلسطينية وما تسببه للعدو من خسائر وآلام بالتأكيد.
،،،،
كما استفاد الكاتب من قراءاته المتعددة في الأدب الإنجليزي لأجاثا كريستي، وأنتوني هوب، وليم بلاي، تولستوي، إميلي برونتي، تشارلز ديكنز، وشكسبير.. في اختيار الأسماء الأجنبية التي يرمز بها للأشباح والأباطرة أمثال شارون ونتنياهو... الخ
استفاد أيضا من قراءته لأدب الخيال العلمي.. أمثال جابريل جارثيا ، جابريل ماستيرال.. وفي عالم الأشباح حين قرأ لأحمد خالد توفيق ونبيل فاروق، لكنه يختلف عنهم في إلغاء التفاصيل المملة نوعا ما، وأخيرا تأثر بأرسين لوبين في تحريك الأحداث..
(لغة التركيز والإيجاز والبعد عن التفاصيل المملة)
في الرواية يدخل الكاتب إلى الأحداث مباشرة.. لا يميل إلى وصف الشخصيات ولا وصف المكان مطلقا.. إنه يدخل إلى قلب الحدث بلا مقدمات، ولا يلجأ لرسم الشخصيات- إلا فيما ندر- كأن يقول عن السيد شوكت:
(رجل الدين المسالم دائما لأي شيء وكل شيء ويكره الشجار وحتى الصوت المرتفع يبغضه ..) إنها صفات مركزة حاسمة بعيدة عن الثرثرة والتفاصيل الطويلة، كوصف الشكل الخارجي للشخصية مثلا.
وفي مكان آخر يقول:
(بدا كأنه ثملٌ فقد أفرط في الشراب هذه الليلة!! ) فلم يدخل الكاتب في تفاصيل نوع الشراب..؟ ولا أين وجده أو من أين أتى به..؟ ولا هل شرب وحده أم كان مع مجموعة من زملائه الأشباح..؟ ولا شربه واقفا أم جالسا أم مستلقيا على ظهره.... ؟... الخ المهم أنه أفرط في الشراب.
لكنه أحيانا يطلق أوصافا غير عادية، بل وكثيرا ما لا نجد وجه شبهٍ بين المشبه والمشبه به؛ إلا في خيال الكاتب؛ فمثلا حين يقول:
(الضحكات لا تزال مستمرة، وكأنها من طقوس المكان الغبي)
حيث لا نفهم معنى الغباء هنا حين يرتبط بالمكان.. فلماذا هو مكان غبي..؟ وهل الغباء هنا يعني عكس الذكاء بمواصفاته المعروفة في عالم البشر أو حتى في عالم الحيوانات كالقرود مثلا.. إسلام فتحي يقوم بعمل نوع من الإحالة والانزياح لصفات مألوفة لدينا ومرتبطة بأشياء محددة لتتناسخ في أجساد أشياء أو أماكن لم تكن لها بها علاقة من قبل.
كما أن أسماء الشخصيات في روايته تميل إلى الأسماء الأجنبية فيما عدا السيد شوكت، وابنتيه سارة وهديل.. فهناك: سيد الأشباح (رودي مارجوني)، الإمبراطور (فونتان)، والإمبراطور (سيزفون) الذي قهرَ الشياطين. (مون سيزر) مساعد رودي و (كاثوموتال) قائد جيوشه. المبرر الوحيد لوجود أسماء أجنبية كونها ترمز لليهود الصهاينة. وبما أنه ليس هناك صهيوني عربي إذن ليس هناك شبح باسم عربي.
حتى المكان عنده يأخذ اسمًا مختلفا عن التسميات المباشرة المتداولة مثل: (بلاد ما وراء الزمان؟؟) أو (بلاد ما فوق القمر).
وفي الانتقال من حدث إلى آخر يمرُ الكاتب وبسرعة فائقة للحدث التالي كأن يقول: (كان كل من في المدينة قد علم بما حدث) إنه يقطع مسافات من الحكي بجملة بسيطة مركبة تحتمل الكثير من التفكير وتثير التساؤلات، لكنه لا يترك القارئ متحيرا كثيرًا؛ فيقطع دهشته بجملة تالية وسريعة تكشف مباشرة عن الأسباب وبتركيز شديد: (بعد أن تمثلت الشياطين في صور البشر وبدأت في قص القصص..)
وفي مكان آخر يقول:
(هذا الخوف الذي شجع الشيطان مارجوني على التجرؤ والتبجح فقتل الكثير)
في هذه الجملة المكونة من عشر كلمات يستثير الكاتب خيال القارئ حول قتل الكثيرين؟ ومتى وكيف؟ وهل تمت بسهولة أم هناك صعوبات في قتل كل شخصية؟ وهل يستخدم مارجوني طريقة واحدة في القتل أم طرقًا متعددة؟ وما شعور ضحاياه وقت مفاجأتهم بنفسه؟ وما شعوره هو؟ أيضحك؟ أم يبكي؟ وماذا عن ملامح وجهه في تلك اللحظات؟ وهل يظهر لهم بشكله المرعب؟ أم يأتيهم متخفيا؟ وما نوع الكلمات التي تخرج من فمه وقتئذ.؟ وكيف كانت أساليب الجرأة والتبجح المشار إليها؟ وشكل مساكنهم بعد أن سكنها أتباعه من الأشباح (من قطاع الطرق والمغتصبين.. والمتلذذين بالقذارة..!)
كل هذه التساؤلات أثارتها جملة أو جملتان غاية في البساطة. فيما استطاع أن يصف لنا شكل البيوت بعد أن سكنتها الأشباح من خلال كلمات دلالية محددة المعانى.. هي: (1- قطاع الطرق 2- والمغتصبين 3- والمتلذذين بالقذارة) وعلى القارئ أن يستنتج شكل البيوت بعد ذلك.. لأن الكاتب لا يقف كثيرًا عند ما وقف عنده السابقون في الكتابة عن الأشباح والبيوت التي يحولوها إلى ثكنات خاصة بهم.. لا يريد أن يصفها بالهدوء المرعب وصفير الرياح المخيف وصفق الأبواب والنوافذ تثير الفزع وأشياء تتطاير هنا وهناك... إلى آخره.. لأن القارئ يعرف كل هذا مسبقا.. إنه يبدأ من حيث انتهى الآخرون..
(التأثير المشهدي للنص)
ويميل الكاتب إلى توصيل الحالة الشعورية للقارئ كما هي وكما يراها هو.. بشكلها المتعارف عنده هو، فيكتب بعض الكلمات بشكل متقطع جاعلا مسافاتٍ أو نُقطا بين حروف الكلمة الواحدة.. متخذًا من الألاعيب الشكلية للكتابة أسلوبًا للتعبير عن الحالة أو الحدث أو الشعور أو كيفية الأداء لصوت أو لحركة، ليجعلنا نشعر بما يصف شعورًا مركزًا لا يحيد، يقول مثلا:
( لا لا ليس عويلا ....
إنه ..ا.. سـ.. تـ..غـ.. ا.. ثـ.. ة )
أو يقول: أأأأأشباح .....ممممممدينتك.......؟؟
أو يقول: لا شك في أنه .. شــ..بــ..ح..
أو يقول: ارتعش كل منهما وقالتا في صوت متهدج: مممن أأأأنتم ؟
وفي موضع آخر يقول:
(أنا رودي مارجوني سيد الأشباح قد انتصرت على بني البشر هاهاهاهاهاهاهاهاهاهاهاهاهاهاهاهاهاهاهاهاها)
أو يقول: "بقالي كـتير مدوقتش دم انسي.. وعشان كده انتم هنا... نياهاهاهاها"
وفي هذه الكلمات الممدودة الحروف نلاحظ مدى الإحساس بالجو العام للكلمة، وتأثير وقعها على نفس القارئ، وكأن القارئ يسمعها كصوت بعد أن شاهدها بعينه.. وكأن الكاتب ينقلها إلينا بكل ما تحتويه من مشاعر وأحاسيس في جوانح النفس، وارتفاع وانخفاض، وسرعة وبطء وكثرة وقلة... الخ، ليعطي دلالات أخرى للكلمة مختلفة عن دلالاتها في الكتابة إذا كُتبت بشكلها المعتاد.
وربما كان لعالم الإنترنت والشات والمدونات والمواقع الإلكترونية دور في انتشار هذه الألاعيب الكتابية، وإن كانت موجودة من قبل في كتب التسعينيين، لكن الشبكة العنكبوتية ساهمت في انتشارها بشكل كبير.
(الرمز والقضية)
(وقد اتضح أن مدينة أشباح ما وراء الزمان ما هي إلا سجن ومنفى لمن يخالف أوامر رودي مارجوني..)
فمن هو رودي مارجوني..؟ إنه (شارون) لأنه يشبهه نوعًا ما في كونه سفاح، قاتل، مرتكب مذابح، لا يحب البشر، يسعى لبناء مستعمرة كاملة على القمر تكون ملكا للأشباح، إنه يلغي وجود البشر إلى حد استعباد البشر وقتل الأحياء.
ويظل الكاتب يبرز الصراع بين رودي مارجوني وسارة وهديل معبرًا عن الصراع العربي الإسرائيلي، والهدف من تسرب سموم الصهاينة وأفكارهم ورؤاهم في الجسد العربي، واحتلالهم للأراضي العربية.
ويظل بوردي الشيطان الطيب محبوسًا طوال الرواية لأنه يمثل المفاوضات المحبوسة دائما والمؤجلة دائما بطبيعة الحال، ولا يظهر إلا وقت هزيمتهم النكراء، بمعنى أن المفاوضات لا تظهر إلا عندما يريدون هم، أو عندما يشعرون بالضعف وعند احتياجهم هم إليها. وتعتقد سارة وهديل أن بوردي قد مات إشارة إلى المفاوضات التي ماتت بمرور الوقت وانتهت القضية بكلام في كلام،، فيظهر رودي مارجوني وأعوانه مرة أخرى ولكن على الأرض، يظهر مقرر سرقة الصولجان المتمثل فيه قوة الخير وأمن المواطنين العزل ليقيم دولة احتلال جديدة على الكوكب الأخضر.
وهذا ما يظهر في الجزء الثاني من الرواية من خلال سرقة المتحف المصري حيث يريد المؤلف أن يقول: إن الصهاينة لهم دائما أيادٍ خفية متمثلة في ملفاتهم السرية وحروبهم الخفية والعلنية لتوسيع المستعمرات وتسخير الأشباح للبشر في استخراج ( البترونيز ) هذا المسمى الذي يستخدمه الكاتب بذكاء والمأخوذ من البترول والغاز الذي يتم تسخيرهما لصالح إسرائيل ولخدمتها من قبل الدول العربية التي تبيعها هذا وذالك بأسعار زهيدة وبإرادتنا..
وتظل المفاوضات محبوسة في الأسر لحين هزيمتهم وتظهر الخيانة من رودي في وقت فك اللعنات دائما، ويبقي الصراع طالما هناك عملاء.
تصوير رائع للموقف ككل لا غبار عليه سوى الخلط الواضح بين أحداث الرواية الخيالية والأحداث الواقعية بين العرب وإسرائيل والذي يخرجنا من الخيال إلى الواقع الفعلي بمفرداته الحية.
فيما يبدو الأمر أحيانا وكأنها رواية من جنس أدب الرحلات في الجزء الذي تحدث فيه عن الخيول وسرح بعقل القارئ بعيدًا عن أرض الصراع. وقد نجح في عرض الفكرتين بشكل كبير.
ولكن المؤلف لم يستطع أن يتم السرد للنهاية بطريقة الرمز.. إذ يقع في فخ المباشرة حين يكشف فحوى موضوع النص في لحظةِ تجلٍ وصراحةٍ ربما تكون مقصودة.. قائلا:
(فكعادة الأشباح هم جبناء .. يقاتلون وفي يدهم الأسلحة الفتاكة ويهربون من أمام طفل صغير يحمل في يده حجرًا صغيرًا أخذه من حطام منزله الذي هدموه بالأمس .. تعودوا أن يحتلوا البلاد في ظلام الليل كاللصوص وقاطعي الطرق)
ليصبح هذا الجزء من النص بعيدا عن روح القص، قريبا من روح المقال الصحفي أو الدراسة الأدبية. وكان يمكن تقبل الأمر لو جاء هذا الكلام على لسان أحد الشخصيات. لكن وجوده بهذا الشكل يصبح إقحاما على النص، أخرجنا من دائرة الرمز إلى الحكي المباشر.. لكنني أتوقع له مستقبلا مشرقا في عالم الكتابة وأتوقع منه الكثير والكثير، فقلمه الرشيق ووعيه بقضايا الوطن والمجتمع يوحيان برحلة كتابة قادمة ستعطي بلا حدود. ومن حق منتدى المبدعات العربيات أن يتبنى ويشجع مثل هذه المواهب الطليعية الجادة.