الخميس ٢١ شباط (فبراير) ٢٠٠٨
أنتجته وعرضته القناة الإسرائيلية الثانية:
بقلم مهند عدنان صلاحات

فيلم وثائقي يثير جدلاً واسعاً بين الفلسطينيين

حول دور ومستقبل الفصائل الفلسطينية المسلحة

أثار فيلم وثائقي بعنوان (فتح لاند) أو "أرض فتح" الذي أنتجته، وعرضته القناة الإسرائيلية الثانية قبل مدة في برنامجها "حقيقة"، ويتحدث عن الحرب التي تشنها الأجهزة الأمنية الفلسطينية على حركة المقاومة الإسلامية "حماس" ومؤسساتها في الضفة الغربية، جدلاً واسعاً بين الفلسطينيين سواء المؤيدين أو المعارضين، أو الداعين لوقف الاقتتال الداخلي بين حركتي فتح وحماس.
فالفيلم الناطق بالعبرية، والذي مدته 20 دقيقة، يظهر تباهي قادة هذه الأجهزة الأمنية الفلسطينية بحربهم ضد حماس أمام المراسل الإسرائيلي الذي يقابلهم في عدة مواقع في داخل الضفة الغربية.

اللافت في الفيلم ليس حديث قادة الأجهزة الأمنية، بقدر ما كان مستهجناً حوارات لمراسل التلفزيوني الإسرائيلي لعدد من قادة كتائب شهداء الأقصى، الذي يفترض أنه محظور لدى إسرائيل، وتلاحق كوادره بالاعتقال والاغتيال، حيث يظهر في الفيلم قائد كتائب شهداء الأقصى في الضفة الغربية ومقره جنين "زكريا الزبيدي" ويطلب خلال الفلم أن تسمح إسرائيل لفتح بالوصول لغزة للقضاء على حماس.
وهو ما أثار تساؤلات في الشارع الفلسطيني حول تحول الفصائل المسلحة الفلسطينية التي أسسها الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات إبان الانتفاضة الفلسطينية الأخيرة التي انطلقت في العام 2001، إلى ما أطلق عليه البعض قوى محاربة الإرهاب ضمن المعسكر الأمريكي العالمي ؟

من أجل حفنة من الدولارات:

فقد اعتبر الأستاذ المدرسي وأحد المؤيدين لحركة حماس "حاكم عليان"، أن مثل هذا الفيلم قد كشف عن الوجه الحقيقي للسلطة الفلسطينية، والتي بحسبه تستضيف أسبوعياً دايتون، الموفد الأمريكي في الأراضي الفلسطينية، ليشرف بنفسه على القضاء على مؤيدي وعناصر حركة حماس بالضفة ليثبتوا للأمريكان بأنهم قادرين على ضرب أي قوة مسلحة ضد إسرائيل من أجل حفنة من الدولارات فقط.

إهانة للشعب الفلسطيني:

وهذا ما أيده به أحد العناصر السابقين في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، "حافظ علي" من مدينة نابلس والذي أعتبر أن جميع الفصائل المسلحة المقربة من حركة فتح هي في الأصل مفرّغة من الأجهزة الأمنية، والسلطة الفلسطينية وقيادتها هي المسؤولة المباشرة عن جميع أعمالها، سواء على صعيد الفوضى الأمنية أو على صعيد ملاحقة كوادر حركة فتح بهذا الشكل الذي اعتبره "مشينا" ومهيناً للمقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال، وأضاف كذلك أن تتحول المقاومة الفلسطينية لجنود مكافحة الإرهاب في خدمة أمريكا، فهذا لا يسيء لحركة فتح وحدها، ولا لتاريخها النضالي الذي بدأ منذ العام 1965، لكنه يسيء لتاريخ الشعب الفلسطيني بأكمله، ولكل فصائل المقاومة الأخرى التي وقفت مكتوفة الأيدي على ما يجري في الأراضي الفلسطينية.

وفي ذات السياق، قالت الصحافية الفلسطينية من مدينة غزة "إيمان الحاج": للأسف للذين يدعون أن السلطة تقوم بدور الآمن والكتائب المزعومة تقوم بدور المقاومة، عليهم أن يشاهدوا هذا الفيلم. وأضافت : لست إسلامية التوجه لكني على الأقل ما زلت فلسطينية، لكني أشعر بأن هذا الفيلم يسيء لي كفلسطينية أمام العالم الذي نسعى دوماً لأن نقول له بأننا ماضون في نضالنا حتى تحرير أرضنا، لكن يبدو أن البعض لا يريد لنا ذلك، فكل جنود عباس (في وصفها للسلطة الفلسطينية)، بمن فيهم من شرطة وكتائب أقصى تحشد قواتها فقط للقضاء على حماس وليس للدفاع عن فلسطين، في الوقت الذي تقوم به إسرائيل بمذابح في قطاع غزة كان أخرها ثلاثة وعشرون شهيداً سقطوا خلال يومين في القطاع، وبذات الوقت الذي كان فيه الرئيس الفلسطيني محمود عباس يجري مفاوضات سلام مع الإسرائيليين في أنابوليس.

