السبت ١ أيار (مايو) ٢٠٠٤
بقلم
سلاماً إلى أرضٍ
سلاماً إلى أرضٍ فدينا كرومَها | ||
بجيشٍ من الأبطالِ فذٍّ عَرمرمِ | ||
سلاماً، وفي شوقي إلى هَضَباتِها | ||
أبثُّ حنيناً دافق العشقِ من دمي | ||
ففيها قضيتُ الليلَ بالشِّعر عابثاً | ||
وخاطبتُ أحزاني وكلّمتُ أنجُمي | ||
فكانتْ مساراتُ الغيومِ دفاتري | ||
وصوتُ تقاسيمِ النسائمِ مرسمي | ||
فلسطينُ دومي للملايينِ حرةً | ||
فدائيةَ الأحلامِ والقلبِ والفم | ||
فإن بذلَ العربانُ دهراً تخاذلاً | ||
كما خذلوكِ قبلَ أن تتقسَّمي | ||
فلا يُحزنَنْ عينيكِ تأريخُ عهرِهم | ||
وإمعانُهم في الرقصِ كي تتألمي | ||
ليسقوكِ ذُلا واغتصاباً وحرقة | ||
ويسقوكِ كأسَ الأسرِ مُرّاً كعلقمِ | ||
ويُستَشْهَدُ الأطفالُ بالذبحِ حينما | ||
تحط على الآفاقِ أهواءُ مجرم | ||
فهذا الذي نحياهُ كفرٌ ولعنة | ||
وأصواتُ بغيٍ في جوانبِ مأتم | ||
وإني أرى العربانَ مثلَ ذبابة | ||
على رَوَثِ الأعداءِ تغفو وترتمي | ||
سلاماً إلى عينيكِ يا مسكَ فكرتي | ||
سلاماً إلى الثوار أهلِ التكرمِ | ||
فإنهمُ نارٌ أذلّتْ عدوَّهم | ||
وماءٌ على شفتيكِ عذبٌ كزمزم | ||
شيوخٌ وصبيانٌ وأسرى ونسوةٌ | ||
يذودونَ عن عِرضِ البلادِ المعظَّمِ | ||
فلا ظلَّ في العربانِ شيءٌ يحثهمْ | ||
على خُلُقٍ زاكٍ وإقدامِ ضيغمِ | ||
ولا ظلَّ فيهم عِزةٌ أو شَهامةٌ | ||
لنُصرةِ ملهوفٍ ولا غوثِ مُسلِمِ | ||
فلسطينُ، ظلَّ العاهرونَ مكانَهم | ||
لتزهرَ في الثوارِ روحُ التقدُّمِ | ||
فخاضوا قتالاً وانتقاماً وثورةً | ||
ستحرقُ أركانَ الكيانِ المُحرَّمِ | ||
فلا خيرَ في قومٍ يصَلّونَ فرضَهم | ||
وأطفالُهم تحتَ الصفيحِ المُهدَّمِ | ||
وإن أخلصوا في حَجِهم أو صيامِهم | ||
ولم يغضبوا، نالوا لهيبَ جهنَّمِ |