الثلاثاء ١٥ نيسان (أبريل) ٢٠١٤
بقلم
غيبوبة خضراء
تتشقّق المدائن جسراً للريحأشلاء الخمائل مبعثرة ..موانىء الرحيل ذاكرة للإحتضاركان الفجر يموتوالوطن رسوم على الجدرانكم على هذا العبور الموشومفوق الجسد المسجّى في الفراغأن يغلق ذاكرته على المنافيياربي اترك فيهم الرشادلكنك يا عبدالله مرصودفاحذرإن تاه صوتك تلقى حتفكإن شئت ابسط قدمكاو رابط مع الباقونلا فرار للبحر من الخيبات الممتدّةعلى الموجات الطليقةإنّنا وحدنا بلا وقت ولاضفافحزينة هي صلاتناأوجاعنا حمموالبياض بكاءوالسّاعة غبار ينهش أقراط النساءويمزّق عورات الرجاليا عبد اللههذا الوجع مضمّخ بالملحالمرار يمتد حبلاًوالشهقات أعناق تتربّص الأفخاخليس سوانا ..نتلوى في ألواح الحكاياتننفطر كروم ويمامةفمن سوانا يصفق للمارقونكأنّنا في غبش المسافةنستعصم وطن يخاتل الموتيتوغّل اللّيل المسموميندس خلف الضفاف الحزينةيا عبد اللهكيف نراقص ركام السحاب على طيف الرّيحوالأفق ضريريا اللهها نحن ببابك نتضرّعارفع عنّا هذا السواد الباترقد أضحى حزني عارياًكما أغلال العيونيا ربيارحم ضعف حيلتيودع لي قوة العنادها أنا والخطايا والتسويلأطرقنا بين يديكجئتك ظمآن على سعف الغبارهبني فراغ بطعم الركامحسبيّ صوت الجفافيزاحم رعش العيونأيّها الماء ..من أين لهذا الرماد التائه .. كلّ هذا اليمّفي غفلة من الطوفانكدّست أحزاني أمام باب اللهوبكيت بكاء المحتسبونمدد مدد ..مدد بلا عددإن لي إخوة فيك يا بلدفمن أين يأتي كل هذا الضيمومن أين لعينيك صوت الغيث ؟يا اللهاروي قلوبنا بالصبرهنا نحن باقونهنا تستحم البحار بالأسماء المحترقةهنا سوف نظلحتى تزحف عيون الفرح فوق العقاربيارب ..أسالك شقوق لاتنوحوباباً يمتد ضفيرة للخصوبةوغيبوبة خضراء تستمطر الموتقبل الجنون