تَسْمَعِين..
هُنَاكَ رِيَاحٌ عَاتِيَةٌ،
والمَطَرُ يَرْفُضُ أَنْ يَهْبِطَ
دَرَجٌ طَوِيلٌ يَتَمَكَّنُ مِنَ الكَوْكَبِ
وَيَرْفُضُ أَنْ يَهْبِطَ
وَعَيْنُ الذِّئَابِ تَلْتَمِعُ تَحْتَ القَمَر
وَيَرْفُضُ أَنْ يَهْبِطَ..
تَفْهَمِينَ..
تُوجَدُ نِسَاءٌ... وَتُوجَدُ خَمْرٌ
وَاعْتِقَادٌ بِالرُّوحِ التي تَأْثَمُ
وَيَرْفُضُ أَنْ يَهْبِطَ
أَكْثَرُ الأَسْمَاءِ المَلْعُونَةِ مِنَ الآلِهَةِ
أَكْثَرُ الألْوَانِ شَرَاهَةً
وَأَقَلُّ الحُبِّ ،
هَلْ تَعْشَقُ الوَرْدَةُ جَيْبَ البَذْلَةِ ؟!!
هَلْ يَعْشَقُ أَنْ يَرْفَضَ أَنْ يَهْبِطَ
وَلَوْ قَلِيلا..
تُبْصِرين..
الرِّيحُ الآنَ أَهْدَأُ،
وَالمَطَرُ يَصْعَدُ قَلِيلا
نَحْوَ عَيْنَيْكَ
وَالبَحْرُ الّذِي يُلاطِفُ الصَّبَايَا
لَمْ يَنْسَنِي إِلا بُرْهَةً
تَشْعُرِينَ إِذًا بِالّلوْنِ ..
كَيْفَ تَرْفُضِينَ أَنْ تَهْبِطِي ..
وَلَوْ قَلِيلا ..
قَلِيلا
عَيْنُ الذِّئَابِ – لَيْلٌ آَخَرُ
إِنَّهَا تَلْمَعُ ..
عَيْنُ الذِّئَابِ الّتِي أَدْرَكَتْنِي
وَبَلَّلَ زَغَبُها النَّاعِمُ أَطْرَافِي
كُنْتُ أَقِفُ عَلَى عَتَبَةِ الرُّؤْيَةِ
وَالمَرَاكِبُ التِي تَبْتَعِدُ
تَعْزِفُ عَلَى قَيْثَارَةِ المَوْجِ ..
لا أَعْرِفُ كَيْفَ تَنْتَمِي المَوَانِئُ لِلْبِحَارِ
وَلا البَحَّارَةُ لِلْمَوَانِئِ ..
فَهُمْ هَدَفٌ يَتَرَاءَى بِدِقَّةٍ
لِلسَّمَاءِ المُتَرَقِّبَةِ
دُونَ أَنْ أَنْظُرَ لِلْخَلْفِ
مَرَّةً وَاحِدَةً
فَالظِّلُّ يَنْهَشُ الرُّؤْيَةَ ..
وَيَقِيئُهَا سَرِيعًا
لا أَعْرِفُ لِمَاذَا تَنْتَمِي البِحَارُ ..
لِشَوَاطِئِهَا ..
الّتِي زَرَعَتْهَا عَيْنُ الذِّئَابِ عَلَى الشَّاطِئِ
وَتَرَكَتْ إِلَهةً صَغِيرَةً لِتَحْرُسَ الْوَقْتَ..
وَبَابَ الْمَجَرَّةِ أَيْضًا ..
الصَّدَأُ الّذِي يَعْتَلِي الْقِبَابَ
يَعْرِفُ أَنَّهُ مَوْتٌ آَخَرُ..
مَوْتٌ مُنَظَّمٌ
وَكَانَتْ السَّمَكَتَانِ تَلْتَهِمَانِ بَقَايَا جَسَدِي
بِمِلْحِهِ الْمُتَكَلِّسِ..
وَأَجْتَرُّ رُوحِي دُونَ ضَجَرٍ
فَلا تَعُودُ الإِلَهَةُ الصَّغِيرَةُ تَعْرِفُ الأَشْيَاءَ
وتَخْتَبِئُ الصُّورَةُ
فَلا أَنْتَمِي الآنَ لأحَدٍ:
للشَّاطِئِ..
عُنْوَانُهُ ضَاعَ بِالأسَاسِ،
ولا لِلْمَوْجِ ..
يَصْهَلُ وَحْدَهُ فِي فَرَاغِ الأزْمِنَةِ البَعِيدَةِ
ولا حَتَّى لِلسَّمَاءِ المَنْصُوبَةِ بِدِقَّةٍ
هُنَاكَ
تَتَلَكَّأُ
وتُتَأْتِئُ اسْمِي
اسْمِي المَنْحُوتَ بِبَرَاعَةٍ فَوْقَ الرِّمَالِ النَّاعِمَةِ
يَنْجَلِي عِنْدَ مُرُورِ الفَرَاشَاتِ
و يَظَلُّ وَحِيدًا يُرَاوِدُهُ الالْتِمَاعُ الأخِيرُ
لِعَيْنِ الذِّئَابِ