الأحد ٢٦ أيار (مايو) ٢٠١٩
بقلم علي بدوان

علي العبدو وروزا لوكسمبرغ ولجنة الإغاثة

لجنة الإغاثة في مخيم اليرموك، واحدة من عدة لجان نشطت في هذا الميدان منذ محنة مخيم اليرموك، اواخر العام 2012. وقد شارك في عملها العشرات من أبناء اليرموك، بعضهم غادرها مع مغادرته للبلد بعد حينٍ من الوقت، وبعضهم مازال في صفوفها، يُقدم مايستطيع تقديمه لأبناء شعبه في ظل المحنة التي لم يتعرض لها أي مخيمٍ أو تجمعٍ في الشتات كما تعرض لها هذا التجمع والمخيم الأكبر من حيث عدد مواطنيه، ونقصد مخيم اليرموك من حيث أهوالها، ونتائجها، وتداعياتها، فالهدف كان العنوان الأبرز في الحركة الوطنية الفلسطينية المعاصرة.

لجنة الإغاثة في اليرموك، وابرز مشرفٍ عليها، الأخ علي الشهابي... ولكن علينا أن نُحدد: أي علي الشهابي نقصد...؟

ففي مخيم اليرموك، وبحكم التجمع اللوباني الكبير نسبياً لباقي المدن والبلدات الفلسطينية، نُسجّل واقعة وجود عدة أشخاص يحملون الإسم ذاته: علي الشهابي. فكان التمييز بينهم/ كما درجت الأمور، باسم الوالد أو الأم... فهناك: علي العبدو، علي السعيد، علي السعدة، علي فاطمة، علي خديجة، علي الحسين...الخ.

ومقصدنا في مانسطره الآن، هو علي العبدو، أي علي العبدو الشهابي، من دائرة التربية والتعليم في منظمة التحرير الفلسطينية بدمشق، الراديكالي السابق حتى العظم، والذي قضى عدة سنوات في"بيت خالته"(كما يقولون) جراء تلك الراديكالية العالية، التي اصطبغ بها في مسيرته سنوات فتوته، وبدايات شبابه، حين كان مغامراً في الوقت نفسه، فسولت له نفسه، وفي حادثة شهيرة، رجم أمين عام فلسطيني بالحجارة وقطع اسلاك الميكرفونات والهجوم عليه في مهرجانٍ حاشد، مع نفر من الشباب عام 1974، رداً ورفضاً لمشروع الدولة والبرنامج المرحلي في حينها.

علي العبدو، حالة وطنية، تميّز بعطاءه، على رأس فريق عمل من المتطوعين في اليرموك، وقد كُلفت تلك اللجنة برعاية الكثير من القضايا اليومية للناس، وكان منها ادخال مادة الخبز (قوت الحياة اليومي) لعدة سنوات لليرموك انطلاقاً من بلدة يلدا برعاية ومعرفة وتنسيق منظمة التحرير الفلسطينية، والآن انيطت بهم كما بغيرهم من اللجان المهنية والفاعل مهماتٍ عدة لها علاقة بتهيئة الأوضاع لعودة المخيم الى سابق عهده.

في تلك اللجنة، استشهد البعض من اعضائها، وبرزت أسماء لايمكن تجاهلها، فكانت الناشطة من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين (أمل عصفور) من (عين غزال قضاء حيفا) ومن سكان حارة الفدائية باليرموك، والتي بدت وكأنها (روزا لوكسبرغ) أو (الشابة الحديدية إذا شئتم) في تفانيها وعلمها اليومي والدائم واخلاصها. وهكذا الأخرين... الحيفاويين من بكر قاسم الى آدم طه الذين غادرا مرغمين بعد عدة سنوات لديار الغربة والشتات...

واستمرت اللجنة، وعملها، وزيادة ناشطيها، من الهدهد الى أصغر واحد من أعضائها من حيث عمره الزمني. ولاننسى في هذا المقام الإخوة السوريين المتفانين بالعمل في إطار اللجنة ومنهم الأخ أبو محمد ركيزة من (جباتا الزيت) في الجولان السوري المحتل، الى غسان اللبني صديق الطفولة في اليرموك.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى