قَدِم نسختكَ المثلى
لكل فرد شخصيته الخاصّة به، ليس على مستوى بصمات العين والأصابع فحسب، بل على مستوى ذاته وكيانه كله، لكل واحد فينا منجمه الخاصّ وسحرٌ يُفَرده عن غيره، فإذا أردت خلق شخصيتك المؤثرة، لا تتصنع وكن على سجيتك، واجتهد لتقدم نسختك المثلى.
أنت لا تحتاج لتقمص شخصيات الغير، تأكد أن لك سحرًا خاصًا، فلماذا الشعور بالدونية؟، كن واثقًا من نفسك، واحذر أن تكون الغراب الذي أضاع مشيته. لا تضع لنفسك أهدافًا غير واقعية،
ثم اجتهد في تحقيق خارطة الطريق. لا تعاتب نفسك ولا تلمها على ما لا تستطيع. فأنت إنسان محدود الطاقة، تحتاج لرعاية نفسك ورعاية من هم حولك. لا يعني هذا الحديث الكسل قطعًا، بمعنى ضع لنفسك خيطًا وسطيًا بين الكسل والسقف العالي، وسر بتوازن ومرونة.
١-القوة البدنية:
ضع لنفسك خطة وبرنامجًا غذائيًّا وصحيًّا، ومارس رياضتك بانتظام؛ استخدم بعض الأوزان إذا أمكن، واهتم ببنيتك العضلية، فالبدن القوي هام ومؤثر في تألق سحر الشخصيّة، احرص على أخذ حصتك الكافية من ساعات نومك، فقلة النوم لها آثار خطيرة يجهلها الكثير، استخدم لغة الجسد Body language، وتعود على البراعة في استخدام حركات الجسد.
٢-القوة الذهنية:
نشط عقلك بتمارين الذكاء، خصص لك وقتًا يوميًا لألعاب الذكاء والذاكرة، هذه الألعاب ليست ترفًا، مثل: ألعاب بطاقات الذاكرة، وحل الكلمات الضائعة، والكلمات المتقاطعة، ولعبة السودوكو، وغيرها، خصص لنفسك بعض الدقائق للتأمل وليكن في الصباح مثلًا، فهو يبطئ شيخوخة الدماغ. حافظ على ذاكرتك مع تقدمك في العمر، ثم تحلى بالتركيز والذهن الصافي، وابتعد عن الضوضاء والمشتتات، وتعود على استراتيجية التفكير قبل تقديم الإجابة.
٣-القوة اللفظية:
تمرن على الحديث بشكل يومي، واغتنم الفرص لتتمرس على المناقشة والحوار، استخدم أسلوب سوق الأمثلة للتوضيح، وطرح الأسئلة لجذب الانتباه، ثم ضع ملخص محدثك لتشعره بالاهتمام، تحدث بصوت واضح وقوي، تكلم بثقة، علمًا أنّ هناك فرق بين الغرور والثقة، تحدث بصدق وصراحة دون أن تحرج الآخرين، وابتعد عن استخدام الكلمات الجارحة، ثم لا تنس تقديم كلمات الشكر والامتنان.
٤-القوة السيكولوجية:
حالتك النفسية وانفعالاتك لهما الأثر الجوهري في بناء سحر شخصيتك، لذا عليك أن تتخلص من أي علة نفسية تنتابك، كحالات الاكتئاب، والرهاب، والاضطراب المزاجي، والانطوائية. تخلص من مخاوفك، وأبلغ طبيبك عن نقاط ضعفك. ثقف نفسك واقرأ في علم النفس، وتحلى بالمرونة وأدر عواطفك بعناية. مارس القيادة، فكل فرد قائد في مجاله. طور من ذاتك، لتكسب الثقة وتشعر بالطمئنينة والسلام الداخلي.
٥-القوة الشخصية:
لا تأتي قوتك الشخصية بكبسة زر، إنما هي مجموعة تراكمات، عليك في البداية تقمص دور قويّ الشخصيّة، بتحمل المسؤوليات وخطف المبادرات، وإدارة المواقف بعقل وحكمة، تحكم في الانفعالات وتنبه لنوبات الغضب التي قد تصيبك في المواقف الحرجة، استخدم ذكائك العاطفي، وقوّم السلوك الخطأ وصحح الاعوجاج، كن حازمًا وتمتع بالمرونة، احذر من تقلبات المزاج، واهتم بسحر شخصيتك، واجعل ابتسامتك علامة فارقة تميزك.
٦-القوة الأخلاقية:
مزاولتك العملية للأخلاق، تجلب لك المزيد من المعجبين، لذا كن متواضعًا متسامحًا، وترفق بمن هم حولك، احترم الآخرين، و ستجبر الجميع على احترامك. احترس من النقد فقد يقودك للوقوع في بؤرة الزلل. تجنب اطلاق قنابل الأفعال، وإن كنت مصيبًا، فكم من شخص أهدر دمه نتيجة نقده الحاد؟، فلكل فعل خاطئ ضريبة، فتجنب دفع الفواتير.
٧-قوة القيم:
ضع لنفسك سلة قواعد وقائمة مبادئ وقيم لا تحيد عنها، مثل: اجتناب السرقة، واجتناب الكذب، واجتناب كل ما يخدش المروءة، كوّن لنفسك سمعة ومصداقية، فالناس يتجنبون من لا يضع لنفسه حدودًا. مفلس القيم مكروه، ومن يتسم بالانضباط القيمي، يكسب الكثير من الجماهير، فالتشبث بالقيم قوة تضاف لرصيدك الشخصي.
٨-قوة الأناقة
تعلم الدرس من بائع الفاكهة، فالتفاحة البراقة تجذب الزبائن إليها، لهذا اهتم ببريقك ومظهرك واناقتك ونظافتك الشخصيّة، الأناقة جزء لا يتجرأ من ثقافتك وسحر شخصيتك، فمثلًا الاستحمام اليومي ضرورة لا غنى عنها، والملبس الجيد يساهم في تكوين الكارزما، دع عنك حديث المثبطين، وكن جيد المظهر، ودع قافلتك تسير، على هذه المبادئ وسترى نفسك يومًا قد بلغت نسختك المثلى.