السبت ٨ كانون الثاني (يناير) ٢٠٠٥
بقلم أشرف شهاب

صابرين: نجاحى فى مسلسل أم كلثوم سلاح ذو حدين

حصل مسلسل أم كلثوم، على نصيب الأسد من جوائز مهرجان القاهرة للاذاعة والتليفزيون، الذى اختتم فعالياته بالقاهرة مساء السبت الخامس عشر من يوليو الماضى. حصل المسلسل على الجائزة الذهبية كأحسن مسلسل تاريخى، وحصلت الفنانة صابرين على جائزة أفضل ممثلة ، فى حين حصل الممثلان أحمد راتب، وكمال أبو رية على جائزة أحسن ممثل مناصفة، وفاز محفوظ عبد الرحمن بجائزة أفضل سيناريو وحوار، ونبيل سليم أحسن ديكور، وأحسن اخراج لمخرجة المسلسل انعام محمد على. فى عز هذا التألق، والفرحة، التقت فلسطين بالفنانة النجمة، صابرين، التى أذهلت الجميع باتقانها دور كوكب الشرق، وأجرى معها مراسلنا فى القاهرة: أشرف شهاب، الحوار التالى:

 فلسطين: نقدم لك التهنئة فى بداية حوارنا على فوزك المستحق بجائزة أحسن ممثلة عن دورك فى مسلسل أم كلثوم.
 صابرين: أشكركم جدا جدا، الحمد لله ان ربنا وفقنى، ونجحت فى تقديم الشخصية بالشكل اللائق.

 فلسطين: شاءت الاقدار ان يكون عرض المسلسل على شاشات التليفزيون متزامنا مع الذكرى الخامسة والعشرين لرحيل الفنانة أم كلثوم، فما الذى ربط بين الفنانة صابرين، وأم كلثوم.
 صابرين: عندما رحلت أم كلثوم عن عالمنا، كنت طفلة صغيرة، ولا اتذكر سوى أننى بكيت بشدة عندما شاهدت جنازتها على شاشة التليفزيون. ورغم أن عمرى وقتها لم يتعد 5 سنوات، إلا أن مشهد الجنازة مازال عالقاً فى ذهنى. وأدركت وقتها أن هذه السيدة كان لها شأن كبير فى عالم الفن، والغناء، وبعد سنوات كثيرة من عملى بالتمثيل، فوجئت بالمخرجة إنعام محمد على ترشحنى لأداء شخصيتها. أنا فى ذلك مثلى مثا جميع من أحبوا أم كلثوم، واستمتعوا بفنها، وصوتها الجميل.

 فلسطين: ثارت خلافات عديدة حول اسم الفنانة التى ستؤدى دور أم كلثوم، بعضهن كن يتخوفن من عدم النجاح، فكيف واتتك الجرأة للاقدام على هذه المغامرة؟
 صابرين: بصراحة، هذه فعلا مغامرة. وأنا فى البداية لم أكن أعلم مدى المسئولية الخطيرة التى ستترتب على أدائى لهذا الدور. كما كانت هناك، كما أشرت أنت، خلافات كبيرة بين بعض النجوم حول هذا الدور. وكنت أقول فى نفسى: مستحيل أن أقوم بأداء هذه الشخصية. حتى عندما كنت أتحدث مع الزميلة الفنانة إلهام شاهين، وهى كانت إحدى المرشحات لهذا الدور، كنت أقول لها إنه دور صعب جداً على أية ممثلة. ولكن بعد أن قرأت المسلسل، وهو مازال على الورق شعرت أننى سأقوم بعمل وطنى وفنى صادق.. وأنه يجب أن أضحى بكل شئ من أجل هذا الدور. فإما أن أنجح فىأدائه، أو أجلس فى بيتى، وأعتزل فن التمثيل الذى نشأت فيه منذ طفولتى المبكرة، وبالفعل تحديت نفسى ووضعتها فى هذا الاختبار الصعب.
 فلسطين: نعترف لك بأنك ممثلة موهوبة. ولكن كيف استطعت أن تجسدى أم كلثوم، وعلاقتها بجميع الشخصيات الفنية والسياسية فى تلك الفترة، رغم صعوبة هذه العملية؟
 صابرين: بعد أن قرأت النص، بدأت أستمع لجميع أفلام وأغانى أم كلثوم. وأجلس مع والدى ووالدتى لأسمع منهما تفاصيل الحياة الفنية، وعلاقة أم كلثوم بالزعيم الراحل جمال عبد الناصر. لقد كانت البداية بأن أحببت عصر أم كلثوم، وتمنيت أن أعيش فى تلك الفترة الخصبة من تاريخ مصر. وعندما وقفت أمام الكاميرا للتصوير، تقمصت شخصية أم كلثوم وجعلتها بداخلى. وكنت طوال حلقات المسلسل أشعر بأننى أدافع عنها. أدافع عن الشخصية الفذة التى أحببتها أكثر من أى شئ أخر. حتى فى المشاهد التى جمعتنى بالزعيم جمال عبد الناصر، أو مشهد التنحى، ووفاته، كنت أشعر أننى أمام الزعيم عبد الناصر فعلاً، وليس الممثل رياض الخولى. وكذلك مع باقى أبطال المسلسل أحمد رامى، والقصبجى والسنباطى، فكنت أشعر أننى أتحدث معهم فعلاً. وأعتقد أن هذا الشعور هو الذى ساعدنى على أداء الشخصية بالصورة التى أعجبت الجماهير.

 فلسطين: مع بداية عرض المسلسل، كيف كان شعورك مع أول حلقة تظهر فيها أم كلثوم "صابرين" خاصة بعد أن حقق المسلسل نجاحا كبيراً منذ الحلقة الأولى؟
 صابرين: كنت أعيش أصعب لحظات حياتى. ففى اليوم الأول لظهورى، فى الحلقة الرابعة، كنت أجلس، ولا أرد على أحد فى التليفون، وأشعر بمغص حاد، وإسهال، وهبوط شديد. وكنت أخشى أن يضيع مجهود جميع من عملوا معى فى المسلسل خاصة أنهم جميعاً كانوا قد ظهروا فى الحلقات الأولى من المسلسل. ولم يعد يتبقى سوى ظهور أم كلثوم. وكانت المسئولية كبيرة، إما أن يستمر النجاح للمسلسل أو أن ظهورى سيهبط به إلى القاع. وبعد أن أنتهت الحلقة الرابعة. تلقيت ردود الفعل من خلال التليفون. وهنا فوجئت بالجميع من فنانين زملاء، ومشاهدين من مصر وجميع أنحاء الدول العربية، والنقاد والصحفيين يهنئوننى بهذا الأداء والنجاح الكبير. وهنا بكيت بهستيريا شديدة. فقد بدأت أحصد ثمار عامين من التعب، والإرهاق.
 فلسطين: وكيف كان شعورك بعد نهاية المسلسل؟

 صابرين: كنت طوال الحلقات فى حالة من التوتر والقلق والخوف والرهبة. شحنة من جميع المشاعر الإنسانية، التى لا أعتقد أنها انتابت أى ممثلة من قبل. فقد كانت جميع المشاهد ليست على درجة كبيرة من الأهمية فقط، بل كانت "مرعبة" لذلك لم أشعر بالراحة التامة إلا بعد مشاهدتى لجنازة أم كلثوم فى الحلقة الأخيرة من المسلسل. وهنا أطلقت لمشاعرى العنان فى التعبير عن النجاح، فأحيانا أبكى بشدة، وأحيانا أخرى أضحك بشدة، وأحيانا أكون صامته أفكر.

 فلسطين: تفكرين فى ماذا؟
 صابرين: فى ماذا بعد ذلك؟ نجاحى فى مسلسل أم كلثوم سلاح ذو حدين، لذلك يجب أن افكر جيدا فى الخطوة التالية.
 فلسطين: فى المشاهد الأخيرة من المسلسل، ومع وصول كوكب الشرق إلى سن 75 عاما، قبل وفاتها مباشرة، كيف استطعت أن تجسدى هذه المرحلة لأمرأة مسنة. وأنت مازلت فى سن الشباب؟

 صابرين: طول عمرى وأنا شخصية حماسية، بمعنى أننى عندما أتحدث، فإن كل شئ فى جسمى يتفاعل معى، يدى وشعرى وقدمى. ولكننى تحديت نفسى وكنت أخشى على أم كلثوم أكثر من خوفى على نفسى. ونظراً لأننى " معجونة" فى الفن من صغرى، فقد علمت أن الأنسان قبل وفاته تنتابه أحيانا "صحوة الموت" وهى التى تجعله مثل الطفل الصغير فى جميع تصرفاته، ويبدو فى أفضل حال، ولكن فجأة يباغته الموت. ولذلك عندما جسدت هذه المشاهد كنت أشعر بألام كبيرة فى معدتى، وأشعر أن ملامحى ترتجف. حتى فى المشهد الأخير الذى أصيبت فيه أم كلثوم بانفجار فى المخ، أطلقت صرخة كبيرة كانت هى صرخة الموت، وقد أصبت فيها بشرخ فى أحبالى الصوتية مازلت أعانى منه حتى الآن.