وحول الفيلم ذاته وما جاء فيه عبر ترجمة حرفية عن العبرية والذي تم تقسيمه إلى عدة أقسام لتستعرض المدن الفلسطينية خلال أسبوع:

رام الله اليوم:

يبدأ الفيلم الوثائقي بمجموعة جنود من السلطة الفلسطينية أثناء التدريب، ثم يبدأ المراسل الإسرائيلي بالكلام قائلاً: انظروا جيدا لهؤلاء الجنود .. ربما هم خط الدفاع الأخير لنا من تحول الضفة إلى حماس كما القطاع، هذه الدورة الأخيرة لهم، الأجهزة الأمنية الفلسطينية في الضفة الغربية... هل هذا يكفى ويعطي إجابة كي لا تتحول الضفة إلى حماس ؟ لكن يتضح أنهم في الضفة يتحولون إلى( اتراكسيا ..).. ويضيف: فتيات جئن إلى هنا كي يشجعن هؤلاء الجنود ..ربما حتى لا ترجع المناظر إلى ما جرت في غزة.

نابلس هذا الأسبوع:

في دوار الحسين في نابلس قرروا بكل بساطة طمس حماس، حتى على الجدران الكل موجود فتح والجهاد الجبهة وكل التنظيمات إلا حماس فلا يوجد أي شعارات لحماس على الجداران .. ليس بعد ما صنعوه في غزة، نابلس مثلها مثل كل مدن الضفة الغربية تحت سيطرة فتح، لكن تحت ضغط تصريحات الزهار ..(حماس في الوقت المناسب ستسيطر على الضفة)حسب الخطة بعد نابلس جنين الخليل رام الله وبعد ذلك أريحا.
ونحن -يقول المراسل الإسرائيلي- ستكون حماس على بعد أمتار من القدس وخمس عشر دقيقة من تل أبيب، هذا هو الواقع وهذه هي الحقيقة، ألا نرجع إلى القوة التي من المفترض أن تمنع ذلك إلى قوات توفيق الطيراوي.

ومن الفيلم أيضاً:

يقول الطيرواي رئيس جهاز المخابرات الفلسطينية: الضفة لن تتحول الى غزة وهذا حلم عند الزهار لن يتحقق حتى لو متنا كلنا، لن يحلم بغزة أخرى في الضفة الغربية، مع كل الاحترام لحماس إلا أننا أيضا ما زلنا أعداء... ويضيف الطيراوي: بعكس غزة الضفة أكثر هدوءاً، وهنا تحاول فتح تفكيك حماس ليس فقط من الأسلحة ولكن أكثر من ذلك بكثير، هؤلاء الذين يدخنون الشيشة ببساطة يعرفون أن جنودهم جنود فتح يعملون على مسح حماس من الضفة.

عبد الله كميل (أبو جهاد) مدير مخابرات نابلس يقول: أنا أستطيع القول بأن حماس الآن تحت سيطرتنا، هم يعرفون أنهم ضعفاء الآن لذلك هم يتصلون بنا ويعطونا أسلحتهم.

يعود المراسل الإسرائيلي للقول: نحن نرافق جنود أبو جهاد "ضابط فلسطيني" في عملية اقتحام لمؤسسات حماس. إحدى هذه المؤسسات في الطابق الرابع في إحدى البنايات.. حماس تحاول أن تستمر في عملها في الخفاء لكن المخابرات الفلسطينية تستطيع كشفها.
يقول هذا الضابط "أبو جهاد": إن هناك الكثيرين من حماس اقتنعوا الآن أن حماس ليست جيدة وان هناك الكثير منهم يعملون لدينا في المخابرات من حماس ذاتها، وما ترونه الآن من المفترض أن يهدم هذه الحركة ليس اقل من معركة حربية.

