سيدتى القصيدة
فلتسقط من جبهتي .. هالات وجد .. ظننت هي التي انتشيها .. وأنا أستند على كتف الحرف المموسق بين طياتها القصيدة .. أنر للآخرين تجربتى التى يلوك بها وجع الوطن الأليم عمّا يسكنه .. كلما استيقظت على ضوء صبحه الممتلئ بالهراء ... لم يكن باقتدار الكلمة في وقتها أن تشكل ساحة أخرى للبوح .. أو تجتنى من سماءها اللؤلؤة المزركشة .. كى تهديها للفقاري .. اليتامى .. والمغيبين على شريطة الموت الآجل .. أدرك تماما باننى الصفر الذي يبدأ من جموع الشعراء .. اننى البذرة التي ما حاق نبتها سوى خلف قصائد الأجداد .. تشتد منهم قُوتها للبقاء .. وتحلم بحور جناتهم المنعمة ..أستند عليهم جميعا بإطلالة الفخر التى تسمو بى إلى فضاءات تعج بنور حكمتهم سيدتي القصيدة .. أنا ما وددت منك سوى الخلاص .. ما وددت منك سوى الانتهاء على مشارفك.. حين بدأتك (بدأتني) بين صفوف العابرين لمدينة باتت كل شوارعها المظلمة .. بعدما غيبتها الحروب طويلا ..وأيقظتها لمرة واحده .. انتصارات المراوغ فى البقاء .. وحبات ما خيبها الظمأ .. بين موائد البارود و النابلم .. بين الأشلاء الملقاة .. والدماء الملطخة على جدرانها البيوت .. بين تقئ السترات على جوانبها الخرائب ... بعدما كتب عليها .. (كان هنا) ..
نزيف من الأسئلة .. كم وددت يوما أن تطارحها قصائدى .. سبيلا للتوجع والخلاص ..فأنا أصوغ نبتتى للجمع المقدر .. وأنتمى للزحف القادم من تلك الربوع المخبأة فى طيات الجنازير .. وغرف السجون .. عذابات البطون حين تجوع .. لهث الألسنة .. خلف نداءات الرحيل ... غياب التمنى إلى بريق القادم .. وعلى وجهه .. إشراقة المستحيل
سيدتى القصيدة .. فى برهانك المجد أعرف .. فى نهرك السر أعرف .. هكذا نلتقى .. ويلتقى معنا ..العمر الذى بات بلا ضريح .. فما عاش سوى بالمقايضة اللاممكنة .. ما بين حزمة الشوك التى مانبتت مرة واحدة سوى من وجع الخلاص..
مقدر علىّ أن أعيش وأرى المدينة هي أول من بارك صهد خطوة تجمح للتحرر .. تقسم بالمجد الآفل فى عيون أبنائها .. كنوز الرحيق المنسدل على وطن جديد