 فلسطين: هل صحيح أنك تعمدت زيادة وزنك حتى تتقارب ملامحك أكثر مع أم كلثوم؟
 صابرين: أيوه. صحيح. لقد فعلت هذا عمدا، لأن وجهى أصغر من جسمى على عكس أم كلثوم التى كان وجهها يعطيك انطباعا بأنه أكبر من جسمها. لذلك تعمدت زيادة وزنى حتى يظهر ذلك على وجهى خاصة فى منطقة أسفل الذقن، وهو ما كان يميز وجه أم كلثوم. لقد كنت حريصة كل الحرص على أن أصل إلى أقرب صورة من وجه أم كلثوم، لأنه أكثر شئ سوف يساعدنى على التعبير وظهور جميع الانفعالات التى تعبر عنها ملامح الوجه.

 فلسطين: هل كنت تتوقعين هذا النجاح؟
 صابرين: بصراحة.. لأ.. و مش أنا بس، ولكن جميع العاملين فى المسلسل من مؤلف ومخرج وممثلين وفنيين، لم نكن نتوقع هذا النجاح المذهل. ولكن أستطيع أن أقول إن أم كلثوم كانت قدم الخير، ووش السعد علينا جميعا. لقد تعاملنا جميعا مع أم كلثوم بضمير حى، لذلك كان النجاح بحمد الله حليفنا. ولو كنا نتوقع هذا النجاح منذ البداية لكنا قدمنا المسلسل فى أكثر من جزء، حتى نقدم للمشاهدين تفاصيل أكثر عن حياتها وعلاقتها بمن حولها.

 فلسطين: هل معنى ذلك أنك تشعرين أن هناك تقصيراً فى علاقة أم كلثوم ببعض الشخصيات التى لم تأخذ حقها فى المسلسل؟
 صابرين: فعلاً كنت أتمنى أن تكمل الحلقات علاقة كوكب الشرق بالموسيقار بليغ حمدى، وكذلك سيد مكاوى والشاعر كامل الشناوى ومأمون الشناوى، فقد كان لكل منهم معها صولات وجولات مع أم كلثوم.
 فلسطين: بعد هذا النجاح وهذه المسئولية الكبيرة. ماذا سوف تقدمين للمشاهدين فى الفترة القادمة؟
 صابرين: هذا ما يشغلنى هذه الأيام، فقد اعتذرت عن ثلاثة مسلسلات، كان المفروض أن أبدأ تصويرها، بعد مسلسل أم كلثوم، ولكن بعد هذا النجاح غير المتوقع، لا يمكننى المغامرة بأى عمل. لذلك لا أعتقد أننى سوف أدخل أى عمل جديد إلا بعد فترة من التفكير والاختيار الجيد. ولكن تراودنى هذه الأيام فكرة مسلسل يروى قصة أم مصرية، ورحلتها مع ابنها الذى أصيب بمرض خطير، ورحلة كفاحها معه داخل وخارج مصر.

 فلسطين: وما هو البريق الذى ترينه فى مثل هذا الموضوع؟
 صابرين: من وجهة نظرى هذا الموضوع، هو موضوع كل أم مصرية تحب بيتها، وتحافظ على أبنائها وتساهم بكل ما منحها الله من قوة، وحب، وحنان، للمحافظة على أسرتها الصغيرة. وسوف أعطى هذه الفكرة لأحد الكتاب الكبار ليكتب لها السيناريو والحوار لتكون هى أول أعمالى الدرامية بعد أم كلثوم.
 فلسطين: نشكرك على هذا الحوار اللطيف، ونتمنى لك التوفيق باسم قراء مجلتنا فى كل أعمالك القادمة.
 صابرين: شكرا.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى