الاثنين ١ آب (أغسطس) ٢٠٠٥
بقلم أشرف شهاب

عبد العزيز مخيون: أزمتي ليست شخصية بل أزمة وطن

الفنان عبد العزيز مخيون من الفنانين المعروفين بمواقفهم الوطنية.. إلا أنه وكأى مواطن مصرى نموذجى يحاول أن يخدم وطنه من خلال التعبير عن رأيه، ومحاولة تأدية رسالة وطنية.. تعرض مخيون للقيل والقال، وخاض الكثيرون فى قضيته، وجرت تحليلات سريعة للمواقف قبل أن يفهم الجميع أن مخيون اختار الطريق الصعب، ورفض أن يلعب دور الفنان الطفيلى.. المتسلق على قضايا شعبه.. فيما يلى.. بعض مما قاله مخيون فى لقاء بنقابة الصحفيين المصريين..

ديوان العرب: أثيرت قضيتك بشكلين أحدهما يحمل الطابع السياسى، والثانى يحمل الطابع الجنائى.. فما تعليقكم على ذلك؟

مخيون: بناء على كافة الشواهد التى لاحظتها ومن خلال تحقيقات الأجهزة المختصة يتضح أن الحادث جنائى.. وأعتقد أن الموضوع يتطلب بعض الحذر قبل استباق أى نتائج. فمن الضرورى أن ننتظر مسار التحقيقات والتحريات التى تجريها الأجهزة الأمنية المختصة بالموضوع. ومن المهم أن ننتظر حكم القضاء فى الموضوع.

إذا حتى هذه اللحظة يتضح الشق الجنائى للموضوع.. جناية اتفاق بين المتهمة وهى زوجتى الثانية المتهمة الأولى فى القضية، والمتهم الثانى فى القضية.. وعلى ما يبدو فإن الطمع والجشع كانا دوافع وراء محاولة قتلى.. وأظن أن زوجتى الثانية شعرت بالخوف من قلة أرصدتى المالية بسبب زواج ابنتى مريم من زوجتى الأولى.. ولهذا اتفقت مع المتهم على قتلى مقابل زواجه من أختها.

ديوان العرب: وبالنسبة للشق السياسى للقضية؟

مخيون: لا أعتقد أننى أمتلك القدرة على رصد كافة الجوانب المتعلقة بالقضية من مختلف الزوايا.. فهناك دوائر اشتباه كثيرة فى هذا الشق.. وبالتالى أعتقد أن الكلمة الأخيرة يجب أن تكون للتحقيقات ولعدالة القضاء المصرى. وما يزعجنى هو تسرع البعض فى المتاجرة بالحادث والاندفاع وراء تحليلات والوصول إلى نتائج وأفكار غريبة.. أساءت إلى من تاجر بالحادث أكثر مما أساءت إلى عبد العزيز مخيون.

ديوان العرب: بالنسبة للتناول السياسى للقضية فهو طبيعى كونكم نشطين سياسيا وتعتبرون من رموز حركة كفاية..

مخيون: الصحفيين الذين كتبوا من هذا المنطلق كانت لهم دوافعهم الشخصية فى الكتابة.. وأنا شخصيا لم أتعجل الحكم قبل القضاء.. ولكن البعض من الأقلام العاملة فى بعض الصحف الحكومية استغلوا الفرصة ليتاجروا بالشعارات الزائفة، وقاموا بحملات تشويه للسمعة.. وأعتقد أن هذا أحد نتائج غياب آليات للرقابة وعدم التزام بميثاق الشرف الصحفى، وبأخلاقيات المهنة، ولو كانت تلك الصحف تحاسب صحفييها لما تجرأ واحد منهم على ما كتب. ولا أعتقد أن أى إنسان يستحق أن يتم التعامل معه بهذا الأسلوب من التشويه حتى لو كان من بين صفوف المعارضة.. فنحن فى النهاية نفكر من أجل مصلحة الوطن.. لا يمكننى أن أتحول إلى مواطن عادى أو أن أنصرف عن التفكير فى السياسة لمجرد أن المعارضة تتعرض للقمع.. بل بالعكس تكون الحاجة لممارسة هذا الدور السياسى أعمق عندما يمر الوطن بأزمة.. إذن فأزمتى ليست مجرد أزمة شخصية بل أزمة وطن.. الجميع فى مصر الآن يتحدث عن الحرية والإصلاح.. ولا يمكننى أن أقبل بالجلوس فى صفوف المستأنسين أو أن أقبل بالخطأ لمجرد الحفاظ على بعض المظهريات..

ديوان العرب: كيف يمكن للفنان أن يحل معادلة أن يكون فنانا ناجحا وفى نفس الوقت يؤدى رسالته السياسية نحو المجتمع؟

مخيون: أنا إنسان قبل أن أكون فنانا.. والتفكير الصحيح يقول إنه لا يمكن السكوت عن الخطأ.. ولا يمكن إتباع سياسة غمض عينك أو كبر دماغك.. فنحن نمر بمرحلة حرجة من تاريخ مصر السياسى.. فمصر بلد ذو ثقل وتأثير على كافة المنطقة وبالتالى يجب علينا كفنانين أن نحافظ على هذا الدور ونعمل على توسيعه وتكبيره.. ولهذا يجب أن يقدم الفنان نفسه كنموذج للمواطن المصرى السليم حتى يكون قدوة لجمهوره ومحبيه.. وعنصر الأهمية هنا يكمن فى الحفاظ على شعرة معاوية.. أى التوازن بين العمل الفنى والعمل السياسى حتى لا يطغى أحدهما على الآخر..

ديوان العرب: هل تعتقد أن كونك فنانا معارضا سياسيا كان له تأثير على سير التحقيقات فى القضية؟

مخيون: كونى فانا معارضا جعل ضباط الشرطة المكلفين متابعة الموضوع يتصرفون بحساسية شديدة تجاهى.. ففى البداية رفضوا نقلى للمستشفى لإنقاذى وتركونى أنزف على الأرض ساعة ونصف.. وكان من الممكن فى هذا الوقت أن أفقد حياتى لأننى نزفت بشدة وكنت مصابا بأربعة وعشرين طعنة أخطرها طعنة لا تبعد سوى واحد مليمتر فقط عن شريان عنقى. إذا هذا الإهمال يمكن أن يتم تفسيره على أنه إهمال غير عادى، وخصوصا فى حى هام كالحى الذى أسكن فيه (حى المعادى). فهذا الحى يعتبر من الأحياء الهامة بالقاهرة وفيه يسكن دبلوماسيون من جميع الجنسيات بما فيهم أمريكيون وإسرائيليون.. فهل يا ترى كنا سنرى هذا التكاسل والإهمال والتخاذل فى القبض على المجرم لو أن واحدا من هؤلاء هو الذى تعرض لنفس الحادث؟ أظن أن الإجابة تكاد تكون معروفة.. ولكن بالنسبة لى كفنان معارض.. فإنهم يعتقدون أننى لا أستحق نفس المعاملة التى يلقاها الآخرون.. حتى أدفع ثمن انتمائى لوطنى، وحرصى على حريته.

ديوان العرب: كيف تخاذل ضابط الشرطة فى ملاحقة المتهم؟

مخيون: عندما وصل الضابط المسئول إلى موقع الحادث كان المتهم محاصرا داخل الشقة ومختبئا بالبلكونة. ورفض الضابط أن يعتقل المتهم أو أن يطلق عليه الرصاص ولو على قدمه.. مما منح المتهم الفرصة للقفز إلى بلكونة الشقة المجاورة لشقتى.. وكأنهم كانوا يريدون منحه فرصه للهروب.. الغريب أن الضابط نفسه رفض استعمال المسدس ورفض أن يعطيه لى لأطلق النار على قدم المتهم.

ديوان العرب: ما صحة واقعة اتهامك لأحد ضباط الشرطة بالاستيلاء على ساعتك الخاصة؟

مخيون: خلال عملية نقلى للعلاج فى المستشفى فى الساعة الرابعة فجرا، خلعت ساعتى التى أعتز بها وهى هدية كنت حصلت عليها من الملك الأردنى عبد الله الثانى تقديرا لدورى فى مسلسل "أم كلثوم".. المهم أننى أعطيت الساعة لبواب العمارة ليحتفظ لى بها.. وعندما أفقت من الحادث طلبت الساعة فقال لى البواب إن أحد ضباط الشرطة قد أخذها منه وهذا الضابط اسمه ثروت. وعندما حاولت استرداد الساعة منه عن طريق توسيط بعض الأصدقاء أنكر رؤيته للساعة.

ديوان العرب: هل أنت عضو فى أى حزب سياسى؟

مخيون: لا.. أنا أعتبر نفسى من المنتمين لحزب المستقلين.. حزب المواطنين العرب الفقراء والبسطاء.. لكننى أمارس استقلاليتى وحبى لوطنى من خلال هدف ورسالة بحيث أننى أدافع عن الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، وكلها حقوق تدافع عنها كل الأحزاب المصرية.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى