الخميس ١٧ آب (أغسطس) ٢٠٠٦
بقلم توفيق الحاج

لست بحاجة للرد..!!

" رسالة إلى الطيار الذي قدم إلى قانا السفر الثاني من المذبحة "

نبارك لك نوط الإجادة.. وهنيئا لك بنجمة إسرائيل.. ونشيد هاتيكفا المذهب يلمع بين حاجبيك..

لك المجد أيها النسر المحارب.. يا للروعة.. بقذيفة واحدة عجنت ستين طفلا بالركام ولم يرف لك جفن..

هل فكرت فقط برتبة أعلى ومدح رئيس الاركان لشجاعتك النادرة على شاشة القناة العاشرة..؟!!

ألم تفكر بزوجتك الجميلة.. أو بابنتيك.. تلعبان لعبة السلام قرب باب ملجأ محصن..؟!

أظنك.. لو تصورت انهما عصفورتان تزقزقان مع عصافير قانا ما ضربت حتى ولو اثقلت صدرك كل الاوسمة..!!

*

أيها النسر المحارب..

هل قتلوا الانسان فيك قبل إن يصعدوك االقاذفة..؟!!

هل نزعوا من قلبك أخر عهد لك بالبراءة قبل أن يأمروك بالضغط لاطلاق القنبلة..؟!1

هل أصبحت بما لديك من تقنيات تمارس القتل الجماعي كما تمارس لعبة الفيديوفي منزلك..؟!

..هل يرضي غرورك أن تكون مجرد ترس لامع وبلا مشاعر في غول ميكانيكي قذر..؟!!

في قمة زهوك للاسف..
لم تخطر ببالك صورة جدتك "زهافا " وهي تذهب بالقطار إلى " اوشفتس " دون
رجعة..!!

ولم يخطر ببالك أن تعود لترى عكا تلوذ بخوفها مثلما صيدا..!!

*

أيها النسر المحارب هلا نظرت إلى يديك..؟!!

الدم يقطر منهما رغم اغتسالك كل يوم مرتين

أي ستمسح..؟!!

دم طفلة من بيت حانون.. دم عائلة في الشجاعية.. أم دم قانا.. أم دم صناديق الفاكهة في القاع..أم دم الشياح؟!!

هل تأملت لوحة الاحتضان الاخير بين أم وطفلها وقد رسمتها بقنبلة ذكية..!! وعلى عجل..؟!

لعلك قد نظرت إلى وجهك..عند استراحتك القصيرة قبل مواصلة اصطياد الفراشات..!!

ألم تلاحظ إن شيئا فيك قد تغير..؟

أنظر..ناباك يكبران..عيناك تصغران تحدقان فيك كعيني ذئب..

حتى ابتسامتك تبدو شيطانية أكثر ونظراتك إلى ارتياب الشك فيك أقرب..!!

*

أيها النسر المحارب..

هل تنام الان ملء جفنيك..؟!!

الآن أو ربما غدا تتسلل اشباح الضحايا المتفحمين من الجنوب ومن الشمال إلى فراشك رغم انفك وموسيقى تشايكوفسكي الهادئة

يلوحون إلى ابنتيك..يقدمون اليهما تمرا وماء

بعد هنيهة تغادران حمامتين إلى الفضاء..

تصحو..

وتصرخ..

تهذي..

لن يسمعك أحد إلا أنت..

لن ترى إلا جنودا يحملون سفر اشعيا ويرقصون على عظام وجماجم..!!

بمخالب من نحاس تنزع وجه الوحش فيك دون جدوى..تراك تمضغ لحم احدى
طفلتيك بلا توقف..

تصرخ مرة أخرى

تلهث من ضحاياك..

يحاصرك الحطام..

عندها..

ربما يستيقظ فيك ما اغتاله الجنرالات وينتهي الكابوس بطلقة في الرأس..

أو ربما تقضي عمرك هاربا أمام مطارديك كفارس مجنون..مع زجاجة خمرفارغة..
وحيدا في ليلة شاتية ثم تنتهي بلمح البرق في حادث طرق..!!

أو ربما تبقى كما أنت مجرد قاتل عجوز يتباهى كل تموز بنوط المجزرة..بينما الأحفاد يتهكمون..ويستعدون لتطيير طائرة سلام ملونة!!

أما أنا..وأطفال قانا الذين نجوا..سنظل نحلم إلا تموت نسرا

سنظل نحلم أن يطول عمرك إلى يوم تجلب فيه أنت وقادتك إلى ساحة عدل كمجرمي حرب..!!


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى