الثلاثاء ٢٣ أيار (مايو) ٢٠٠٦

صدور الجزء الثالث من أنثولوجيا الأدب العربي المهجري المعاصر .

صدر مؤخراً عن دار صادر في بيروت الجزءُ الثالث من أنثولوجيا الأدب العربي المهجري المعاصر التي يشرف عليها ويحررها د. لطفي حداد. جاء الكتاب في أربعمائة صفحة من القطع الكبير بتجليد فني مشابه للأجزاء السابقة. شمل هذا الجزء ستة وخمسين شاعراً وروائياً عربياً يعيشون في أوربا، أستراليا وأميركا مع مقدمة خاصة في ثلاثين صفحة. تقع الأجزاء الأربعة الصادرة حتى الآن في 1800 صفحة تقريباً وتشمل حوالي مئتين وخمسين أديباً عريباً أو من أصول عربية (الجزء الرابع مختص بالأدباء العرب الأميركيين).
ومما جاء في مقدمة المحرر:

"يأتي الجزء الثالث من أنثولوجيا الأدب المهجري ليكمل العمل الموسوعي الخاص بالأدب العربي المكتوب خارج الوطن العربي، وما أغزره. تتوضح الرؤية مع الزمن، وتنضج الفكرة بالاقتراحات المقدّمة من الأصدقاء المهتمين بالموضوع، والقراء المتابعين لهذه الظاهرة المهجرية الجديدة.

شمل الجزءان الأولان أكثر من مئة وعشرين كاتباً عربياً يعيشون في الخارج بين أوربا وأميركا وأستراليا، لكنهما جاءا ناقصين، لصعوبة التواصل مع بعض الأدباء، ورغبتي في الحفاظ (داخل العمل) على نسيج من الأدب المهجري متجانسٍ ومتنوع في الوقت نفسه، فلا تطغى فئة على أخرى، أو تيار فكري أو أدبي على آخر، كذلك سعيي أن أضم كتاباً من جميع البلاد العربية، وكل الأجيال، والجنسين.
هذا الجزء (الثالث) يكمل الأولين، ليصل عدد الأدباء إلى المئتين تقريباً. لا أزعم أنني شملت كل من يكتب خارج الوطن العربي، ولا أقول إنني حصرت جميع الأصوات والأقلام، لأن الهدف من هذا العمل الأنثولوجي -كما تدل التسمية - هو جمع مختارات أدبية تعبّر عن حضور أدبي معين في زمن ما من تاريخ أدب ما. ربما استطعت أن أصور عبر كثير من القصائد والقصص ومقاطع الروايات ظاهرة أدبية جديدة نضجت في العقود الأربعة الماضية، حتى صارت لافتة للنظر رغم تهميشها، ومثيرة للاهتمام رغم ابتعادها الجغرافي، واختلاف همومها عن الوطن الأم
.
في هذا الجزء عددٌ أكبر من أدباء الجيل الجديد، وهم ظاهرة مدهشة لأن معظمهم لا يفكّر في العودة إلى البلاد العربية، كما أن كثيراً منهم قد تأقلم على الحياة الغربية (خصوصاً في أوربا)، بل إن بعضهم بدأ الكتابة باللغة الجديدة كالهولندية والإسبانية والإنكليزية
.
السؤال هنا: هل سيضعف الأدب العربي في الخارج ويذوب في البوتقة الغربية نتيجة الابتعاد عن الجذور، حين يتكلم الجيل الثاني أوالثالث لغة البلد الجديد كما حدث في المهجر الأميركي! أم أن الثقافة العربية ستعطي الحضارات المجاورة والثقافات المختلفة فرادتها وتراثها الراقي، وتتبادل معها غنى الأدب وفيض الثقافة دون الذوبان أو الانحلال والضياع
.

اهتم الجزء الرابع بالأدب العربي الأميركي المعاصر المكتوب باللغة الإنكليزية، وقد صدر قبل هذا الجزء (الثالث) لأسباب فنية. سيكون الجزء الخامس (قيد التحضير حالياً) حول الأدب العربي في المهجر الأميركي في النصف الأول من القرن العشرين (أيام جبران والريحاني) مع تسليط الضوء على كثير من الأدباء الذين لا يعرفهم الدارسون والمهتمون إلا قليلاً. وهناك حلم أن يكون الجزء السادس حول الأدب العربي الفرنسي -أي المكتوب باللغة الفرنسية- وهو غزير وناضج ومهم عالمياً."

ومما جاء أيضاً في المقدمة: "هل يمكن أن يكون المنفى جميلاً كما يقول إدوارد سعيد؟. كيف يستطيع المثقف أن يعيش التناقض كل يوم في حياته؟، وهل ينعكس ذلك على الأدب المكتوب في المنفى!. بعض الأدباء تأقلموا في أرضهم الجديدة ورأوا فيها "أرض ميعاد" على الأقل فكرياً وأدبياً. أما الآخرون فما يزالون يصارعون أحلامهم ويعتركون في صومعاتهم مع الحظ الخائن، والزمن التافه. هل يمكن أن يتحول الأديب المنفيّ من الفشل إلى النجاح، ومن العزلة إلى الانفتاح، ومن المنفى البارد إلى الوطن العالمي!"


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى