الخميس ٢٨ آذار (مارس) ٢٠٢٤
بقلم أنس الأسود

عَمَدُ العروبة

توضَّأَ الشِّعرُ من خوفِي و من كَبَدِي
لمَّا مددْتُ لمحرابِ الحروفِ يَدِي
فقالَ ويحكَ قد ذابَ المجازُ أسىً
فأيُّ كأسٍ سقاكَ العُمرُ يا ولدِي !!
لملمْ دموعَكَ .. زهرُ القلبِ أيبَسَهُ
مِلحُ الهمومِ و شجوُ الرّوحِ في الكَبِدِ
اِخلعْ جراحَكَ لا تنبسْ بقافيةٍ
حتّى تُصلّيَ فرضَ الحُبّ في خَلَدِي
و دُرْ معَ الدّهرِ ما دارَتْ نوائبُهُ
فطعنةُ الدّهرِ لا تأتي على الجَّلِدِ
فقلتُ مولايَ : هل ليْ أن أُنيخَ دمي
في أرضِ قحطانَ .. فتَّ الضَّنكُ في عَضُدِي
حملتُ جِلّقَ في صدري تئِنُّ صدىً
عشراً مشيتُ أقُصُّ الماءَ في المَسَدِ
أدميتُ كفّيْ و بابُ العُرْبِ أطرُقُهُ
فراعَني الرَّدُّ : ما في الدّارِ من أحَدِ
و كِدتُ أهلكُ و الشّامُ الحنونُ أذىً
لمّا سمعتُ عِناقَ القُفلِ و الزّرَدِ
تناهشَتْنا عيونُ الموتِ .. حينَ دنَا
آنستُ مِصرَ تهُشُّ الموتَ عن جسَدِي
ضمَّتْ فؤادِيَ و انثالَتْ مدامِعُها
لتغسِلَ الشَّامَ بالريحانِ و البَرَدِ
أرضُ الكنانةِ تُهدِي الرُّوحَ أعمِدةً
تحمي العروبةَ إن أضحتْ بلا عَمَدِ
قرأتُ بغدادَ في نجوى تهجُّدِها
سِفراً من المجدِ تحثو الفخرَ في رَغَدِ
و مقلةُ القُدسِ (كَفرُ الشَّيخِ) تكلؤُها
نوراً و (سَيناءَ) تجلو حُلكةَ الرَّمَدِ
نسيمُ الخيرِ يُزجِي مُزنَ حكمَتِها
لتهميَ السِّلمَ في الصّحراءِ و الجُّدَدِ
يضوعُ في النّفسِ إجلالٌ إذا ذُكِرتْ
مِن غير حِسٍّ يصيحُ القلبُ ذِي بلَدِي
مِن قاسيونَ – أخو الأهرامِ – أهتِفُها
تيهي دَلالاً بحفظِ الواحدِ الأحَدِ
حرفي لغيرِ رسولِ اللهِ ما رصفَتْ
دُرَّ المديحِ و لا اعتادَتْ على الفَنَدِ
لكنَّ مدحَ الكِرامِ الصِّيدِ مكرُمةٌ
مَن يعرشِ الوَردَ يجنِ العِطرَ للأبَدِ


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى