السبت ١٣ شباط (فبراير) ٢٠٢١
بقلم عامر جنداوي

لسيّدة مُتنرجِسة

لِسيّدَةٍ مُتنَرجِسة
خفّي عليك، وهدّئي يا ثائرة
ما الشّعرُ إلاّ روحُ سِحْرٍ عاطرة
ما كان فخرُ المَرءِ حِكرًا حازَهُ
دون الورى، كلٌّ حَيا ومفاخِرَه
ما أكثرَ المتشامخينَ، وقلّةٌ
مَن دقّ بابَ المَجْدِ جازَ الدّائرة
الفخرُ في أصلِ المعاجمِ عِلّةٌ
ما لم تكُنْ خيرُ الشّمائِلِ حاضرة
إنّ الأنا أصلُ الأنانيَةِ التي
قتلَتْ مُلوكًا قد عَتَوا وجبابرَة
كلٌّ، وأنتِ سرابُ صَيْفٍ عابرٌ
ما نَفْعُ خِلٍّ إنْ سَعى لِمُناصَرَة؟!
فعلامَ يحسُدُك الأنامُ وما رأى
أحدٌ عناقيدَ الكُرومِ الكاسِرة
هلاّ ارْعَويتِ، وفي التّواضعِ رِفعةُ
وكرامةٌ وفضيلةٌ يا "شاطِرة"
هَلْ كانَ "أظلمُ" إذْ يُتأتِئُ شاعرًا
أو كلُّ مَن عَلَتِ المنابِرَ شاعِرة
أو كلُّ من سهرَ اللّياليَ مُبدِعًا
أو كُلّ مَن قالَت: "أنا ذي" قادرة؟!
ما كلُّ مَن مَدَحَ العروسَ بعالِمٍ
سِرَّ الملاحةِ والجَمالِ وباصِرَه
فَحروفُنا غيْثُ السّما يروي (م)
نفوسًا مَيْتةً لتعودَ غضّةَ زاهرة
وَإذا أردْتُ الحرفَ سهمًا كان لي
يرمي الطّيورَ من الفضاءِ الطّائرة
وأنا الذي رَمَتِ القوافي حَمْلها
لمّا برزْتُ مع الغيومِ الماطرة
دُرَرُ القصائدِ من نَفِيسِ مَحارنا
وحروفُنا عِلْقُ الكنوزِ النّادرة
أمّا الظِّلالُ فمِنْ ضفائرِ شَمْسِنا
فَلَشَتْ سَنًا فوقَ الغُصونِ النّاضرة
لِيَحُطَّ فرسانُ الكلامِ رحالَهم
يَبنون مَجْدًا في عَميقِ الذّاكرة
إنْ قيلَ مَنْ لِلشّعر كنّا منهمُو
أو عُدّ أهلُ الحرفِ نحنُ أباطرة
فَاقْسِي على النّفْسِ الجَمُوحِ وهذّبي
تبًّا لنفسٍ، يا صديقةُ، ماكِرة
وَامْضي رعاك اللهُ لا تتلفّتي
لا ضَيْرَ إنْ جئْتِ القصائدَ زائرة


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى