الخميس ٢ آب (أغسطس) ٢٠٠٧
بقلم
لحظة حنين الى وطن!
أبدأ كتابتي وأنا متيقنة أن صمتك انطبع بداخلي إلى حد كبيربركان تناقضاتك ثار كمجنون أمام عيني مرات ومراتحممه التي استقبلتها بسكونليس أشد إيذاءً منها سوىدموعي الخرساء البعيدة عن الآهات.أيا ليل الغربة متى ستنفض ثوبك عنيوتجعلني أفرد جناحي الحنين إلى وطنيلأحلق في سماء الجذور والانتماء!أعلم بأنك لن تجيبني بأكثر من الصمت الصاخبقد آلفته حتى بات مساراً لتأملاتيلأفكاري لطموحيجربت أن أتخطى حدود السكينةأن أهرب منك قليلاًأرجع لمؤونتي الداخلية من العاطفة والحنانوقد كنت قد حزمتها عندما حزمت حقائبي إليكحاولت مراراً أن أنفض عنها غلاف البرودةالتي غلفتها بها سنتين وأكثر في أحضانك !جربت أن أدفئها ببعض الأمل بالغدولو كان هذا الغد لا تظلله الشمس حيث ولدت الآمالوتفتحت الطموح وبزغ فجر الأحلامحيث كانت الطفولة التي جبلت بالنضج المبكروبالقلق المسؤولكأني بها لا تسمعني كأن ما تبقى منها لم يعد يفهم لغتيأنا أنطبع الصمت بوجداني منك وهي بقايا وطنلا ولن تفهمنيهي بقايا لا تذيب جليد غربتهاإلا تحت شمس موطنهاهي بقايا وطن بغربتيوبذور الماضي ، خيبة الحاضر وربما أمل المستقبل بموطني !إنني أشعر برغبة جامحة هذا المساء لأتسامر معكلأشكو منك إليك ، لأخبرك بهمس المتواطئينبأنك أب بلا كنف وأم بلا عطف وأخ بلا صلةوقريب بلا رابطة وصديق بلا وفاءأنك أرض بلا ثمر وغيم بلا مطرأنك المأوى ولكن بلا وطنأنك ليل الغربة!قد تقول أني ناكرة الجميللا ولن أكون !يا من لم يسدل ستاراً بيني وبينه ليقيني النظر الى برودة لامبالاتهولم يخجل من النظر إلي عندما تعرت عواطفي مني أمامهيا من لا يرحم ولا يجاملكنت صادقاً بوقاحتكفلا بد أن أرد الجميل بصدقلا تغلفه أيام عشتها عندكوما زلت أعيشها...تبقى ليل غربة وتلك الأيام بناتكولن تتحرر بقايا الوطن بداخليإلا عندما أغادر أرضكوآوي بها الى حيث الهواءالى حيث الأرض والسماءالى حيث الأب والأم والأخ والصديقإلى حيث الوطن الحبيب الى لبنان.