لاجىء
قصيدة لاجىء من الباب الأول: عن الحرب و الروح_ ديوان شعر أجنحة الإنسانية
وإنّي وطنٌ لاجئ..
وكُّلي أوجاعٌ
كُّلي فرح
كُّلي أنينٌ.. كُلّي غناء
رقصٌ وعجزٌ...
نضارةٌ وذبول
كُّلي احتضاٌر... كُّلي انبعاث
قبوٌر من حولي
وأجلس في حدائق
نواقيسُ الموت تُقرّعُ في قلبي
وأخرى تنادي..
عليّ يجبُ الفرُح والحياة
كتبي ممزقة
جفت ورودي عليها ..
و على طول الطريق شرعت أعمل
في قلبي أحمل قلماً و ورقة
أكتب عليها...
للحياة نداء
طيوري هجرتني..
رحلت عني السحب
و في وسع السماء أنا أحلّق
أبحث عن معنى لحروف الهجاء ..
عن الطوفان حدثوني ..
لم يدركوا أبداً ..
أنّ الطوفان هاجمني..
و اعتلاني موجه..
و تحت مياهه...
أشعلتُ قنديل..
تدفأتُ بنوره...
و به كتبت للسماء تراتيلي...
أتنفس دون شهيق..
لأزفر كبرياء...
وإنّي وطنٌ لاجئ..
و عن بائعة الكبريت حين قرؤوا ..
بكوا جميعاً...
ثم أغلقوا كتاب الحكاية..
ونام كلٌّ في فراشه الوثير...
كأنهم ما عرفوا ...
أن تلك الحكاية..جزءٌ صغير...
من ألفِ حكايةٍ و حكاية..
تموتُ فيها كل يوم...
بائعةٌ للورد...
أو حتى...
بائعةٌ لورق الحكايا...
و من الذئب قد ضحكوا..
حين أقتص منه الصياد..
و عاد بليلى سالمة..
تحيا بطلة حتى النهاية..
و في كلّ يوم..
ألف ذئب..
يحجب الضوء..
يقتلُ جمال الليالي..
و كلَّ بداية
و بياض الثلج..نجت بروحها..
و عاشت بسلام مع أميرها...
و الثلج يُدّنس بياضه قطرات...
تساقطت فوقه...
من دم أرواح الضحايا...
لاجئ...
قد ماتت فيك كل الحكايا يا وطني...
لم يجد التاريخ لمآسيك نهاية..
ماتت الأم..ليدفنها طفلها..
و مات الطفل...
فلم يدفنه إلاّ غراب جريمة البداية...
نحن.
المهجرين المطعونين في وطننا_
سُلبنا حق سرد الحكاية..
فكنا أبطالها المجهولين...شهداءها
لم نعط الحق بأن نكون مؤلّفي الرواية
الوجدان و الحب و الكرامة
في حياتك يا وطني..
ماتوا ..
و بقي السّياف و الجلاد...
لُيجلدَ كلّ روٍ عن الظلم..
كل الحكايا...
لاجئ...
و لن تُمحى من عناوين البشرية
فمن رماد دمار الإنسان فيك...
ستضيئ المشاعل الكونية...
و سيسقي كلٌّ منا بعلمه..
ظمأ الإنسانية ..
ستجعل من جريمتهم موعظة خالدة..
كقطعة أثرية...
لتجمع ذاتك المتشرذمة..
و تستخرج منها كنوزاً لؤلؤية..
الوطن محميّ فيك
أنت ملجأ الوطن ..بك يعيش..
و عندك يبدأ ..أو يتوقف..
دوران الكرة الأرضية..
فأنر بجبهتك وسِعَ الفضاء..
و قل لاجئ..
بكل عنفوانية...