الجمعة ٥ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠١٢
بقلم مصطفى أدمين

لفتوى البـَهيمية

قرأتُ في كتاب فقهي هذه الفتوى بخصوص من أتى معزة:[يُرجمُ الفاعل ويُقتل المفعول].

موضوع «البـَهيمية» ـ هو الآخرـ موضوع قديم/جديد. ومن واجب فقهاء الدين وأطباء النفس وعلماء الاجتماع طرحه للتحليل والمناقشة نظرا لخطورته على الصحة الجسدية والنفسية والسلوكية للإنسان والحيوان.

يقول الشيخ القردوح خادمكم:«حكم من يأتي البهيمة هو أنّه زنى لا يختلف عن زنى الإنسان بالإنسان؛ ذلك لأن الزناة ينحدرون من رتبة الإنسان إلى الحيوانية بما اتّبعوه من غرائز الحيوان. والله يعلم وأنتم تعلمون أن الحيوانات لا ترتكب الشذوذ الجنسي في غالبيتها، باستثناء القردة والكلاب. بل إن الشخص الذي يغتصب معزة أو حمارة لهـُو أحقر من قرد أو كلب؛ ولذلك وجب عليه الحدّ الأقصى؛ أي القتل.

غير أنّ الفتوى التي قرأها غير عادلة، ولستُ أفهم كيف استطاع الشيخ الفقيه العالم أن يقيم الحدّ َ على حيوان وديع بريء وما هو إلا بكماء(؟) وإنّي أتخيّل معاناتها حين جرّها المجرم إلى الخلاء وأحكم قبضته عليها وفعل بها ما فعل. فبأيّ حق وعلم نقيم عليها الحد الأقصى؟ الأحرى أن نأخذ بيدها ونقوم بمعالجة جرحها وترميم نفسيتها المحطّمة ومساعدتها على الاندماج.

«البهيمية» مرض عُضال متفشي في جميع المجتمعات والأزمان، وكم من مغتصب للبهائم يعتقد أنه فلت من العقاب، غير أنّ الحيوانات ستنتقم لنفسها؛ رأيتُ ذلك في رؤيا هي أساس فتواي البهيمية هذه:

رأيتُ جهنّم مثل بستان فيه معزة ترفس رجلا لا يدان له ولا رجلان وهو يبكي ويسترحمها وهي تقول له «هل رحمتني في ذلك اليوم؟». ورأيتُ في جهنّم أخرى رجلا ما فيه سوى الرأس، وحمارة تركله وتطير أسنانه فتعود إلى فمه وتعود هي إلى ركله؛ ورجلا مصفدا ودجاجة تنقر عينه، وآخر كلبة تنهش بأنيابها عضوه التناسلي، وهِرّة تمزّق وجهاً بليدا، وحنشا يدخل من دبر رجل ويخرج من فمه، وناقة جاثمة على صدر واحد يصرخ ويطلب الرحمة...


مشاركة منتدى

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى