الجمعة ٢٧ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠٠٦ بقلم
عمي "عشم" مات
أبي............!
..............:-
لا تجلس خلفي في المرآة
فإني ما زلت لا أود الرضوخ
لأجنحة الزمن البعيد
..............
توقفت عند قاطرة
مملوءة بأمراض وبعض النوفالجين
ورقائق محشوة بدماء المغتربين منذ 1970
لففت حولها عنقي وقلت
إني أكره 28 سبتمبر
فتفجرت فيها أنوثة كل العاهرات
/ صوامع القمح
/ ذكاء ماركس
وعمي جيفارا
ولكني ما زلت أكره 19 مايو
كما أكره 28 سبتمبر تماما
000000000000
000000000000
لنسيان ذلك
حاولي أن تستبدلي عينيك
بحاوية
أو حتى كوبا من الشاي وسيجارة
فالعبارة المكتوبة
"التدخين ضار بالصحة ويسبب الوفاة"
ما زالت تمنحني فرصة الانتقام
من شئ يقتلني دائما
جلس بعينين متربتين
بداخل كل واحدة منها
الآلاف من فناجين القهوة السادة
والصور المزينة بالشريط الأسود
وحزنا مصلوبا على أجساد النساء
وأخبارا عن صولات الرئيس
ومقالات التوريث
وبعض الأفلام الحمراء
..................
..................
هل تسألني عن وظيفة أبي
إخوتي
تلك العصا الصغيرة
والنظارة الكبيرة
أم الجذور التكعيبية
لقصص الحب الفاشلة
ذات يوم سأصنع لنفسي قبرا
بطول الإعلانات
– لأحمل معي
كل الذين حزنوا في مؤخرة المهانة
مسدسي الصغير "البلاستيك"
وحصان الحلوى
...................
...................
– سأرقص أمام التلفاز
كضفدعة تتسول البراري
– وأتصفح الجرائد
كمثقف ميت
أبي................!
ضع وجهك في مقدمة التاريخ
استرخي قليلا
تضرع إلي السماء
اندفع كفعل الأمر لرجل نشيط
وبداية:-
ابتسم .........!
فأنت الآن أرجوحة في زمن السكون.
الآن
سوف أنااااااااااااام
وأستيقظ علي منبه السادسة صباحا
لن أتململ في النهوض من الفراش
أو أجهش بالبكاء
حتى لا تقول أمي
"إنت بتعيط علشان ما اتروحشي المدرسة"
زوجتي تبادرني بالمياه الباردة كل صباح
وأولادي لا يشبهوني كثيرا
فدائما يقفون أمام زوجتي
"بابا عايزين المصروف"
(نهاية)
ضع يديك خلف ظهرك
وجهك يلامس الأرض
استقبل ذاكرة العدو
وانطلق بسرعة إشارات المرور
أصبحت الآن
رجلا من رجال الجاهلية.
(نهاية بديلة)
– رأسي
كيس أرز
وبئر بترول
وإيدز
– عمامة رأس أبي
وأطفال الشمع
فوق يدي
وأنا حزين منذ تاريخ وفاتي.
19 مايو/ أيار 2006
