
سهير العلي تفتتح معرضا من فضاء الوطن لعائشة الرازم
يفتتح يوم السبت السادس من أيار - مايو 2006 في جاليري عشتار / عبدون وتحت رعاية معالي السيدة سهير العلي وزيرة التخطيط معرض من فضاء الوطن ، وذلك في الساعة الخامسة من مساء اليوم السبت حيث انجزت الشاعرة التشكيلية عائشة مجموعة من الأعمال الفنية المرتبطة بالبحر والطبيعة الخاصة بالأرض والمواسم في الوطن ، ومنها أعمال فنية تجاوزت حدود السرية في الاختباء بين اطراف اللوحات الخاصة بعائشة وظهرت أخيرا للعرض بعد ان مضى على إنتاجها ورسم ملامحها سنوات عديدة ! وهذه اللوحات الزيتية المتوازنة بين البحر والهواء والبر تقلدت اساور الجمال والهيبة اللونية الكامنة بين الازرق والأحمر والبنفسجي ونالت من اللون الاخضر اعمق القيعان في زمرد التشكيل اللوني ! حتى ظهرت ببهاء الكتل المتناسقة الموسومة بالتكوين كأنها روح البحر المعانقة مع الحقل ، وهذا يعتبر جديد الشاعرة التشكيلية عائشة الرازم الذي ستحمله جدران معرض عشتار الذي ينشط بتميز في تعزيز النصوص اللونية والشعرية بين جنباته الثقافية !
والجدير بالذكر أن الشاعرة التشكيلية عائشة الرازم والتي تحرص كل الحرص على الغرف من ينبوع الحركة اللونية لتشكيل الكلمة في مسيرتها الإبداعية قد رسمت منهجاً اعدته برنامجاً واضحاً لعرض تعب الريشة والإصبع والكف ثاث معارض في كل عام كما صرحت ، حيث تقطر الكف بثاً مباشراً من الهيئة الروحية والشكلية للتكوين الفني عندها !!! ويظل اللون الاسود الغامق عند الشاعرة التشكيلية عائشة هو مزيج الدمع والدم والهواء ، وهو الموازي الموضوعي للألق الفني عند الريشة العملاقة في يد أي فنان يحب الأرض والإنسان الحزين الجريح ويسعى لإنقاذ الحمام من نوح الجراح ، وتتميز لوحات عائشة بنفس الروح العاشقة لألوان الطبيعة ، فتقول ان كل ألوان الدنيا هي ألواني . اما القامق الاسود فهو سيد الحداد على ساحة البكاء الرحيم في دنيا الآلام !
وتقول عائشة الرازم عن ألوانها القاتمة :
والحقيقة أنني حينما سحبت اللون الأسود من شريانات قلبي الملون ، العاشق لألوان الحياة وروعة قوس قزح ، وجدته يضاهي الألوان المخزونة في كبدي ...ونتيجة حجم الظلام المخيم على الدنيا ، ونتيجة المعاني الكامنة في كلمة اسود عند السواد الأعظم للإنسانية !!!!!! فلقد اخترت اللون الأسود من بين الأنفاس اللاهثة أمام الوجع كأنها تصرخ من أعماق الرئتين ضد الرماد وضد مخلفات الحريق !!
ارتديت اللون الأسود انا وأعمالي حتى بات اللون عندي توأم التكوين المؤدي للرسالة في أطول رواية يتعشقها ملايين القراء ! وبات التكوين الأسود عندي والنص منبعثين بحدة مثل صرخة تتواءم مع حنجرتها ... فأستطيع أن أسمع الصرخة وأشاهد حلق الحنجرة ! أوأستطيع أن أرى الحنجرة تفغر وتتألم وفي نفس السرعة أسمعها !!
ويذكر أن عائشة قد اقامت مجموعة من المعارض الفنية ولا تتوانى عن الرسم والعمل في كل يوم من تجريب التقنيات والأساليب ، وتستعد الآن للسفر إلى مسقط لعرض اعمالها الفنية !
أما مجموعات عائشة الشعرية فهي تتآلف بين القصيدة فيها واللوحة والأسكتشات الفنية التي تحمل أهواء المضامين الساخرة المدهشة ، والتي تهزأ من الواقع الدميم تجاه الحلم الحميم ! ويعتبر هذا المعرض هو العاشر على مستوى التفرد الشخصي للعرض ، وقد شاركت بمعرض جماعية في كل من لبنان ومسقط والإمارات والقاهرة والجزائر والأردن وإيطاليا والولايات المتحدة والمغرب حينما كانت الرباط عاصمة الثقافة العربية ، وتونس في مهرجان المبدعات العربيات ، وبينالي تونس الدولي تحت عنوان الماء !
وتقول في تعبيرها كشاعرة وأديبة عن نبض اللون في احاسيسها :
أحاول معالجة الأنين في حناجر الأسرى بألواني وأدخل إلى حافة الجرح علني أمسك بأصابعي جرثومة العدوى المتوحشة في زنود البشرية ، وألتقطها مثل نواة الذرة المتفشية في ناجازاكي وهيروشيما وما تبعها من أحقاد ضد الأبرياء ! واهرسها برؤوس أصابعي حتى تتفتت سحقاً ، وحين أعصر أنبوب اللون على رأس إصبعي الشاهد واضغط على الخشب تبتسم الملامح النائحة وتتكاتف العيون الجميلة بتسريحات النساء الواردات على العين ، وحينما أهمس بإصبعي على صدور الجميلات يصعد الأطفال على الأذرع ولا أدري من اين ينسلون ؟ فهم ينسلون بكثرة اللا متناهي من الأشكال المستعطفة المستنجدة !! فأسمي بعضها حسب إنجاب العمل مثل استغاثة النساء ، والأذرع في الضراء وتلك لعمري أعمال احتلت مساحات الوجدان في حنجور القلب الملون عندي !!
فأنظر إلى البث التجريبي في رأس إصبعي الوحيد القادر على انتشال ألف جدارية في لحظة واحدة من مسامات جلده الناعمة !! تلك المسامات التي أذهلتني ببصمتها فأخافتني حينما قلت للتكوين الحزين كن فكان !!!