الأربعاء ٢٢ آب (أغسطس) ٢٠١٢
بقلم
روحٌ وحيدة
تتماوج ذؤابات الطيفو تتسابق مع ألوانِها السبعسبع أمنياتٍ وروحٌ وحيدةتقبع مع ظِلي في مكانهاتتلفـَّت يمينا ً ويسارا ًعلى غَـيهَـبِ قِـبلةٍ طاف اليراعُ حولـَهاونسيَـني وارتحلتنتظر ظهوره وسط حشد ازدحام الأدعـيةوفواصل أوردتي المسكونة َ بأصواتِ النداءوالمسرح كبير لا تسعَـهُ ستارة وممثـلينوالحضور كتأهب النيران في رأسي..مُصفقين ومُعلقينتستلني من الفجر كالصبح فكرة..بلا عـنوان ٍ أو إنذارتتخبطني كل أعوامي ببعض ِ حنينتطلق العنان لروحيفيهجـر الهجـرُ ملاكي ...ويعود كما الحلم الجميليُعـربد على أوتارالمجهولتعاتبني الفكـرة... بلمحة من مطر العـينآسفة ًعلى تثاقل شاعـرَها في الحضورأيقظ فيها الجُـرحَ السخـينوتتساءل:.. لماذا هي وحيدة؟!فكل شاعـر ٍ تنام يداه على خصر ِ قصيدةولا يستيقظ إلا وهي بين أحضانه.. تستهدئ وتستكينتعثرتُ في فكرة الرجوعوالرغـبة في الركض بعيدا ً..رأيتها كل آن.. تـُلقى النظرَ من قريب.. ومن بعيدعلى فستانها الليلكي.. المُطرز بحبات اللؤلؤ القمريينتابها القلق فـتـُُعـيد - بأيدٍ مرتعشة - ترتيب ياقة أحرفهاالزكية العطروعن طريق الخطأ .. تـُبلل أطرافَ الكلماتبالعَـرَقِ المساميّ اللـّون حيث تـُشير خطوط ُ كفيهاتتملكها رهـبة الظهور من شرفتها..وإطلالتها الأولىشئ ٌ من الخجل يعـبث بحواسها..يدغدغ ثقـتهاوصل إلى سمعها صوتُ هـَرج ومـَرجنهضت من مكانها لترى ما يحدثرأته يختالُ متهاديا ً بين الجميعيُصافحُ هذا ويُجاملُ ذاكارتفع بناظريه لأعلى .. لكي يُعطيها إشارة البدءلعرض رقصاتها ..مع التباهي بمفاتنها .. التي أوسع الليل بهاعُـزفـَت الموسيقى استعدادا ً لظهورهاهبطت .. وهي تحاول أن تتذكر تعاليمه أن .. لا قلقوأن تقتنص مكانتها وسط القاعة الممتلئة بالعديد من القصائد..والعديد من المُحللين والمُنتفعين .. والراكضين وراء إبتسامة منها..فقطدقت على الأرض بحذائها .. وفي كبرياء .. رفعـت رأسهاوبدأت في أداء دورها بكل إتقان القصيدةأمسك الشاعربيديها .. وظل يُراقصها ويدور بهاوكلما دار.. دارتوظهر منها ما كانت تخبئه عمدا ًإلى أن ظهر جسدها المُحَـلـَّى بطلاسم الكلمات..التي لا يفك شفرتها إلا مُعجبَها الذي تتأبطه..كل وقت وحينتعبت من كثرة الرقص .. ومداعـبة من حولهاحملها الشاعـر وصعد بهاإلى الدور العاشـر.. إلى (الدّرك الأخير)وتركها وحيدة الكون .. والوطن .. والترتيلفي لظى الحريقوأشار إلى الجميعأن يصعدوا اليها .. ليـُكمِلوا مشوارَه على مآذن الأنينوحدَّق إلى الأفق ِ البعـيد.. ليُداعبَ أفكارَه المُحَلـِّقةليغـزل منها تمائم.. تحفظ أجـِنـَّة الشعـر الوليدويُسخـِّر شيطانه ليُطوِّع نجومَ الليل .. قناديلَ إلهامومِلكٌ لليمين