الأربعاء ٢٦ نيسان (أبريل) ٢٠٠٦

مبدعات عربيات يطالبن بحركة نقدية نسوية حقيقية

أجمعت مشاركات في ملتقى ثقافي نسوي استضافته مدينة سوسة التونسية على افتقار المشهد الثقافي العربي لحركة نقدية نسوية مقارنة بما وصلت إليه التجربة الإبداعية للمرأة العربية.

وشددت المشاركات في الملتقى الذي عقد في الفترة بين 20 و22 من الشهر الجاري على العوائق التي تواجه النقد النسائي في مجال الفنون، وعلى أهمية إقامة رابطة للناقدات وإصدار مجلات ثقافية مختصة في نقد الفنون من سينما ومسرح وموسيقى وفن تشكيلي.

وأشارت الناقدة الموسيقية العراقية المقيمة في بيروت سحر طه إلى أن عدد الناشطات الإعلاميات في لبنان في السنوات القليلة الماضية ازداد بشكل كبير حتى باتت لا تخلو اليوم صحيفة أو أسبوعية أو منبر من وجوه نسائية طموحة لديها نشاط وحيوية تتابع بشكل دؤوب الحركة الثقافية بكل تنوعها ومجالاتها.

وأضافت أن الموسيقى والغناء من أكثر المجالات التي تنشط فيها الإعلامية كمغطية للحدث، غير أن ذلك لا يمكن بأي حال من الأحوال أن نسميه أو نعتبره تيارا أو حركة موسيقية نقدية نسوية.

ودعت إلى جمع شتات النقاد الموسيقيين تحت ظل اتحاد أو جمعية أو مؤسسة عربية تتداول شؤون الموسيقى لتعزيز دور النقد وتشجيع المرأة أكثر على دخول هذا الميدان ليكون لها دور فعال فيه.

وفى الإطار نفسه قالت الأستاذة في المعهد العالي للنقد الفني في مصر سهير طلعت إن هناك بعض المحاولات الجادة للمرأة في مجال الكتابة عن الموسيقى والفنون، معربة عن أملها في أن يتطور النقد الموسيقي ليكون له دور فعال في تثقيف الجمهور موسيقيا.

من جهتها نوهت رويدة كناني بالتجربة المتميزة في الفن التشكيلي في سوريا، غير أنها أشارت إلى أن عدد اللواتي تميزن وبرزن فيه قليل بالقياس لمن عملن وأبدعن في هذا الفن.

فضاءات الحرية

وأكدت عواطف نعيم من مؤسسة رابطة نقاد المسرح في العراق أن الحرية أساس أي منطلق فني أو ثقافي. وأضافت أن فضاءات الحرية تولد أعمالا ومنجزات ثقافية صحيحة وسليمة تضيف إلى الحركة بمجملها فنا وفكرا متجددا.

وركزت المخرجة التونسية سلمى بكار في مداخلتها على ما يسمى بالنقد الذي ينطلق من أغراض شخصية ليحطم عملا إبداعيا كلف منجزه مشقة وتعبا كبيرا.

وقالت بكار التي تباينت الآراء حول فيلمها الأخير "خشخاش" أو "زهرة النسيان" الذي يتعرض إلى الانعكاسات السلبية لحرمان المرأة العاطفي والجنسي، إنه إذا كانت الناقدة مثلا لم يعجبها لا الموضوع ولا الحقبة التاريخية للأحداث ولا الصور السينمائية ولا الموسيقى ولا ممثلين ولا حتى عنوان الفيلم فهل أخطا كل هذا الجمهور الذي أقبل على مشاهدة الفيلم وكانت هي وحدها على صواب؟

وتخلل الملتقى عرضان سينمائيان الأول بعنوان "التأشيرة" للمخرج التونسي إبراهيم اللطيف يتناول فيه مشكلة حصول شاب مغاربي على تأشيرة سفر إلى أوروبا، والثاني "خشخاش" لسلمى بكار، إضافة إلى سهرة فنية لمجموعة موسيقية من فرنسا.

وينفرد الملتقى منذ أكثر من عشر سنوات في طرح مواضيع ذات صلة بإبداعات المرأة العربية في مختلف الميادين الثقافية من سينما ومسرح ورقص وموسيقى وفن تشكيلي.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى