

ما يخدِشُ الحسِّ من لونِ الحكايَة
لا أحدَ يسمَعُ وقعَ أقدامِ العابِرينخالِيةً مِن أيِّ أثَرٍ تَمُرُّ أنفاسُ اللّاهِثينصفراءَ كَحَبَّةِ عينِ السّرابعَجِزَ الشَّوقُ عَن انتِشالي مِن تَباريحِ الهَواجِسوزُحوفُ الظّلامِ بِجَبَروتِها..تَسوقُ الأعيُنَ المرمودَةَ إلى أركانِ النُّعاسلا طَعمَ للغُبارِ المَهجورِ في مَدارِجِ بابِل؛كانَت رسالَةُ الأيامِ للذّاكِرَةِ المُقعَدَة،حينَ راحَت المُدُنُ تَتَّكِئُ على كَتِفِ الوِصايَةوالحِكاياتُ تَعزِفُ أنفاسَها.قلبُ الصُّدفَةِ المُفعَمُ بالمَخاوِفيعَلِّقُنا إلى سَحابِ التّرَقُّبهُروبًا مِن مَواسِمِ الذِّكرياتِ البائِنَةتلكَ التي تَخدِشُ الحِسّوتَفتَحُ أعيُنَ المُطمَئِنّينَ إلى نُعاسِهِمعلى مَلامِحِهِم المُتآكِلَةوقَد صُمَّت عَن نِداءاتِ المَدىخلفَ الصُّوَرِ الغارِبَة.لا أحَدَ يُبصِرُ ما تَجرَحُ خُطى الفَزِعينمِن أناشيدِ المواكِبِ الصّاهِلَةِ في عُمقِ الزّمَنتناهَت حينَ اضمَحَلَّ الأثَروباتَ المَدى لونَ الأماني الرّاعِشَة،والرُّؤى المُتَقَزِّمَة.سابِحَةً في اللامَحدودتَظَلُّ أشواقيمُذ تَسَلَّلَ دَبيبُ الخَدَرِ إلى روحيوبتُّ لا أجِدُ في مُدُني المُتَّكِئَةِ على ظِلالِهاحَقلًا أُلقي على صَعيدِهِ بِذارَ المَحَبَّة!في فَضاءِ الأخيِلَةِ المُتَشَنِّجَةالمَشدودَةِ قَسرًا إلى نَوافِذِ الحَذَرحيثُ تَلاشى صَدى القُبلَةِ الأولى-قُبلَةِ الرّوحِ للأرض-وباتَت الأحوالُ تَتَناسَخوبلا مَطَرٍ يُوَقِّعُ على صَفَحاتِ المَشاعِرهَمَساتِ "اوتِربي"* على وَعيِ الزَّمَنوقبلَ أن تَأوي أجنِحَةُ النَّفسِ إلى مَغاوِرِ التّرَقُّبقبلَ أن تَتَلاعَبَ العاصِفاتُ بساحاتِ خَريفِناقبلَ أن تَصوغَ أخيِلَةُ الفَراغِ أفقَ خَواطِرِناقبلَ أن تتَوَقَّفَ عَذاباتُ أحاسيسِنا،عَنِ الرّقصِ بينَ الضّلوع...قبلَ أن تُصبِحَ القُبلَةُ أمَلا؛يُشرِقُ في حَقلٍ بَعيد..كُنّا وَقَفنا حَيارىبينَ شاطِئِ الحَياةِ، وبحرِ المَصيروكانَ قلبُ النّوى مِنايُعانِقُ الفَراغَ في مسارِحِ الظُّنون
* اوتِربي: عروسُ آلهة الموسيقى عندَ قُدَماء اليونان