كتب أعلام إشارات أجهزة حتى كتب قرآن، كل هذا للمصادرة، أي شيء تملكه حماس يصادر ويحرق ..
يقول الضابط الفلسطيني للجندي الآخر: كل الموجودات هنا بتعبيها في كراتين وهي مصادرة بما أنها جمعية مغلقة بقرار من الداخلية.
أبو جهاد يشعر بان الشارع معه ولكن ما يغضبه بان الجيش الإسرائيلي بعد أن يقوم هو بمهاجمة هذه المقرات يقوم الجيش الإسرائيلي بمهاجمة نفس الأماكن، وهذا ممكن أن يفسر في الشارع الفلسطيني كعمالة وجاسوسية، وإذا نُظر إلى هؤلاء الجنود كعملاء في نابلس، الشارع الفلسطيني يرفضهم ويرفض حركة فتح.

يقول هذا الضابط: أنا ذهبت إلى هناك واعتقلته وفتشت وصادرت، لماذا انتم تذهبون إلى هناك؟ أنا قمت بكل المطلوب منا، إن هذا يضعفنا.

رام الله هذا الأسبوع:

شاب على قارعة الطريق مدخل رام الله يسأل المراسل الإسرائيلي: إلى أين ؟
 إلى رام الله
 وهل هذا مجزي؟
 الحمساوين دعونا
 والله لو تدخل عشرة أمتار أخرى ليقطعوك.
 (المراسل الإسرائيلي) نحن لا يقطعوننا لكن أنفسهم الفلسطينيين يقطعون ... (مع عرض مشاهد من أحداث رام الله ).

نحن الآن في طريقنا إلى الشيخ فرج من حماس في رام الله، في هذه الأثناء يبدو لي انه من الصعب عليه أن يقول رأيه بكل صراحة، يقترح الشيخ فرج أن ننتظر إلى المساء وأن نلتقي في مكان أكثر أمنا بالنسبة له
يسأل الشيخ فرج: من أين لك اللغة العبرية
 أنا تعلمتها في السجن عندما تعلمت في الجامعة العبرية من خلال السجن، سجن نفحة، ويضيف الشيخ:عالم غريب، إسرائيلي وحمساوي يريدان أن يتحدثا لكن فتح ترفض ذلك، وحتى نتهرب من المخابرات الفلسطينية... أدخلني إلى داخل مسجد، حقيقة أن المسجد هو المكان الأمن لي وله أمر أكثر غرابة خاصة عندما اسمع الخطبة التي تلقى داخل المسجد ..
 الآن هل هذا أسهل أن نتكلم من داخل مسجد ..
 كما رأيت اليوم في الأجواء الخارجية صعبة للغاية، إن حرية الرأي هي روح كل إنسان في الشعب الفلسطيني ولا يجب على أي إنسان أن يمنع حرية الرأي...

جنين هذا الأسبوع:

يقول المراسل الإسرائيلي: زكريا الزبيدي ...قائد كتائب شهداء الأقصى في جنين لم نعرفه وهو بملابسه المدنية .. فقد كان دوماً بملابسه العسكرية مع سلاح دوما في وضع استعداد. الآن بملابس مدنية بعد إن رفعه الجيش من قائمة المطلوبين، ما يسمح له بالتجوال ومصافحة أصدقائه من فتح، هؤلاء الحراس على سجن يسجن به أعضاء من حماس.

يقول الزبيدي: اعتقد أن الشعب الفلسطيني فقد هويته، حماس تأتمر بأمر إيران، وفتح تأتمر بأمر أمريكا، وضاعت الهوية الفلسطينية بين هوية أمريكية وهوية إيرانية، والناس في حيرة، الآن اعتقد يجب العمل على إرجاع القرار الفلسطيني إلى الشعب الفلسطيني لا العمل على إرجاع غزة بل العمل على إرجاع الهوية الفلسطينية، أنا اعتقد أن على الزهار أن يذهب إلى مستشفى مجانين للعلاج، هذا مريض نفسي هو ليس حمساوي.

يقول شاب من حماس: حماس ليست دكانه، بل حماس هي ضمير الشعب الفلسطيني، يجوز أن إخواننا يتعاملون بردة فعل وحماس تتعامل بضبط نفس، لكن حماس موجودة ما في حدا بيقدر يلغي حماس .

إلى الزبيدي. يسأله المراسل: لو أعطتكم إسرائيل الفرصة إلى الوصول إلى غزة لمقاتلة حماس فماذا تقول؟
 لو أعطينا الفرصة فأنا أول إنسان يصل إلى هناك لكي نعيد غزة لفتح، لا ليس لفتح بل للشعب الفلسطيني.
لكن إذا ذهبتم إلى هناك ستكون معارك، هل انتم مستعدون لمقاتلة حماس وهزيمتها؟
 نعم أنا على استعداد لمقاتلة حماس!!.

حول دور ومستقبل الفصائل الفلسطينية المسلحة

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى