الخميس ٢٨ آذار (مارس) ٢٠٢٤
بقلم رضوان علي السباعي

قابَ رِيحَين

عَلَّمَ المِلْحَ قَبْلَ بِدْءِ الخَلِيْقَهْ
ذلكَ البَحْرُ كيفَ يُزْجِيْهِ رِيْقَهْ
إنَّ لِلْيـَمِّ فيهِ أنْ ليسَ يَعْرَى
مُذْ غَدَا المِلْحُ بالدِّمَاءِ شَقِيْقَهْ
فانْحَنَى الموجُ صَبْوَةً بِيَدَيْهِ
مِلْءَ كفَّيْهِ غَرْفَةً لِيَذُوقَهْ
أوَ لَم تُؤمِنْ؟
قالَ كي يَطْمَئِنَّ الـْ
قَلْبُ يا بحرُ ، كيفَ بِتَّ غَرِيْقَهْ؟!
قال ذُبْنا بِبَعْضِنا فِي عِناقٍ
واعْتَنَقْـناهُ كْي نَدِيْنَ رَحِيْقَهْ
بَعْدَها البحرُ فِتْنَةً مِن سَنَاها
عَلَّمَ الشمسَ أنْ تَحِيْكَ بَرِيْقَهْ
كُلَّما لوَّحَتْ لهُ بالتَّـنائِيْ
أَبْجَدَ الضوءَ كي يَصُوغَ عَقِيْقَهْ
جَسَدَاً مُذْ تَمَثَّلَ الماءُ ما شَا
خَتْ مَسَاعِيْهِ ، خَطْوُهُ كُنَّ نُوقَهْ
ليسَ يَعْمَى ، لَهُ الرِّياحُ أَيَادٍ
كُنَّ مِنْه ُ إذا نَوَى السَّيْرَ سُوْقَهْ
صَيَّرَ الرِّيْحَ جُنْدَهُ فَكَسَاها
قابَ رِيحَينِ ، مِن عُرَاهُ الوَثِيْقَهْ
وَكَمَا أَرْضَعَتْهُ - مُذْ كانَ يَحْبُوْ
فِي عُرَى المَاءِ - مِن رُؤاها الوَرِيْقَهْ
مِثْلَما يَنْبُتُ الحَنِيْنُ بِصَدْرِ الـْ
صَبِّ، سَجَّرْنَ بالحَنِيْنِ حَرِيْقَهْ
كان رَكْبَاً لها وكانتْ رِكابَاً
ليسَ يُبْدِيْ لِمَ اسْتَدَارَتْ عُقُوقَهْ
وهْوَ مِنْها حَناجِرٌ ما أَصَاخَتْ
مِثْلَما لا يَخُونُ رَعْدٌ بُرُوقَهْ
يُرْسِلُ الماءَ بالرِّياحِ جِيَاداً
صافِناتٍ وراءَهُ بالسَّلِيْقَهْ
كُلَّما اْهتَزَّ شهقةً ، بِجِبِلٍّ
أَرْعَشَتْ زَفْرَةً تُرَوِّيْ شَهِيقَهْ
ما طَغَى الماءُ واقِفاً فَحَرُونٌ
ليسَ يَدْرِي عَدُوَّهُ وصدَيْقَهْ
وَهْوَ أَطْغَى اْنحِنَاءَةً لَيسَ يَحْنُوْ
حِيْنَ تُضْحِيْ السَّماءُ دَرْباً سَحِيقَهْ
مِثْلُ سَيْلٍ بِذُعْرِهِ يَتَنَادَىْ
هارِبٍ مِنْ عَلٍ يَشُقُّ طَرِيْقَهْ
صَدْرُهُ -كالذِّئابِ تَعْوِي- الرَّحايا
وَهْوَ يَقْتَاتُ - حِينَ تَحْسُوهُ – شَوْقَهْ


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى