الأحد ١٨ أيار (مايو) ٢٠٢٥
بقلم منير خلف

زيارة غير مكتملة

أزورُكُمْ أزورُكُمْ مساءَ
أجيءُ نحو بابِكُمْ
لأطرقَ القلوبَ والأنحاءَ،
أوزّعُ اشتياقيَ الجديدَ
دون حاجةٍ لموعدٍ،
أو أيّ شيءٍ
يُربِكُ الأجواءَ أو يثيرُ
حولَنا الأعباءَ.

أجيئكُمْ أجيئكُمْ مساءَ
أريدُ أنْ أقطفَ من ثمارِكُمْ
ما شاءَ
ما شاء قلبي وهو في خضمِّ شوقِهِ
وفي عذابِهِ المجنونِ،
كيف لي
أن أوقظَ النجومَ والسماءَ؟
أن أوقظ الأرضَ
التي تهبني الصعودَ والبهاءَ؟

أن أوقظ الأنهارَ
والجبالَ والأسماءَ؟
أريدُ
أن أقبِّلَ الشّمسَ
التي تسطعُ من جبينك
الذي يعانق السّحابَا.

أريدُ
أنْ أُطيرَ نحوَ حسنِكِ
الذي يظلُّ حاضراً
في كلِّ يومٍ مرّتينِ
يا حضورَك القريبَ والغريبَ
كم يمدّني بحبّك الأخضرِ
إذ يجعلُني مُؤمِّلاً عينيك
أو مُتّخذاً شامتَكِ الزرقاءَ لي كتابا.

أريدُ
أنْ أذوبَ فيك هكذا
من دون أيّ سببٍ
أو أرصدَ الأسبابَا.

أريدُ
أن أكتبَ في يديك ما شاءَ الهوى
أن أكتبَ الميمَ الذي
أدخلَني في غرفة الإنعاشِ،
أنْ أحاربَ الجهاتِ
في سبيلك المليءِ بالأنا،
وأشربَ الأنخابا.

سفينةُ النّجاةِ
في يديك يا حبيبتي
لا تغرقي يديك والأحبابا

أنا هنا
أمتدُّ في ظلالك الطويلهْ،
أريدُ أن أنامَ
في سهول صدرك العاجيّ
في ندائك المخبوءِ
تحت عُجمتي العليلهْ.

أريدُ أن أسافرَ المساءَ
في عيونك الكحيلَهْ.

أريدُ أن أطيّرَ الفَراشَ
حول خصرِكِ الشّمعيّ
حول ضوئك المنير
في يديك
في دولتك التي أنا
أمنحها من عمري القصير
في مهبِّهِ العنيفِ بالونَى.

أريدُ أن أكون ..
أن تكوني..
أكون حالَكِ التي
تكون لي هنا.

أريدُ أن تكونَ لي
يداك لي
قصيدةً طويلةً لا تنتهي أبياتُها
بل تُكمِلُ الإعمارَ
في باطنيَ المهدّمِ المنهارِ
إذ تتركُني مُحمَّلاً بذاتِها التي
تقطّرُ البياضَ
من شامتِها البنّيّة المُنى.

أريدُ أنْ أكونَ صوتَكِ اللؤلؤَ
أن تكونَ أنتِ لي
وأن تكونَ لي أنا.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى