الاثنين ٢٨ أيار (مايو) ٢٠١٢
بقلم بدعي محمد عبد الوهاب

سوريا والعرب وزين الشام

هل مات فى صوتى الصدى
فلن يستمع يوماً أحد..
هل تبقى أطفالى تئنُّ
وتستجيرُ إلي الأبد..
هل تبقى أشلائى سبايا
يستخفُّ بها الأسد..
أين مناجلى الأولى
بايبلا فى شمالى
هل تاريخى قد سقط..
أين حدائق الزيتون تنمو
في فلسطين الحبيبة
تحت سيفٍ من لهب..
في مصر وفى العراق
في تونس الخضراء تنعى
كل أرضٍ أجدبت..
هل جفَّ ماءك يا فرات
فغدوت وادٍ للضحايا
من دماءٍ يستجمُّ بها الأسد..
صوتى كضوءِ اللهِ يسْرى
وما أتانى من مدد..
فما أرانى قد بلغتُ من المُنى
غير النفور إلى الأبد..
 
لا يا أسد
فغداً سأحكم قبضتى
والحبل دوْماً في يدى
حبلٌ مسد..
والنصرُ يبقى رايتى
جبلٌ وتد..
يرموك لن تبقى كثيراً
تستعين إلي العدد..
يرموك لن تفنى
فإن المجد لا يفني
ولن يفنى الولد..
لا يا أسد
 
في حقبة الأزمان تاريخ طويل
لم يعش فيه الطغاه..
ما أنت منهم غير فردٍ
يستغيثُ إلى قواه..
ما أنت منهم غير فردٍ
ضلَّ الطريق ولم يزلْ
يحبُو علي درْب الحياه..
ستموت في وادى الفرات
فالله لم يترك سماه..
وازئر
فإن الصوت مكلومٌ ومكتومٌ صداه..
واذبح
فإن الدرب منبوذٌ وملعونٌ خطاه..
واعبث
فإن الله لا يبقى سواه..
...
يا زيْن الشام
هل يأتي الأبُّ وفي يده
زهرٌ وضياء..
هل يقـْوى أن يُخبركِ
بأن الزاد على شفتيُكِ
وأن الأحمر فى خديْكِ
بقايا دماء..
هل يقـْوى
أن يحكى قصص الأبطال
صلاح الدين
ويسجن في عيْنيه بكاء..
هل يجْرُأ أن يخبرك
بأنَّ أباكِ من الأعداء..
 
يا زيْن الشام
هل أنتِ أغلى من طفلى
هل أنتِ أطهر من طفلى
هل أنتِ أطيب من طفلى..
هل أنتِ في عيْن أبيكِ ملاك
وفى عينى
رسْمُ الشيطان على طفلى..
 
يا ابنة بنت الأخرس
فلتنظرى فى وجه أسماء..
قولى يا أمِّى
إنَّ الأمَّ الكُبرى تئنُّ على استحياء..
إن الأمَّ الكبرى
تموتُ علي أعتابُ أبى
فالعدلُ رجاء..
لن أقدر يوماً
أن أسكن فى أحضان دمشق
وتلمس يدها جدائل شعرى
ويخرج من شفتيْها دعاء..
فلتهدى أبتى يا أسماء
فلتهدى أبتى يا أسماء
...

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى