الخميس ٢٨ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠٠٦

شوقي الماجري يبدأ في "الاجتياح"

يبدأ المخرج التونسي شوقي الماجري بداية الشهر القادم من العام الجديد، العمل في أهم وأبرز أعماله الذي ينتجه وينفذه المركز العربي للخدمات السمعية البصرية في عمّان، ويحمل حتى الآن اسماً مؤقتاً هو "الاجتياح" بقصة زاخرة بالحوادث والتفاصيل الواقعية والموثقة من واقع الحياة اليومية الفلسطينية في فترة الاجتياح الإسرائيلي للمدن الفلسطينية، حيث يقدم الماجري تفاصيل هذه الحكاية الممزوجة ما بين القصة الواقعية، والتوظيف الدرامي، موزعةً على ثلاثين حلقة تلفزيونية تعرض في شهر رمضان القادم.

تدور أحداث العمل، الذي كتبه رياض سيف، في خيط درامي يتوزع ما بين عدد من المدن الفلسطينية، حيث رام الله المدينة التي تعتبر عصب الضفة الغربية الاقتصادي والسياسي، والتي حوصر فيها الرئيس الفلسطيني في داخل "السرايا" حتى وفاته، مروراً بجنين ومخيمها الذي سطر فيه المقاتلون الفلسطينيون أبرز معارك الدفاع عن الوطن، مستعرضاً التدمير والتخريب اللذين لحقا بالتراث الحضاري والثقافي في المدينة ومخيمها الذي تعرض لواحدة من أبشع المجازر الدموية في القرن الواحد والعشرين، ليساهم العمل في تنوير الرأي العام العالمي بالجرائم ضد الإنسانية التي يقترفها جيش الاحتلال الإسرائيلي، وفضح جرائم هذا الاحتلال التي ألحقت أفدح الضرر بالبنية التحية، والأماكن والمقدسات الإسلامية والمسيحية.

وصولاً لبيت لحم، المدينة الدينية، ذات الأهمية التاريخية على مستوى العالم، حيث “كنيسة المهد”، أولى الكنائس في العالم، والتي حملت صورةً ساميةً ونادرةً للعالم عن التلاحم المسيحي الإسلامي في وجه الاحتلال، في لجوء المقاتلين الفلسطينيين إلى الكنيسة، التي حاصرهم الجيش الإسرائيلي فيها، وهدم أجزاءً منها، ليعيد للذاكرة ذات مشهد تدميرها سابقاً على يد جماعة من اليهود، خلال حربهم ضد البيزنطيين، و أعاد بناءها الإمبراطور جوستنيان على الموقع نفسه.

يأتي هذا العمل بكل تفاصيله الزاخرة بمشاهد التآخي، والتلاحم الشعبي الفلسطيني، في وقت يحتاج الشعب الفلسطيني لما يذكره بضرورة وحدته وتآخيه، مذكراً ببطولات مقاتلين بذلوا الغالي والرخيص من أجل أمتهم، وأوطانهم في معركة التحرر والاستقلال، عارضاً صوراً لآثار الاعتداءات الإسرائيلية على التراث الحضاري والثقافي الفلسطيني، لإطلاع المجتمع العربي والدولي على صورٍ من الدمار الذي لحق بهذا التراث الحضاري الخالد، وبمعالمه التاريخية، وبمآثره الدينية والثقافية التي تمثل ثروة ثقافية وحضارية مشتركة بين الإنسانية جمعاء لا يمكن التفريط فيها أو التخلي عن حمايتها.

ويمزج العمل ما بين توظيف الشخوص الحقيقيين، الذين شاهدهم الناس على شاشات التلفاز في فترة الاجتياح، مثل محمود طوالبة وأبو جندل، وما بين الخيال الدرامي المتقن، مسلطاً الضوء على المنحى الإنساني في تفاصيل الحياة اليومية الخاصة للمواطن الفلسطيني، سواء العاطفية أو الاجتماعية، التي تبرز تكاتف الناس، وتضحيتهم في أكثر اللحظات اختباراً لإنسانية الإنسان، وهي تلك اللحظات من الحرب التي لا تلتقطها شاشات الفضائيات الإخبارية.
حيث تمتزج تفاصيل العمل بين معارك التصدي للاجتياح، وقصص الحب العاطفية السامية، من خلال الصورة التي تجسد اللحظة الإنسانية، والتفاصيل اليومية.
ويتناول العمل كذلك إرهاب الدولة الذي تمارسه "إسرائيل" على الشعب الفلسطيني، المتحصنة بدعم بعض القوى الدولية، ضاربةً بعرض الحائط المواثيق الدولية، واحتجاجات المجتمع الدولي.

"اجتياح" عمل درامي إنساني، بالحكاية الفلسطينية الخالصة، بأبعادها الاجتماعية، والسياسية، والإنسانية، يضع مشاهديه، وجهاً لوجـه، مـع الحياة بكل تقلباتها وتناقضاتها وألوانها؛ حيث تتقاطع قصص الحب الإنسانية العاطفية، مع التفاصيل الدامية، وتلتقي التفاصيل الإنسانية مع مجريات الحياة اليومية، بكل تعقيداتها.
يذكر أن الماجري قد أخرج عدداً من الأعمال العربية التي حصلت على جوائز عربية وعالمية، كان أخرها مسلسل "أبناء الرشيد: الأمين والمأمون" الذي حصل على ذهبية مهرجان القاهرة للإذاعة والتلفزيون عن الدراما التاريخية، وكذلك الطريق الوعر، وشهرزاد، وعمر الخيام، والأرواح المهاجرة، وإخوة التراب ج2، وتاج من شوك، وهي أعمالٌ قد حققت رواجاً وإقبالاً جماهيرياً كبيراً.

صالة العرض


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى