الخميس ١٥ آذار (مارس) ٢٠٠٧
بقلم صالحة رحوتي

صمود...

البيت يتماسك في حذر، و يوصي الجدران بألا تكف عن مد الأيدي...طول المدة يضني و يفل الساعد... لكن...

ريح تعوي تعرف وجهتها، تأتي من كل الأنحاء، وتجمع شمل اللبنات، همهمة منها

و الرغبة في ضم الأخرى تتوالد في عمق الذرات...

يشاكسه السقف ذاك البيت، يود السقف لو استعلى بعض الشيء، يستطلع تباشير

الهجمة حتما آتية، و يخاف عليه هو من طلائع غدر...

والريح أبدا تعوي تنذر بنذير السوء، و أنين بيوت انبقرت منها الأحشاء، و ما

انحشرت منها الأجزاء في قبر يؤويها، فاغرة فاها وفيها حتى بعض الأشلاء، أيدي

سوداء متعفنة...أمعاء...وحتى عيون تختزن القهر، و خلايا أدمغة ما هنأت براحة

موت تنسيها عبء حياة ولت...

و صلاح الدين مر قرب البيت يحمل سيفا... عزاه...

ـ قال و جنود الثأر امتشقوا سيوف الغضبة فيه:
أما من جند؟؟؟

ـ فقال البيت و دمعة انسلت من نافذة فقدت جفنيها:

فرسان هنالك في رباط البذخ...

و رهبان اعتكفوا في محاريب اللذة يتلون تعاويذ من أجل الوطن الغالي...


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى