الاثنين ٣ نيسان (أبريل) ٢٠٠٦

صنعاء تعرض ثماني مسرحيات بالعيد العالمي للمسرح

عرضت في قاعة المركز الثقافي في صنعاء ثماني مسرحيات, احتفاء باليوم العالمي للمسرح, واعتبر عرضها غير كاف في اليمن بالنظر إلى عراقة وجود المسرح باليمن، إذ يحتفي بمرور 102 عام على ظهوره في عدن جنوبي البلاد.

وبدأت العروض المسرحية الاثنين الماضي بمسرحية بعنوان "الفيروس" لمؤلفها ومخرجها الفنان الكوميدي يحيى إبراهيم, وهي تتناول قضايا اجتماعية بأسلوب كوميدي ساخر.

وتلتها الثلاثاء مسرحية "نادي الكبة"، فيما شهد الأربعاء مسرحية سورية فرنسية مشتركة مترجمة عن "ملحمة جلجامش" العالمية، وقد ترجمها السوري فراس السواح.

ومساء الخميس قدمت نجوم فرقة المسرح اليمني مسرحية "أنت"، في حين تعرض الجمعة مسرحية "المجهول" لفرقة فون لايت الفرنسية، فيما سيشهد السبت عرض مسرحية "خريج ولكن" لفرقة الشموخ اليمنية.

ويختتم الأحد المقبل بحلقة نقاش تركز بدرجة أساسية على العروض المسرحية التي عرضت، وتتناول نقدها وتقييمها والخروج برؤية مستقبلية لتطوير المسرح اليمني والرفع من قدراته وإمكانياته.

فرصة للتحفيز

وأكد وزير الثقافة خالد الرويشان أن احتفاء اليمن باليوم العالمي للمسرح يمثل فرصة لتحفيز هذا القطاع لتحقيق مزيد من النجاح، بما يمكنه من تجاوز كافة الإشكاليات وصولا إلى تحقيق المستوى المنشود من الأداء المسرحي، ليبقى فعلا ثقافيا متواصلا ونشاطا لا يتوقف على مدار العام.

وأضاف الرويشان في تصريحات صحفية أن وزارته لن تألو جهدا في سبيل منح المسرحيين اليمنيين كل الدعم اللازم، في إطار ما يحظى به المسرح من اهتمام ورعاية باعتباره الفن الأول والمقدمة التي لا بد منها لتفعيل كافة الفنون.

واعتبر العروض المسرحية بداية جيدة لعروض أخرى أفضل مما يشجع المشاهد والجمهور اليمني على تعزيز علاقته بالمسرح. وقال الرويشان "عندما نتحدث عن المسرح فإننا نتحدث عن أرقى أنواع الفنون بمختلف مسمياتها وأشكالها، لأن المسرح هو التجسيد الحي والفن الشامل والتفاعل الذي يخلق حالة من الوعي".

حالة قلق

بالمقابل أكد المدير العام للفنون المسرحية السابق الفنان نبيل حزام في حديث للجزيرة نت، أن المسرح بشكل عام يمثل حالة قلق لأي سلطة في العالم، فهو غالبا يعري سلبيات الدولة والمعارضة على حد سواء ويعري كل مظاهر الحياة السلبية، ولذلك التهميش من قبل أي سلطة للمسرح هو سياسة متعمدة ومقصودة.

وقال حزام إن لحالة التقهقر التي حصلت للمسرح اليمني أسبابها ومنها الظروف الاقتصادية والسياسية التي عاشتها البلاد، رغم أنه في السبعينيات من القرن العشرين الماضي شهد فترة ازدهار ونهوض حركة مسرحية، وكانت هناك في الكم والكيف حالة رقي، والذي حصل للمسرح جاء نظرا لتعاقب قيادات الوزارات المختلفة.

واعتبر أن المسرح في اليمن لايزال مرتبطا بقطاع الدولة، وهو قطاع يشكل قلقا كبيرا للمسرح الذي يتوجه وبقوة إلى الحالة السياسية في البلاد، لذلك ظل متأرجحا بين ما يقدم في المهرجانات كأعمال أكاديمية وخاصة، وبين ما يقدمه الفنانون من أعمال جماهيرية تتضمن النمط الانتقادي للدولة وللسياسة وتفاصيل الحياة اليمنية.

وأكد حزام أن الإبداع متى ما ارتبط بالدولة وإدارتها فإنه سيخطو خطوات بطيئة، إضافة إلى أن المسرحيين أنفسهم لا توجد لديهم رؤى عما يريدون تحقيقه أو تقديمه من خلال المسرح.

وأضاف أن "المشكلة تكمن فينا كمسرحيين، وتكمن في الإدارة التي تعد عائقا بشكل عام أمام الإبداع سواء كان فنا أو رياضة أو حتى مسرحا، وتكمن المشكلة أيضا في الإمكانات غير المتاحة لا عن طريق القطاع الخاص أو الدولة.

كما أشار إلى أن المسرح كلفته عالية، بينما إيراداته قليلة ولا تفي بأبسط التزامات العمل المسرحي، لكنه أكد أن الجمهور اليمني متعطش للعمل المسرحي، وللعمل الدرامي المحلي بشكل عام، وفيما لو قدمت عروض مسرحية تجده حاضرا وبكثافة، لكن المشكلة في اقتصاديات الأسرة اليمنية الصعبة.

وأوضح أنه في السبعينيات كان الدخل من المسرحية الواحدة يفي بإنتاج العمل كاملا، لأن الظروف الاقتصادية أفضل بكثير من الوقت الراهن، خاصة أن متوسط دخل الفرد كان يصل إلى 500 دولار شهريا، فيما الآن لا يتجاوز 150 دولارا في الشهر بالنسبة للموظف العادي.
ــــــــــــ

عبده عايش-صنعاء

مراسل الجزيرة نت


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى