الأحد ١٧ أيلول (سبتمبر) ٢٠١٧
بقلم صالح أحمد كناعنة

ليلُ المَزايا القاتِلَة

الليل في صَمتٍ يخالِلُني
ويقول لي لم تُهدِها عَبقي
لم تُهدِها شوقَ النّدى لغدي
والروح ترضَعُ صفوَةَ الألَقِ
نامَ الدّجى.. لم يدنُ نافِذتي
فالنّومُ يخجَلُ أن يُحاوِرَ من تجرّدَ للكمالِ، وقام
ولطالما عشنا نخافُ الليل حين تخونَنا الأحلام
تستيقظُ الأبعادُ فينا ..
تستغيثُ الماوراء..
كلُّ المدى المحبوسِ خلف سكوتنا لونُ الهُراء
ووراءَ نافِذَةٍ أقمناها ليَحتَجِبَ النّهار
كلُّ النّهاياتِ التي تُرجى مَلامحُ لانفِجار
كلُّ المدارات التي نُفيَت بها الأقمارُ تهجُرها السّكينة
الماوراءُ جنوننا...
زمَنًا توَرَّطنا بأحجية الجمالِ مضى يُحاورُهُ الألم
أبدًا خسائِرُنا تَطولُ لأنّنا
عشنا إطارُ مَصيرِنا أسرارُنا
الفكرةُ العذراءُ كلا.. لن تكونَ صدى الدّماء
الفكرةُ العذراءُ ليست طفلةً شرعيَّةً لخَديعَةِ القتلِ الرّحيم
أنّى يهونُ الموتُ... تنتصِبُ الخَديعَة
فَلَطالَما صَهَلَت خُيولُ الشَّرِّ خَلفَ حُدودِنا
لم يُشهِرِ اللّيلُ الذي فينا غَرائِزَهُ..
ولم يَلجَأ إلى اللّغَةِ العَقيمة
كم يَصعُبُ استِعدادُنا للتَّضحِيَة
لما تكونُ الريحُ من أنفاسِنا..
والمِلحُ رَشحَ غُيومِنا..
والعاطِشاتُ جِراحَنا.
أعداءُنا –واحسرتا- حُكّامُنا..
والظلمُ فعلُ زُنودِنا...
والشّاكياتُ قُروحُنا
ومصيرُنا قيدَ المَزايا القاتِلَة!.
مَفصولَةٌ عن جُرحِها آلامُنا
أعذارُنا أسرارُنا
خَلفَ المَرايا الموغِلاتِ بِلَيلِنا
تَرنو عُيونُ شَهيدِنا مِن صَمتِنا
تَرثي بَراءَتَنا،
وكلَّ الباقِياتِ القاتِلَة...
تَتَمَرَّدُ الأحوالُ فينا ..
يَستَبِدُّ الموتُ
يُغري الصّمتَ بالإذعانِ للّيلِ الذي يَعتامُنا
يدنو صَفيرُ الوهمِ من قَبرٍ أراحَ جُنونَنا..
يَنأى بِنا لِمَدائِنِ الغَيمِ التي لا تَحتَفي بالأمنِياتِ القاتِلَة
في حَضرة ِالموتِ الذي يَنأى بِنا عَن صَوتِنا
كُلُّ المَعاني قاهِرَة
الفِكرَةُ العَذراءُ تَغدو هازِلَة..
كل المعالِمِ جامدَة
ويظل يُهدينا جَفافَ عُقولِنا
لَيلُ الحَكايا القاحِلَة..

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى