الأحد ٢ تموز (يوليو) ٢٠٠٦
بقلم غالية خوجة

غناء الشموع

العيد أمي

تروحُ الشهورُ
تجيءُ الشهورُ
و آذارُ يأتي
يضيءُ الفصول
و أمي الربيعُ
و كلُّ الزهور
يغني حمام ٌ
و يرقصُ نور
يصفـّـقُ غيم ٌ
و شمسٌ تدور
لأمي
حزمتُ حروفي
درستُ بجدٍّ
سبقتُ الطيور
صباحُكِ أمي
صباحُ الوطن
سأكبرُ مثلَ الفضاء
و ألمعُ مثلَ القمر
و تبقينَ حبـي
فأنتِ وجودي
و أنتِ المطر
 
أنا مهذب
 
بهدوء ٍ ،
أمشي في الشارع ِ ، في النادي ،
و أحبُّ نظافتـَـك ِ بلادي ..
بهدوء ٍ ألعبُ في مدرستي ،
لا أملؤها بالأصوات ِ ..
بهدوء ٍ أحيا في بيتي ،
لا أهتمُّ كثيراً بالتلفاز ِ ..
بهدوء ٍ ،
سأنام ُ لأحلمَ بــِـغـَـدي ،
فأراني كالنخلة ِ في أرضي ،
و تراني كالنجمة ِ أمّـي ..
و هناك َ ، وراء َ منامي ,
سأراك َ ملاكي ..
سأراك َ ملاكي ..
 
النجم
 
خلاء ٌ كثيف ٌ
غيابي شفيف ْ
أنا النجم ُ أعلو ،
و صوتي سكون ٌ بعيد ْ ..
أوشوشُ شمسَ الطفولة ْ
فتصحو الفصول ُ ،
و يكبرُ وقت ٌ جديد ْ ..
أنا في الليالي ،
عيون ٌ مضيئة ْ ..
سُهادي ،
نيازك ُ حلـْـم ٍ شريد ْ ..
فمَـنْ يا زهورَ الرماد ِ ،
يرى في بلادي ،
شعاعي خميلة ْ ،
تطيرُ كحرف ٍ سعيد ٍ ، سعيد ْ ؟
 
بيتي
 
حينَ أعودُ إلى بيتي
لا أهْـدرُ وَقـْـتـِـي
أحفظ ُ درسي
أقرأ ُ قصصي
وَ معَ الإخوة ِ ألعبْ ..
لا نزعج ُ أمّـي ..
وَ أبي مِـنـَّـا لا يغضبْ ..
حِـيْنَ أعودُ إلى بيتي
تبقــَـى في بالي مدرستي
نغماً أبيضَ مثـْـلَ السُـكـّـر ْ ..
 
سفر
 
أصنعُ مِـنْ ورقي طائرة ً
و أرفرفُ فوقَ بلادي ..
هذا جَـبل ٌ .. هذا وادي ..
و أنا مثل النـّـسْـر ِ أحن ُّ إلى أجدادي ..
فـَـأرَى آثاراً شـَـامِخـَـة ً
تـَـزْهُـو بالتاريخ ِ و تعلو
تغمرني بالفرح ِ الزَّاخِـر ْ
تـَـفـْـخـَـرُ بالمَجْـد ِ المَـاطِـر ْ ..
وَ أرَى
أصواتاً تـَـحْـضنـُـنِـي
و زماناً بالحُـبِّ يُـنـَـادِي :
ـ أهْـلا ً أهْـلا ً يا أحْـفـَـادِي ..
 
النحلة
 
أدنـُـو أنا النحلة ْ
مِـنْ زهْـر ِ أوطاني
عَسَـلِـي لـَـهُ شـُـعْـلـَـة ْ
وَ العِـطـْـرُ ألواني
***
حَـوْلـِـي أناشيدي
زرقاءُ أوْ بيضاء ْ
تـَـهْـفـُـو إلى عيدي ..
حمراءَ أو خضراء ْ
***
فجراً , معَ العصفور ْ
مِـثــْـل الندى أنهض ْ
لـَـحْـنِـي يدورُ , يدورْ
وَ نـَـهارُنـَـا أبيض ْ
***
طفل ٌ يناديني
يا نحلة َ الخير ِ
طِـيْري إلى بلدي
فـَـنـَـدَاك ِ يشـْـفـِـيني
***
كوّارَة ٌ بيتي
وَ الشـَّـهْـدُ مُعْجـِـزَتـِـي
صَـوْتِـي أزِيْـز ُ الحُـبّ ْ
وَ الورد ُ أغنيتي
***
أدنو أنا النحلة ْ
مِـنْ عطـْـر ِ بُـلـْـدَاني
عَسَـلِـي له ُ شعلة ْ
وَ المَجْـدُ يَهْوَاني
 
غناء الشموع
 
شـُـموعِـي مُـضِـيئـَـة ْ ..
على بُـعْـد ِ شوق ٍ
تـَـمِـيْـلُ أراها
كنجْـم ٍ يقولْ :
كلامي ضياءٌ
وَ رُوْحِـي فضاءٌ
حضوري بهاء ٌ
وَ لـَـوْنِـي يَـمُـوْج ْ ..
***
شموعي خميلة ْ ..
على بُعْـد ِ عطْـر ٍ
يَسِـيْـلُ نـَـداها
كـَـغيم ٍ يقولْ :
رياحي فصولٌ
وَ صَمْـتِـي حقولٌ
جنوني زهورٌ
وَ سِـحْـري ثلوج ْ ..
***
شموعي سعيدة ْ ..
على بُـعْـد ِ عيد ٍ
يَطِـيْرُ شـَـذاها
كـَشـَـمْـس ٍ تقولْ :
هوائي بخـُـورٌ
وَ ناري عطورٌ
شـُـرودِي جميلٌ
وَ لـَـحْـنِـي مُـروج ْ ..
***
شموعي تـُـغنـِّـي
وَ ترقصُ مثـْـلي
كـَـحُـلـْـم ٍ يُـشِـع ُّ
وراءَ الدُّرُوْب ْ ..
أراها تـُـصلـِّــي
هيَ الوقتُ حَوْلـِـي
يَـذوبُ .. , يذوبْ ...
 
أبي
 
أبي مطرٌ ,
و موسيقا ,
و عطرُ فضاء ْ ..
أبي ورد ٌ ,
طيورُ محبّـة ٍ و سماء ْ ..
أبي شجر ٌ ,
غيومُ قصيدة ٍ زرقاء ْ ..
أبي ضوء ٌ ,
يُـلاعبُـني ,
يُـقبّـلـُـني ,
يُـراقصُـني ,
يُـعلـّـمُـني ,
و يهديني
إلى عاداتِـنـَـا البيضاء ْ ..
 
أنا طفلُ الريح
 
روحي شجر ٌ
قلبي شمس ٌ
وطني عربي
كم علـّـمَـني
أنْ أزرع َ فجري في القِـمم ِ
أنْ أرفعَ بالساعد ِ علـَـمِـي
أنْ أدفعَ حرباً بالسلـْـم ِ
و روحي قمر ٌ
وطني عربي
فلماذا
يفتتحونَ النارَ على العشب ِ ,
على العطر ِ ,
على قلبي ؟
 
الغابة الحمراء
 
في غـَـابَـتِـنـَـا
ماءٌ و أقاح ْ
شجرٌ يأتي بالأمطار ْ
وَ حِـكـَـاية ُ ريح ٍ بيضـاء ْ …
في غابتنا
عشبٌ يرقص ْ
قمرٌ يهمسْ
و هواءٌ يشفي الأرواح ْ …
في غابتنا
موسيقا خضراء ُ و حمراء ُ و زرقاء ْ ...
نجاحي
 
يدرسُ الطيرُ أشكالَ حَـرْفِـي معي
يقرأ ُ البحرُ أزهارَ لوني معي
زَغـْـرِدي يا نجوم ْ
غـَـرِّدِي يا غيوم ْ
هَـا أنا .. قـَـد ْ نـَـجَـحْـت ْ ..
***
كلُّ نار ٍ و ماء ْ
كلُّ لحْـن ٍ لهذا الفضاء ْ
كلُّ شمس ٍ تـُـغنـِّـي معي
فـَـارْقـُـصِـي يا سماء ْ
قدْ أتـَـانـَـا الضِّـيَـاء ْ
ها أنا .. قد ْ نجحت ْ ..
***
كلُّ شـَـيْء ٍ يًـصلـِّـي معي
أشـْـرِقي يا حروف ْ
رَفـْـرِفِـي بالنشيد ْ
أزْهِـري يا حُـروف ْ
بالكلام ِ السَّـعِـيد ْ
ها أنا .. قد ْ نجحت ْ ...

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى