

عَذراءُ دِلْمُون!
(إلى أرض البحرين، تاريخًا وإنسانًا)
عَذْرَاءُ، يا مَرْيَمَ المَـعْـنَى ويُوْسُـفَـهُ،
في شُرْفَـتَـيْكِ شَذَا الفِرْدَوْسِ والحُوْرِ!
سُـبْحَانَ مَنْ أَوْدَعَ الإِبْدَاعَ سُنْدُسَـهُ
زَهْرًا وعِطْـرًا ولَيْلًا حَـفَّ بالنُّـوْرِ!
صَلَّاكِ دَيْرُ العَذَارَى، لا شَرِيْكَ! ومَنَ
رُوْحًا مَلاكًا رَأَى في المَسْجِدِ الجُوْرِي؟!
(بَحْرَيْنُ)، لو سَعَفُ التَّارِيْخِ فيْكِ رَوَى
ما في بُحُـوْرِكِ ، مَنْظُوْمًا بمَـنْـثُـوْرِ
لَأَنْشَـدَ النَّخْـلُ دُرًّا كُـلَّ قَـوْصَـرَةٍ
و«مَـوَّلَ» اللُّـجُّ أَعْـذَاقَ المَـقَاصِيْرِ!
(دِلْـمُونُ) تَطْوِيْ على (الجَرْهَاءِ) مِطْرَفَها
إِذْ تَسْكُـبُ اللَّـيْـلَ إِصْبَـاحَ الدَّسَاكِيْرِ
خَمْـرًا، إذا سُبِئَتْ، والفَجْـرُ مِرْشَفُـها،
كَمْ سِـنْدِبَـادٍ على الشَّطَّـيْنِ مَخْمُـوْرِ!
في جَنَّةِ الأَرْضِ، في (دِلْـمُونِ) ذاكِرَتِيْ
لا مَوْتَ، لا مُشْتَـكَى، لا نَفْثَ مَصْدُوْرِ
في حُـبِّ (إِنْلِـيْـلَ) تَلْـتَـفُّ الحَيَـاةُ بِها
ويَـغْـسِـلُ الـنُّـوْرُ أَدْرَانَ القَـوارِيْـرِ
تَـبْقَى العَذَارَى صِبَاحًا في الصِّبَا أَبـَـدًا
ولا تَـمُـرُّ اللَّـيَـالِـيْ بـالأَسَــارِيْـرِ!
يا فِـتْـنَـةَ الحَرْفِ، يا أُنْـثَاهُ، ها ثَمِلَتْ
مِنْ رَاحَتَيـْكِ أَفانِـيْـنِيْ كَشَحْرُوْرِي!
لَمـَّا بَنَانُكِ [...]، ضَاءَ الكَوْنُ مِنْ وَلَهٍ
يَشْدُو ، ودَارَ الشَّجَا أَفْلاكَ مَسْحُـوْرِ!
فَـرَاحَ كُـلُّ مِـدَادِيْ أَنْجُـمًا ، وغَـدَا
مِنْ ثَـوْبِـيَ الشِّـعْرِ شَمْسًا كُلُّ دَيْجُـوْرِ!