على هامش مؤتمر أدباء مصر: محمود اسماعيل يحاضر حول أدب المقاومة
بورسعيد ـ مصر ـ رويترز: من منظور يساري يرفع شأن الطبقات الدنيا ويراهن على ثورة الجماهير يرى أستاذ التاريخ بجامعة عين شمس محمود اسماعيل أن المقاومين في العراق قادرون على استنزاف قوات الولايات المتحدة الامريكية هناك لاجبارهم على الرحيل.
وقال لرويترز ان للاعمال المسلحة بالعراق دورا بارزا في أن يعيد الامريكيون النظر في سياساتهم تجاه المنطقة "لولا المقاومة لبدأ الزحف الى سوريا أو السعودية أو غيرهما.. الصراع غير متكافىء لكن صمود أصحاب الحق سيجبر المحتلين على الرحيل بعد زيادة عدد قتلاهم وجرحاهم."
وأضاف على هامش مؤتمر أدباء مصر الذي انتهت دورته العشرون الاربعاء الماضي أن التاريخ العربي شهد حركات مقاومة للغازي الاجنبي أو للحكم الوطني حين يسود الظلم "لكن معظم حركات المقاومة كانت تنتهي بالفشل بسبب تواطؤ الشريحة العليا من البرجوازية مع العسكر لصالح المستبد المحلي."
وشارك عدد كبير من الادباء والشعراء وأساتذة التاريخ في المؤتمر الذي استمر ثلاثة أيام بمدينة بور سعيد على ساحل البحر المتوسط وأبدوا في بيان ختامي تأييدهم للهجمات التي تستهدف الامريكيين حيث وجهوا "التحية للمقاومة العراقية الباسلة ضد العدوان الامريكي وقوى التحالف" .
وحملت احدى ندوات المؤتمر عنوان "أدب المقاومة" واستعرض فيها عدد من
أبناء بور سعيد تجاربهم عام 1956 في مقاومة العدوان الثلاثي البريطاني
الفرنسي الاسرائيلي عقب اعلان تأميم القناة شركة مساهمة مصرية. ودمر
كثير من منشات المدينة الواقعة على المدخل الشمالي للقناة.
وشارك اسماعيل في المؤتمر ببحث حول جانب من المسكوت عنه في التاريخ
العربي مشيرا الى وجود ما وصفه بالتامر المعرفي الذي قال انه شوه قوى
المعارضة بعد احراق كتبهم اذ "أحرق خلفاء بني العباس الاوائل الكثير من
وثائق العصر الاموي كما أحرق صلاح الدين الايوبي كتب الفاطميين ضمن ما
أحرق من محتويات دار الحكمة بالقاهرة.
"كما أهمل مؤرخو الاسلام الكتابة عن العامة تحت تأثير نزعة استعلائية
طبقية ترى في العوام رعاعا وسوقة وغوغاء ولصوصا وبطالين وغيرها من نعوت
تسفه زعاماتهم وتكفر ثوراتهم وترى فيها محض فتن ضد أولي الامر."
وأشار الى أن كثيرا من المؤرخين والادباء شهروا بالعامة ومنهم الجاحظ.
كما اعتبرهم فقهاء السلطة ومؤرخوها أهل فتن وضلالات في حين خصص بعض
الفقهاء المستنيرين والفلاسفة مثل ابن سينا مدارس لتعليم الفقراء
والمعدمين.
وأضاف أن العوام قاموا "بانتفاضات وثورات ذات أبعاد سوسيو-اقتصادية
وبرغم قمعها بوحشية وضراوة الا أن بعضها نجح في تكوين امارات جيبية
قصيرة العمر كانت أشبه بجمهوريات شعبية حققت الكثير من مبادىء العدل
الاجتماعي."
وقال اسماعيل لرويترز ان الانتفاضات هي الوسيلة المناسبة حين تختل
موازين القوى بين طرفين مشيرا الى أن الطرف الاقوى لا يتحمل كثيرا من
الضربات التي يفاجئه بها الاضعف. وتساءل.. "ألا يفقد الجندي الامريكي
في العراق صوابه وثقته بنفسه ويصاب بالذعر وهو يتوقع رصاصة من قناصة
مجهولة بين لحظة وأخرى.."
ولاسماعيل كتب منها "التراث وقضايا العصر" و"اشكالية المنهج في دراسة
التراث" و"فكرة التاريخ بين الاسلام والماركسية" و"المهمشون في التاريخ
الاسلامي".