
شكرا تمر حنة..
عبد الله بصمه جي للثرى: الرسم في الدوريات أصابنا بالكسل!!
لم يمنع ضيق المكان في صالة مطعم تمر حنة سبعة من أبرز فناني الكاريكاتير في سورية، من تقديم أعمالهم التي اتسمت بالجرأة، فتراوحت بين السياسي الهادف والفني الساخر، فكانت ألوانهم و خطوطهم اختصارا لفترة من الأحداث التي عاشوها وعبرت عنهم إلى حد بعيد.
عبد الهادي شماع, فارس قرة بيت, عبد الله بصمة جي, حسن إدلبي, نضال خليل, فراس نعوف وعلي حمرا، سبعة فنانين اختاروا أن يقدموا أعمالهم ضمن تجمع قل ما نراه هذه الأيام، في ظل الحضور الخجول لمعارض فناني الكاريكاتير في سورية.
الأعمال التي تم عرضها على جدران القاعة، حملت في مضمونها خصوصية وروح كل فنان برغم التشابه الظاهر في محتواها مجتمعة، فالتردي العربي وحال المواطن والعراق والفساد كانت من أهم المواضيع التي تناولتها اللوحات، ولكن ضمن خصوصية كل فنان وبطريقته الخاصة.
الثرى زارت المعرض والتقت بالفنان عبد الله بصمه جي وكان لها معه الحوار التالي:
من أين أتت فكرة المعرض, و ما هو سبب قلة معارض الكاريكاتير في سورية؟
فكرة المعرض لم تأتي بشكل فردي و إنما إدارة تمر حنة هي التي بادرت بالاتصال بنا من أجل إقامة المعرض وبالنسبة لقلة معارض الكاريكاتير فالسبب يعود إلى أن رسامي الكاريكاتير تكون الجريدة أو المجلة هي المنبر بالنسبة لهم و هي بمثابة المعرض اليومي لأعمالهم فالفنان ينشر في الجريدة أو المجلة وهي بالتالي تقدم الانتشار و الشهرة لهم فيتكاسل عن إقامة هكذا معارض على خلاف رسامي الفن التشكيلي الذين لا يجدون سوى المعارض كوسيلة للانتشار ونشر نتاجهم الفني
لماذا سبع فنانين؟
لم نفكر في الأسماء و كنا نود أن يكون العدد أكبر بكثير و لكن عندما أتينا تفاجئنا أن الصالة صغيرة فاضطررنا لحصر المعرض بعدد محدد من الأسماء
ما أهمية المكان بالنسبة للفنان عبد الله بصمة جي ؟
من المعروف أن الفنان يختار الصالات التشكيلية في البلد و هناك ظاهرة في هذه المنطقة هي أن معظم المطاعم أو" كوفي شوب" يوجد فيها صالات عرض أو كاليري، وهذا شيء جميل لتنشيط الحركة التشكيلية, طبعاً مكان المعرض مهم جداً كون المعرض في منطقة دمشقية قديمة و يتمتع بكثافة سكانية، فكان هناك شيء ملفت للنظر في الافتتاح ..عدد كبير من الأجانب ليسوا من السياح أو ما شابه، بل معظمهم من الدارسين المتواجدين في البلد من الذين يدرسون لغة عربية أو ما شابه ذلك
إذا فقد كان يوم الافتتاح مميزا؟
الافتتاح كان جيد جداً يومها كان هناك ثلاثة تقاطعات فنية، هناك معرض تشكيلي وافتتاح مسرحية في نفس اليوم، فالناس توزعت في تلك الأماكن، لذلك لم يتواجد النقاد بشكل كبير وكما ذكرت أن الشيء الملفت للنظر كان تواجد الأجانب المثقفين وليس السياح.
ما الإفادة التي تحصلون عليها من هكذا معارض؟
– بحب أن أقول هنا أن الجريدة تقدم لنا معرض يومي لكن المشكلة في الجريدة هي أننا لا نرى هذا المتلقي أو القارئ الذي يرى الرسوم و لا نعلم ردود أفعاله و لكوني أعمل في جريدة الوطن السعودية التي تصدر من هناك، فإن رسومي تنشر في الصحيفة السعودية، و لكني لا أرى أحد هنا جغرافياً. المعرض يمكنني من معرفة ردود أفعال الناس، فحين أقف في زاوية للتعرف على ردود أفعال الناس دون أن يعلموا بوجودي هذا يمكنني من التعرف إلى ردود أفعالهم فآخذ الحقيقة منهم وهذا شيء جميل وهناك أشياء قد نكتشفها لم نكن نكتشفها في السابق عندما نقوم بعملنا اليومي لا نرى المتلقي أما هنا فنراه و ردود أفعاله الحقيقية اتجاه أعمالنا.
جميع اللوحات الموجودة في المعرض تحمل في مجملها الطابع السياسي، فهل تم عرض جميع اللوحات التي كنت ترغب في عرضها في المعرض أم تم استبعاد بعض اللوحات و ما السبب بصراحة؟
تم استبعادها بشكل مباشر لا، و لكن وجود الرقيب الذاتي الذي يعرف الخط الأحمر يمكننا من المناورة إلى يمين أو الشمال إلى آخره، لكن المهم ألا أتجاوز هذا الخط، كل فنان محترف يعرف حدوده و يعرف كيف يتجاوز هذا الخط و متى، و هذه الأعمال منتقاة لسبب بسيط هو أن الأعمال التي تنشر يومياً هي أعمال ليست كلها صالحة للعرض في المعارض فالعمل اليومي يستهلك الفنان فلا يستطيع أن يقدم كل يوم نفس السوية، فدائماً هناك تحت و فوق في العمل المقدم، فالأعمال المقدمة منتقاة.
برأيك إذاً لم يكن هناك رقابة غير الرقابة الذاتية؟
في الحقيقة هناك أعمال تتمتع بجرأة غير صالحة للنشر في صحفنا المحلية وعلينا أولا أن نفرق بين الجريدة و المعرض و الكتاب فلكل منهم خط أحمر, دائماً في المعارض يكون هذا الخط أوسع لسبب بسيط أن الجريدة تصل إلى أكبر شريحة من القراء وتصل إلى الخارج، أما المعرض فعدد زواره قد يتجاوز ال500 زائر وهذا رقم مقبول.
إذا استعرضنا لوحاتك الموجودة في المعرض ما هي أحب لوحة بالنسبة لك؟
أحب لوحة هي التي لم استطع نشرها, لا أستطيع هنا أن أقول أحب فنحن اتفقنا أن هذه اللوحات منتقاة.
هل يوجد لوحة من لوحاتك بعد أن وضعتها على الجدار تأملتها وشعرت أنها مختلفة أي أنك قصدت بها معنى و هي تبدو الآن بمعنى آخر؟
ليس هذا بالضبط ولكن الاحتكاك المباشر بالمتلقي ينبهنا إلى أشياء لم نكن نعيها من قبل، هناك لوحة مثلا فهمها الناس بمعنيين، فشعرت أني لم استطع أن أوصل المعنى الحقيقي لهم.
هل هناك طرح لأن تكون فكرة التجمع بشكل دائم؟
– من الضروري أن يكون هناك تجمع سنوي أو ما شابه، يضم أكبر عدد من فناني الكاريكاتير و لكن المشكلة هي أننا ننظر أكثر مما نفعل.
أقمتم ندوة على هامش المعرض ماذا تناولتم فيها؟
لسوء الحظ كان الجو غير مناسب مما أدى إلى قلة عدد الحضور، نوعاً ما كانت الندوة مقبولة و جمهور الصالة كان من الصحفيين و المهتمين بالكاريكاتير.
هل سنرى لك قريباً معرضا خاصا؟
أعمل في هذه المهنة منذ ربع قرن تقريبا و حتى الآن المعارض التي أقمتها تعد على أصابع اليد الواحدة، وأول معرض فردي لي كان قبل نحو سنتين وهنا أحب أن أوجه ملاحظة إلى الشباب الذين لم ينتشروا بعد و أقاموا معرض أو معرضين، أقول لهم أن المعرض ليس لعبة و هو بمثابة محرقة، يجب أن يعلموا أن هناك وقت لأنه يجب أولاً أن يثبت نفسه على الساحة و بعدها يفكر في اقامة معارض.
وحول التغطية الإعلامية للمعرض قال الأستاذ بصمه جي:
للأسف الإعلام هنا لم يأخذ دوره حتى الآن وهو لم يعطي الفنانين حقهم، فمجلتكم الثرى هي الصحيفة الوحيدة التي كتبت عن المعرض وأنت أول صحفية تأتي لتجري لقاء صحفيا، على الرغم من وجود عدد هائل من الصحف وخاصة الصحف والمجلات الخاصة، وهنا أتسائل أين هؤلاء. مقارنة بسيطة سأجريها، عملنا في لبنان معرض لرسامين سوريين كان عدد الصحافيين الموجودين أكثر ممن أتوا لحضور المعرض، حتى أني أتذكر باليوم الأول كان عدد الصحفيين الذين يريدون أجراء لقاء معنا كبير جدا لدرجة أننا اعتذرنا عن إجراء المقابلات لسبب بسيط جداً أننا لم يعد لدينا شيء نعطيه، فضلا عن محطات التلفاز التي كانت حاضرة، علما انه لم يكن هناك عصر فضائيات والمعرض كان يتنقل بين طرابلس و بعقلين وكنا نواجه الشيء نفسه أينما ذهبنا، لا أعرف ما هو سبب هذا التقصير مع وجود عدد كبير من الصحف أين هؤلاء وماذا يفعلون