الاثنين ١٥ شباط (فبراير) ٢٠١٠

زائرتي

ألند إسماعيل
تجلسُ أمام نظراتي الشاحبة
تتأملني
تتمنى لو كنت رهن إشارتها
لم تفتح لي نافذة عشقنا بعد
تلك المتراكم عليها خيوط العناكب
وغبار الأيام
التي شهدت على أروع لحظة في ذكرياتنا
قبل أن تشد رحالها
إلى ما بعد البحار
حيث الجليد وأهازيج المتعة
ما فائدة كل ما حولك
إن لم تلاقي فؤادا
يحميها من خيانة البعد
و تأجج الاشتياق
فالعودة كانت مآلها
استقبلتها بجمر أنفاسي
ونزيف جروحي
في ذاك المكان
الذي ذبلت فيه ورودنا
وودعنا فيه أمانينا
مكان مهجور من العباد
لم يتعرف فيه احد منا على الآخر
كأننا أغراب لم نلتقي من قبل
لم نتذوق مرارة السهر و آهاته
بقيت أتأمل وحيداً
عند المساء المخيم علينا ظلامه
كي يزرني طيفها القادم من الماضي
عائداً مع النسيم الهادئ
المرطب بقطرات الندى
بردت قهوتنا
تنتظر انفجار بركان عواطفنا
فالابتسامة نصنعها
بحياء لم يبرح شفاهنا
تمزقت أوراق تلهفنا المعتوهة
يا لقسوة ضمائرنا
ووحشية همساتنا
أتسال في نفسي حائراً
يا ترى من يكون الجلاد ؟
هل الزمن خالف وزره؟!
أم نحن نمتلك العيوب
لم تخلوا تصرفاتنا من ارتكاب الخطايا
نحن هيكل خالٍ من الأحاسيس
قد غرقتنا أمواج السقمِ
شغفنا أصبح في عداد الموتى
حتى كراسينا ملت جلوسنا عليها
تندب مصيرنا المجهول
تتألم لنبض قلوبنا الخافت
هيا انصرفي يا زائرتي
لينتهي هذا اللقاء بوداعٍ أخير
لا تتركي أي شيء يتعلق باسمكِ
ويتقلد رائحة أنفاسكِ
ارحلي من هذا المكان
انهضي من فوق مائدتي
اتركيني أندب حظي
أمام كأس انهياري
ارحلي ودعيني وحيداً
عذراً
فقد انتهى وقت الغشيان
ليكن لصمتنا نداءً للنسيان
ألند إسماعيل

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى