الجمعة ٢٥ شباط (فبراير) ٢٠١١
بقلم السعيد موفقي

لا يشبه إلا نفسه

إهداء إلى صديقي البعيد الأخضر

كالصاعد من فوهة جهنّم، يغازل بعجب ذاته المنهكة وروحه البائسة، تكاثرت من حوله الأحلام، واحتشدت داخله كوابيس قارضة. .. ارتعدت فرائصه... اشدّ تمسّكه بخيطه الرّفيع...، استفاق عندما انقطع تيار الكهرباء... وتشابهت الشوارع وصارت مقطعا طوليا لدائرة قطرها متماسك، تزحف باتجاهه. ..تقول رواية: إنّه طلب من كاهن كلاسيكي أن يفسّر له رؤياه القديمة التي دوّنها في مذكرته ولم يخبر بها أحدا، وكتم غيظه... وبقي حلمه يراوده... يعدّ للمدينة الجميلة عرسها لكنّه لم يجد ما يقول سوى: إنّني أحبك يا مديني الجميلة، أنا مجنون بك، أنا التاريخ الذي ضاع مع أحلامكم القديمة سأضحي بكل ما لديك عفوا ما لدي من أجلك...، ها أنا ذا استرجع لك مجدك في هذا الليل البهيم، ومن حولي رجال أشدّاء، وكلاب يحسنون النباح والعض جئت بهم من الضيعة الفاسدة لعلّي أصلحهم وأصلحك...، تحميك من نفسك،

لعلها مفاجأة يا مدينتي العزيزة يا خضرائي، يا حلمي يا جنوني. ..، إنّي أخشى أن يتخطفك العدومنك. ..مني، أعشقك كهذا الليل الذي لا أعرف نهايته، صار فجرا يقلقني وبحرا تقلقني أمواجه. ..سأحاسبه. ..وأقهر صانعيه سأقاتله بكل شجاعة. ..لست جبانا كما يتهمونني، ما ذا فعلت غير أنّي أخلِّصك منه ومن عذابك وأعيد لك قيودك قبل أن تتكسر... ماذ فعلت غير أنّي غرست في حقولك "الطحين والجبن" أفضل ما يغذيك ويعلي شأنك، ستموتين شجاعة كالتي تعلمتها مني...، أعلم أنّك تبكين ابنك المهاجر...غدا سيعود وفي يده شهادة ليبني مسارح وملاعب وميادين للتدريب، ويعزّ علي أن أتركك للمياه المنهمرة، تتدفق كثيرا في شوارعك الجميلة المخيفة... ولكن اعلمي أنّ بكاءك فرحي الشديد...،

غدا ستضحكين كثيرا...،

عودي إلى الانتظار كطفل يحبّني. ..وسأشتري لك شيئا تحبينه كثيرا، ولكنّني لا أعرف ما ذا تريدين...،
فهمتك أخيرا فقد قالها قبلي رجلان صالحان في غابر الأزمان فعاشت مدينتاهما في عز ونبات وثبات وهما يرقدان في سريرين من بياض. .. يتنعّمان بالهدوء التام. ..وها أنتِ يا حبيبتي أريدك أن تشبهيني.

إهداء إلى صديقي البعيد الأخضر

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى